فوز حزب "بريكست" في الانتخابات الأوروبية يعزز الخروج البريطاني بلا اتفاق

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعزز تصدر حزب بريكست بزعامة نايجل فاراج للانتخابات الأوروبية في بريطانيا إثر حصوله على نحو 31.8 في المائة من الأصوات بحسب النتائج الجزئية، احتمال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق، ما يعني مغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة واتباع طريق إقامة علاقات تجارية تخضع لمنظمة التجارة العالمية. ووفقا لـ"الفرنسية" يثير هذا السيناريو مخاوف الأوساط الاقتصادية، ولا يؤيده الأوروبيون. كما سبق للبرلمان البريطاني أن صوت ضده. وعاقب الناخبون بشدة حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي الذي تراجع إلى المرتبة الخامسة بحصوله على 9.1 في المائة من الأصوات بحسب نتائج بعد فرز أكثر من نصف الأصوات. وكانت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، اضطرت لتنظيم هذا الاقتراع على عجل قبل أن تعلن الجمعة استقالتها في 7 حزيران (يونيو) المقبل. وأعطى الاقتراع جرعة من الأمل لمؤيدي أوروبا مع حصول الحزب الليبرالي الديمقراطي على 20.4 في المائة من الأصوات. لكن هذا الحزب لا يملك وسائل الـتأثير في القرار على المستوى الوطني إذ لا يمثله سوى عدد قليل من النواب. ولم ينتظر نايجل فاراج النتائج النهائية معلنا "فوزا كبيرا" لحزبه أمام وسائل الإعلام في ساوثامبتون بجنوب إنجلترا. وكذلك خرج الحزب التقليدي الكبير الآخر، حزب العمال ضعيفا من الانتخابات الأوروبية بحصوله على نحو 13.7 في المائة من الأصوات، دافعا بذلك ثمن موقفه الغامض إزاء بريكست. من جانبهم، تمكن دعاة حماية البيئة "الخضر" من التقدم على المحافظين بحصولهم على 12.1 في المائة من الأصوات وهو ضعف ما حققوه في 2014. وصوت 52 في المائة من البريطانيين خلال استفتاء حزيران (يونيو) 2016 مع بريكست الذي كان يفترض أن ينفذ في 29 آذار (مارس). لكن تيريزا ماي لم تنجح في إقناع حزبها المنقسم حول المسألة ولا النواب بقبول الخطة التي تفاوضت بشأنها مع المفوضية الأوروبية واضطرت إلى تأجيل الخروج من الاتحاد إلى 31 تشرين الأول (أكتوبر). وحزب بريكست الذي تأسس قبل أربعة أشهر ردا على المشاحنات في البرلمان بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، ليس لديه برنامج آخر في هذه الانتخابات سوى هذه القضية. وقد اعتمد على غضب الناخبين من مسلسل بريكست الطويل. وكان مؤسس هذا الحزب نايجل فاراج (55 عاما) قد فاز في 2014 في الانتخابات الأوروبية عندما كان يرأس حزب استقلال بريطانيا (يوكيب) المعادي لأوروبا وللمهاجرين. وهو يؤيد الخروج من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن حتى لو تم ذلك بلا اتفاق. وأعلن خلال الحملة الانتخابية "من أجل الالتزام بالتصويت الديمقراطي للشعب وبالوعود التي قدمت، الشيء الوحيد الذي بإمكاننا فعله هو الخروج (من الاتحاد الأوروبي) وفق أحكام منظمة التجارة الدولية". ويعني ذلك مغادرة الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة واتباع طريق إقامة علاقات تجارية تخضع لمنظمة التجارة العالمية. غير أن الفوز الجديد لنايجل فاراج يعزز موقف الجناح المناهض للاتحاد الأوروبي ضمن حزب المحافظين الذي يؤيد قطيعة واضحة مع الاتحاد الأوروبي. وقد طلب على كل حال منذ مساء الأحد أن "يصبح جزءا من فريق المفاوضات (مع الاتحاد الأوروبي) ليكون هذا البلد مستعدا للرحيل أيا تكون الظروف". ويغرق حزب المحافظين في الوقت الراهن في معركة شرسة لخلافة تيريزا ماي وسط وجود ثمانية مرشحين حتى الآن. ويتلاقى المرشح الأوفر حظا بوريس جونسون الذي لعب دورا محوريا في حملة استفتاء بريكست عام 2016، مع موقف نايجل فاراج ويقول إنه مستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.

مشاركة :