انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 التي ترتكز على العمق العربي والإسلامي، والمتضمنة برنامج جودة الحياة الساعي إلى تحسين نمط حياة الفرد واستحداث خيارات جديدة تُعزز مشاركة المواطن والمُقيم في مختلف الأنشطة، أطلقت اللجنة العليا لمواسم السعودية «موسم العيد» بهوية عالمية تعكس محورية المملكة في الاحتفال بالمناسبة، وتعبر عن السمات الخاصة به، وتعزز من تميزه وتفرده، وتكون مظلة للانتماء المشترك وجسراً للتواصل مع المجتمعات المختلفة في كافة أنحاء العالم. وتتضمن مبادرة «مواسم السعودية 2019» الراميِّة إلى تحويل المملكة إلى أحد أهم الوجهات السياحية على الصعيد الدولي 11 موسماً سياحياً، وتسعى إلى إدراج مدن سعودية على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم، وذلك من خلال تعزيز جودة الحياة وخلق العديد من الفعاليات والتجارب الفريدة والمتنوعة. وقامت العديد من الجهات في وقت سابق ومن بينها وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانات المدن والهيئة العامة للترفيه والهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للسياحة بجهود مختلفة في احتفالات عيد الفطر المبارك، إلاّ أنّ موسم العيد المُقبل سينفرد للمرة الأولى بهوية موحدة شاملة لأكثر من 300 فعالية كرنفالية في مختلف مدن ومحافظات المملكة ويشترك في تنظيمها القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لتكون انطلاقة نحو موسم أكثر ثراءً في العالم الإسلامي أجمع. واستوحت الهوية الجديدة فكرتها من المشاعر الأكثر ارتباطاً بالعيد والتي تتمثل في الاحتفال والسعادة والفرح والمحبة والمتعة والبهجة والابتسامة والاجتماع بالأهل والأصدقاء والأحبة، وتشكلت في دائرة تدل على استمرار العيد وتجدد مشاعر المرح والسرور المرتبطة به والتي تسيطر على أحاسيس الأفراد والأسر والعائلات. وتتكون الهوية من أربعة ألوان أساسية هي البنفسجي والوردي والبرتقالي والرصاصي والتي تخلق تدرجاتها دلالات لمزيج من المشاعر والمُحفزات حيث تلهب الحماس والطاقة والحيوية، وتشيع روح المحبة والسعادة، وتطلق مشاعر الفرادة والتميز، وتحفز على التجربة واستكشاف الغموض. واستخدمت الهوية عدد من الكلمات والرموز تُشكِّل سلسلة من خصائص حلقة العيد حيث تمثل كل واحدة منها شعوراً مرتبطاً بموسم العيد، وشكلت الرموز وهي المسجد والدلة والحلويات والبالونات عمق هوية العيد الدينية والاحتفالية فيما كتبت الكلمات وهي: لمّة ومحبة، وفرحة وسعادة، ومتعة واحتفال، بألوان الهوية الأساسية لتشكل مزيجاً فريداً ومختلفاً يعبر عن مشاعر العيد وبهجته. ومن أجل لفت أنظار وجذب مختلف الشعوب الإسلامية تم إنتاج الهوية بلغات عدة من بينها الإندونيسية والأُورديِّة وغيرها من اللغات، حِرصاً على التواصل مع 1.5 مليار مسلم في 42 دولة، والوصول إلى المجتمعات المختلفة في كافة أنحاء العالم من خلال القيم والمشاعر الإنسانية المشتركة. ويؤكد مستشار التسويق د. منصور العبيدي على دور الهوية الموحدة في ترسيخ نمط الاحتفال بالعيد وإعادة الابتهاج به بين أفراد الأسرة، والانضمام إلى مختلف الأنشطة والفعاليات التي تساعد في مزج ألوان وأنماط الاحتفال من دولة لأخرى وفعالية وأخرى، مشيراً إلى أنها تعزز من دور المملكة في قيادة العالم الإسلامي من خلال خلق لغة مشتركة بين مختلف الشعوب الإسلامية، والأفراد المسلمين حيثما كانوا. ولفت العبيدي إلى أن الهوية سيكون لها دور مستقبلاً في زيادة فرص تسويق منتجات الهدايا والتذكارات الموسومة بشعار الهوية وترك الأثر في نفوس المجتمعات والشعوب الإسلامية أجمع. بدوره وصف خبير الاتصال المؤسسي أحمد المسيند أن الهوية الموحدة بأنها ممارسة اتصالية «مؤسسية» تخلق ارتباطاً عاطفياً وذكريات مشتركة لعيد الفطر المبارك بين الأفراد والجماعات، كما تسهم في إشاعة روح البهجة والفرح والسرور بالعيد على مر السنوات. وحول انعكاسات التصميم والألوان التي تشكلت منها الهوية، يرى الأمين العام للجمعية السعودية للفنون التشكيلية الفنان التشكيلي ناصر الموسى أن الشعار يعكس توحيد الرؤية التنظيمية لكافة الفعاليات مع القدرة على مسايرة الأنشطة المقامة في مختلف الأماكن، مضيفاً أن الكلمات المصاحبة له تتسق مع معظم البرامج من حيث الموضوع ونوعية الفعالية، وأن دلالاتها تخلق تناسباً ينعكس على الزوار ومرتادي الفعاليات وفرق العمل التي تنقلها إلى الجمهور. وبيّن ناصر الموسى أن الصيغة التي جمع بها الشعار تشكل وحدة موضوعية تتناغم مع تنوع الرموز وتعدد الأشكال، وقال: «يُحسب للمصممين جمعهم بين التعبير عن المناسبة وإيصال الرسالة المطلوبة لشعوب مختلفة اللغات والثقافات، وأشاد بتكوين الرموز التي تتناسب مع ثقافات ورؤى الحاضرين للفعالية». وذهب الموسى إلى أن الألوان تُشكِّل مساحة مُتحركة توظف الرمادي كلون محايد يتماشى مع ما يجاوره، مع توظيف درجات الألوان التي تلفت إلى الجانب البصري وإبراز الهالة، وأن تداخل الألوان يؤدي إلى تناسب المكان والبيئة والشخوص، لافتاً إلى أن المصممين وفقوا في نقل الهوية المتكاملة للمواءمة بين الألوان والكلمات بما يليق مع حجم ومكانة المناسبة.
مشاركة :