الحديث مع نجم بحجم جمال فرحان لا بد أن يكون ذو شجون فقد قدم الكثير لنادي الاتحاد لاعبا وإداريا، وأسهم في تأسيس رابطة تخدم النادي وتحرص على تكريم النجوم القدامى والاهتمام بأحوالهم. فرحان أطل للمرة الأولى عبر "النادي" وتحدث عن الماضي والحاضر بالنسبة للاعبين وكذلك الجماهير، كاشفا العديد من الأمور التي عايشها خلال عمله في عهد إدارة الرئيس السابق محمد بن داخل، ومقدما "روشتة" علاج لمشكلة قائد الاتحاد محمد نور مع مدرب الفريق بيتوركا. كيف ومتى أنشئت رابطة لاعبي ومحبي نادي الاتحاد وما أهدافها؟ - هي مجرد تجمع وطبعا لها هدف أسمى وهو الدعم المادي للكيان وأن يكون لنا دور خاص كلاعبين سبق لهم خدمة الاتحاد حيث كنا مبتعدين لفترة عن بعضنا وجاءت الفكرة منا بأن يكون لنا دور في النادي. من أول من اقترح هذه الفكرة؟ - الفكرة أتت منا كلنا أنا وعبدالله غراب وعيسى خواجة وأحمد بهاء الدين وعبدالله فوال وإسماعيل حكمي لكي نكون من أصحاب القرار في الاتحاد. ما الدور الذي تتحدث عنه وتريدون القيام به؟ - دورنا بدأ بدخولنا للجمعية العمومية فقد قمنا باستخراج بطاقات عضوية وشاهدتم دورنا في الانتخابات الأخيرة داخل النادي بترشيح من نرغب، وكذلك دورنا في الخدمة الاجتماعية مثل السلة الغذائية وزيارة أحمد ذيبان ودعم النادي باشتراك العضوية داخل الرابطة التي وصل عدد أفرادها إلى 300. هناك أنباء أنكم كرابطة اشترطتم على إبراهيم البلوي أن يفتح لكم مكتباً داخل النادي لدعمه وترشيحه للرئاسة، وأن يكون التكريم دوما باسم الرابطة قبل ذكر النادي.. ما مدى صحة ذلك؟ - بالعكس نحن داعمون للنادي وبدونه لا تستطيع الرابطة العمل، وقد اقترحنا أفكاراً والرجل رحب بها وقال إن النادي يحتاج إلى كل محبيه، فمن هذا المنطلق نريد زيادة أعضاء الجمعية العمومية من أجل زيادة مداخيل النادي، فلو انضم 100 ألف للجمعية سواء عن طريق الرابطة أو من الجماهير فسيدر ذلك على النادي 45 مليون ريال سنويا، فأتمنى من الجمهور أن يدعم النادي سواء بالحضور للمباريات أو الانضمام للجمعية العمومية. قبيل الانتخابات زاركم إبراهيم البلوي وأحمد كعكي وكلاهما مرشح لرئاسة النادي لكنكم دعمتم ورشحتم البلوي، فما السبب؟ - كل واحد منهما قدم برنامجه وحصل تصويت داخل الرابطة وكانت الأغلبية لإبراهيم البلوي ولهذا رشحناه. بصراحة هل قدم إبراهيم البلوي ما كنت تطمحون إليه وما كان يطمح له جمهور الاتحاد؟ - الظروف التي أتى فيها إبراهيم البلوي صعبة جدا حيث كانت هناك مديونيات ومستحقات للاعبين أجانب، ولهذا أرى أن البلوي أنجز وظهرت نتائجه وسار بالفريق على الطريق الصحيح خصوصا في ظل عدم وجود راع للنادي، والرابطة سيكون لها رؤية مستقبلية لخدمة نادينا وعدم الاكتفاء بتكريم اللاعبين القدامى، وأرى أن من أبرز إنجازاتنا تكاتف اللاعبين القدامى مع بعضهم وعدم وجود خلافات بينهم. هل يوجد عاملون في مكتبكم بالنادي حاليا؟ - حتى الآن مازال تحت التأسيس ونحن نعمل لتجهيزه بالشكل المميز الذي يليق بعشاق نادي الوطن، وقد أبدت إدارة النادي استعدادها للقيام بكل شيء لكننا رفضنا أن نزيد عليهم أعباء وتكفلنا بالتأسيس. هل يعني ذلك أن إبراهيم البلوي تعاون معكم؟ - نعم كان متعاونا للغاية وعرض علينا دعم التكريم لكننا في الرابطة قلنا للإدارة جزاكم الله خيراً ويكفينا موافقتكم على التكريم.. اتركوا لنا هذه الأمور وركزوا على المباريات. ما شعور اللاعبين القدامى عندما تتواصلون معهم لتخبروهم بتكريمهم أمام جمهور الاتحاد؟ - يذكرهم ذلك بشعورهم عندما كان يلعبون ويركبون الباص للملعب وأكد كثير منهم أنهم يشعرون بالقلق والتوتر والرهبة. أول تكريم كان في مباراة الشعلة وكان هناك تيفو "حبيبي يا رسول الله"، احك لنا عن هذا اليوم؟ - كنا نشعر بالقلق هل سننجح أم لا، خصوصا أنها أول تجربة وأمام 60 ألف مشجع، لكن الأمور سارت بشكل جميل والحمد لله، وهنا لابد أن أشكر رئيس النادي ومحمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين الذي قال إن هذه الأمور يجب دعمها وكذلك أحمد المصيبيح وأحمد الروزي، فبأدوار هؤلاء جميعا استطعنا تحقيق هدفنا. ماذا كان رد اللاعبين الذين تم تكريمهم؟ - كلهم أبدوا شكرهم العميق وقالوا: (رجعتونا لأيام زمان)، ومنهم من تأثر أكثر أمثال أحمد سالم وعبدالله غراب وحامد صبحي لأن تكريمهم وسط الجمهور يختلف كثيرا عن تكريمهم في أي مكان آخر، خصوصا أن جيل الجمهور الحالي لا يتذكر هؤلاء اللاعبين. هناك أسماء تأخر تكريمهم أمثال أحمد جميل وسعيد غراب وأبناء محمد الخليوي (يرحمه الله) والحسن اليامي وحمزة إدريس، فما السبب؟ - لا توجد أسباب بل هي حسب "التساهيل"، فهناك من ظروفه لا تسمح وبالتاللي نضطر للتأجيل، وهؤلاء لا يختلف عليهم اثنان وسوف ينالون حقهم من التكريم، لكن لابد من موافقة الشخص على تكريمه لأنه لا يصح أن ينوب عنه أحد. هل رفض أحد من اللاعبين القدامى التكريم؟ - ليس رفضا بل كانت الظروف لا تسمح خصوصا أن هؤلاء النجوم لهم تاريخهم ومنهم من يكرم لأول مرة. ما هدفكم المباشر في الرابطة؟ - الهدف الأول والمباشر هو أن ندعم النادي مادياً ويكون ذلك عبر بطاقات الدخول، وتقريبا تعدى دعم الرابطة للنادي 300 ألف ريال، ولدينا حوالي 40 عضو شرف يدفع 2500 في السنة وهناك دعم مقطوع، فنحن تأسسنا قبل إدارة إبراهيم البلوي في عهد إدارة محمد الفايز. ما الفرق في التعامل بين إدارة إبراهيم البلوي والإدارة السابقة؟ - لا يوجد فرق، فنحن بدأنا للتو واجتمعنا في أول زيارة لإدارة الفايز، والتعامل ممتاز من الإدارتين لأنه في مصلحة النادي. لماذا تم تفعيل وتنشيط دوركم في التكريم خلال إدارة إبراهيم البلوي؟ - بالعكس بدأنا منذ عهد الإدارة السابقة لكن الإعلام لم يسلط عليها الضوء، فقد كرمنا من قبل عيسى حمدان وعثمان مرزوق وعضو الشرف أحمد ديبان، وكذلك قدمنا السلة الغذائية للعديد من المحتاجين لكن هذه أمور إنسانية لا يصح الخوض بها، وأيضا هناك بعض أعضاء الرابطة لا يحبذون ذكر أسمائهم ويتبنون كل الحالات الإنسانية سواء العلاج بالمستشفى أو أي أمور أخرى. كيف كانت تجربتك في الإشراف العام على الفريق إبان فترة رئاسة اللواء محمد بن داخل، خصوصا أن هناك اتهامات ضدك بالتواطؤ ضده؟ - أنا أول من عرفت "أبو طلال" على الاتحاد وهو عاشق للكيان لكن الظروف لم تخدمه، والأندية تحتاج لخبرة وصبر واختيار مجموعة تساعدك وتساندك لكن خانه أعضاء مجلس الإدارة، وأنا اشتغلت للكيان ووضعنا إستراتيجية وبرنامج كرة قدم وعملنا لجنة وسياسة متكاملة برئاستي لكن كل ذلك لم يطبق ولذلك تركت المنصب. هناك اتهامات لابن داخل بأنه سبب الديون التي بلغت 19 مليون ريال.. - لا اعتقد ذلك لأنه ترك منصبه قبل وجود تلك الديون وأرى أنه ظلم فقد كان يدير شؤون النادي بمحبة وطيبة. هل كان هناك تسيب من قبل اللاعبين في عهد ابن داخل؟ - بصراحة نعم لأن الانضباط والعمل الاحترافي كان غائبا في تلك الفترة، وقد عملت على ضبط الأمور تدريجيا لكن المشكلة في نادي الاتحاد أن أعضاء الشرف يتدخلون في عمل الإدارة. هل أنت مع أم ضد أن تصل عقود اللاعبين لهذه المبالغ الكبيرة؟ - أولا هذا رزق من الله، لكن لابد أن تضبط هذه الأمور ويطبق مبدأ الثواب والعقاب ويكون العقد بموجب الأداء كما يحدث في أوروبا حيث يزيد مثلا أجر اللاعب كلما سجل عددا معينا من الأهداف أو ساهم في تحقيق بطولة وهكذا. بحكم خبرتك الطويلة.. كيف يتم احتواء الأزمة الناشبة حاليا بين مدرب الاتحاد بيتوركا ومحمد نور؟ - لابد على محمد نور أن يعترف أن مستواه حاليا ليس كالسابق وهذه سنة الحياة، وهو رجل محب ومخلص للاتحاد وأنا اعتبره "النجم الذي لا يغيب"، لكنني لا أعلم ماذا حدث والحل في أن يلتزم وينضبط بما يحدده الجهاز الفني، لكن إن كانت هناك أمور أخرى مثل عدم الاحتياج له فلابد أن يكونوا صريحين معه. ما الفرق الذي لامسته بين جيلكم والجيل الحالي؟ - كرة القدم عامة تغيرت حتى طريقة التمارين واللياقة، فالأولون كان يسود بينهم جو حب الكرة ولو وجد المال في وقتهم لوجدت عباقرة كما أن المواهب كانت فطرية وكثيرة، أما الآن فإنهم يتعلمون الكرة من التكتيك وطريقة اللعب نظرا لسرعة الكرة والأداء الجماعي، والمواهب باتت نادرة في الكرة السعودية بسبب طرق اللعب. ما المباريات التي لعبتها ولا تزال في الذاكرة؟ - كثيرة مثلا مع الأهلي ومع الاتفاق وفوزنا بخماسية، وتعد هذه المباراة من أجمل مبارياتي حيث أحرزت فيها هدفين، وكذلك سجلت ثنائية أمام الهلال وهدف في مرمى النصر، وفي مباراة مع النهضة سجلت هدفا "دبل كيك". هل سجلت هدفا جميلا في الأهلي؟ - نعم سجلت لكن لم يحتسب الهدف بل لعبت أحلى مبارياتي أمام الأهلي وصنعت أهدافاً، لكنني لم استفز جمهور الأهلي فهذه الأمور لا أحبها. هل هناك فرق بين مؤازرة الجماهير للاعبين سابقا وحاليا؟ - نعم فالجماهير المتواجدة الآن في المدرجات أغلبها من الشباب والمراهقين، أما في أيامنا فالجماهير كان أغلبها من الرجال في سن الـ30 وأكثر، لكن التشجيع الآن أفضل من قبل نظرا للأهازيج والتيفو والرابطة. كلمة أخيرة.. أشكركم على الاستضافة، وأتمنى أن يجتمع الاتحاديون مع بعضهم وأن يبتعدوا عن الخلافات وأن ينطلقوا في كل ما يعملونه من حب الكيان والحرص على مصلحته.
مشاركة :