قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، إن طهران لا ترى أي فرصة للتفاوض مع الولايات المتحدة، فيما نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، سعي إيران لامتلاك السلاح النووي، وذلك بعد يوم من تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحدث فيها عن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، رداً على سؤال عن تصريحات ترامب، خلال مؤتمر صحافي في طهران: «نحن الآن لا نرى مجالاً لأي مفاوضات مع أميركا». ونقلت عنه وكالة «فارس» للأنباء القول «إيران لا تعير الأقوال اهتماماً، فالمهم هو تغيير النهج والسلوك». وذكر ترامب أن الولايات المتحدة لا تتطلع لتغيير النظام الإيراني، مضيفاً «نحن نتطلع إلى عدم وجود أسلحة نووية». في السياق نفسه، قال نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري، أمس، إن البلاد ليس لها أن تسعى لتطوير أسلحة نووية، لأن هذا أمر حظره المرشد الإيراني، علي خامنئي. وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ مطلع مايو الجاري، بعدما سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملة الطائرات «أبراهم لينكولن» ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز «بي 52»، كما أعلنت اعتزامها إرسال 1500 جندي إلى المنطقة. وجاءت خطوة واشنطن، بعدما قالت إنها حصلت على معلومات استخبارية تفيد بأن طهران على وشك استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، مشيرة إلى نصب صواريخ على متن قوارب خشبية في مياه الخليج العربي. وهدّد ترامب، إيران في تصريحات عدة بالتدمير الكامل في حال أرادت الحرب. وكان ترامب قال خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اليابانية طوكيو: «أعتقد أن إيران لديها الفرصة في أن تكون دولة عظيمة مع القيادة الحالية نفسها، نحن لا نسعى إلى تغيير النظام، أريد توضيح ذلك، نحن نسعى إلى عدم امتلاك إيران السلاح النووي»، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (أرنا). وفي تغريدة له الليلة قبل الماضية، كتب ظريف معلقاً على تصريحات ترامب، إن خامنئي أصدر منذ أمد بعيد فتوى بحرمة «امتلاك واستخدام» الأسلحة النووية، وأضاف «الإرهاب الاقتصادي هو الذي يضر الشعب الإيراني ويثير التوتر في المنطقة. إجراءات وليست تصريحات ترامب هي التي ستكشف ما إذا كانت هذه هي نوايا ترامب الحقيقية». وأتت تغريدة ظريف في محاولة لإبعاد التهمة التي تلاحق بلاده بالسعي وراء امتلاك أسلحة نووية. يأتي ذلك في وقت هاجمت صحيفة «دي فيلت» الألمانية، أول من أمس، السياسة الأوروبية تجاه إيران، واصفة إياها بأنها سبب في تعزيز عدوانية طهران في الشرق الأوسط، وتظهر القارة العجوز في صورة المتعاطف مع نظام إرهابي. وقالت الصحيفة: «موقف الولايات المتحدة من إيران مبرر للغاية، لكن الأوروبيين يتمسكون في المقابل بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، ويظهرون القارة في صورة المتعاطف مع نظام إرهابي». وأكدت أن «الوقت الحالي هو المناسب تماماً لوضع المزيد من الضغط على إيران لإجبارها على التخلي عن تطلعاتها في الشرق الأوسط ورعايتها الإرهاب ودورها المزعزع للاستقرار في دول عدة، فضلاً عن طموحاتها النووية». وتابعت: «لم تسفر سياسة المهادنة تجاه إيران خلال الأعوام الماضية عن الحد من عدوانية طهران، لكنها عززتها بشدة». وأضافت الصحيفة أن «الولايات المتحدة أدركت خطر تلك السياسة، ويجب شكرها على ذلك، ولكن هناك شكوكاً في أن يحول الرئيس دونالد ترامب تهديداته التي يرسلها عبر موقع تويتر، إلى واقع». وحذرت الصحيفة ترامب من التعامل مع إيران على طريقة كوريا الشمالية «حين قام فجأة بترقية مستبد مثل كيم جونغ أون إلى رجل دولة يمكن الجلوس والتفاوض معه، وأثنى عليه أكثر من مرة ووصفه بأنه رجل سلام، وهو أبعد ما يكون عن ذلك». وأضافت «رغم الثناء الأميركي ومحاولات إظهار كوريا الشمالية بأنها تعطي ظهرها لماضيها، فإن كيم جونغ أون عاد في المقابل لاختبارات الصواريخ البالستية، ويحاول الضغط على الولايات المتحدة لضمان أمن نظامه واستمراره قبل الدخول في أي مفاوضات»، متابعة «هذا يجب ألا يحدث مع نظام الملالي في إيران». كما حذرت الصحيفة من سياسة الولايات المتحدة واصفة إياها بأنها «لا تأخذ خطوات حقيقية على الأرض لمواجهة إيران»، ضاربة المثال بأن «واشنطن تركت سورية لإيران تفعل فيها ما تشاء». واختتمت الصحيفة تقريرها بدعوة الغرب إلى «مواجهة إيران والضغط عليها بشدة لإجبارها على التخلي عن مطامعها ودورها المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط». صحيفة ألمانية تهاجم السياسة الأوروبية تجاه إيران، وتصفها بأنها سبب في تعزيز عدوانية طهران.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :