الدوحة - قنا: أعلنت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عن إطلاق مبادرة مشتركة بعنوان “قطر تقرأ”، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، تحت شعار “بالقراءة نثري الحضارة”. وتهدف هذه المبادرة التي تأتي استكمالاً للإنجازات السابقة والمُكتسبات التي حققتها الحملة الوطنية للقراءة إلى تغيير النظرة إلى القراءة لتكون بمثابة اكتشاف متواصل لدروس الحياة، ووسيلة لتنمية الإبداع في جميع المجالات، وتجسيداً لمجتمع قائم على المعرفة. وأشاد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة بالمبادرة، مشيراً إلى أن القراءة نشاط مُتأصل في حضارتنا العربية الإسلامية، وفي الحضارة الإنسانية عامة، وقد أولى ديننا الحنيف مكانة مميزة للعلم، فقد بيّنت قصة الخلق مدى قيمة “تعلم الأسماء” وتمييز الإنسان عن سائر المخلوقات بالمعرفة، وقد استعيدت لحظة إجلال العلم في التنزيل الحكيم حين كانت أول كلمة مفتاحية هي “اقرأ”، موضحاً أن القراءة لا تعني الاكتفاء بالمُطالعة كهدف لنيل مكاسب عابرة، بل القراءة تحفيز فضول الإنسان لمعرفة المجهول، ودفعه إلى الاكتشاف، وهو ما يرفع من قدرات وعيه وينشط وجدانه، مؤكداً أن هذه الأهداف تلتقي مع رؤية وزارة الثقافة والرياضة التي حرصت على بلوغ المجتمع إلى مرحلة مُتقدّمة من الوعي تجعله محافظاً على هويته وقادراً على بناء علاقات متكافئة مع المجتمعات المتقدمة. وثمّن سعادته هذه الشراكة، مؤكداً أن الوزارة ستسخّر كل إمكاناتها لزيادة نجاح هذا المشروع الرائد، فالقراءة مصدر مهم من مصادر المعرفة، وتلعب دوراً مركزياً في تشكيل وعي الأفراد داخل المجتمع. من جهتها، قالت السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر: إن القراءة تحفّزنا جميعاً على بناء مجتمع من القادة، المزودين بالمعرفة، والعقلية المنفتحة على الآخرين، والقيم الإيجابية، والرغبة في جعل التعلم مدى الحياة ركناً أساسياً من حياتهم وتطلعاتهم كما تنمي القراءة لدينا حس الاستكشاف والاكتشاف، وهي قيمة مُضافة وضرورية وحيوية لبناء مستقبل قطر وإعداد الأجيال المقبلة، كذلك تساعدنا على تحفيز الخيال وخصوصاً الشباب من أجل حثهم على الانطلاق في رحلة تأخذهم إلى وجهات جديدة في حياتهم وأفكارهم. وتابعت أن مُبادرة “قطر تقرأ”، تأتي كخطوة إيجابية ومُبتكرة وكتطوّر طبيعي يحمل اسماً جديداً للحملة الوطنية للقراءة وهي إحدى مُبادرات مؤسسة قطر، حيث نسعى من خلال “قطر تقرأ” إلى ابتكار طرق جديدة، ونشرها على نطاق أوسع على مستوى الجمهور، مع التأكيد على تحقيق الهدف المنشود الكامن في زيادة الوعي بأهمية القراءة، ليس بهدف تحفيز الإلهام فحسب، وإنما لتعزيز الاستكشاف والاستمتاع”. الجدير بالذكر أن مُبادرة “قطر تقرأ” تهدف إلى تحفيز الملكات لدى أفراد المجتمع، وتطوير الابتكار، والعمل في سبيل تقدّم المجتمع، إذ يُساهم تعزيز القراءة لدى الناشئة والشباب والكبار في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية، ويُمكّن القدرات الذاتية لكل فرد، كما تهدف المُبادرة إلى جعل القراءة شأناً عاماً يهم المجتمع بأسره دون حصرها في فئات معينة. ويعكس شعار “بالقراءة نثري الحضارة” التزام مؤسسة قطر بتجسيد ثقافة التعلم مدى الحياة، والتحفيز على التفكير النقدي والإبداعي، وحب المُطالعة، وستركز المُبادرة على تعزيز القيم الوطنية وإلهام المجتمع بأفكار واعدة، وتكريس القراءة كعادة يومية لدى الأفراد، ما يُساعدهم على توسيع مداركهم وتنمية أفكارهم. وتتطلع مُبادرة “قطر تقرأ” إلى أن تكون أكثر من مجرد برنامج توعوي قائم على الفعاليات فحسب، بحيث تصل المُبادرة إلى جميع أفراد المجتمع من تلقاء نفسه، بدلاً من دعوة أفراد المجتمع إلى حضور الفعاليات، وذلك بالاعتماد على مفاهيم مبتكرة تجسّد أهمية القراءة، وتشجيع أولياء الأمور والأسر لتكريس القراءة كعادة يومية في منازلهم، واعتبار القراءة الوسيلة الأمثل لتمضية وقت ذي فائدة مع أطفالهم. وسوف تطلق المبادرة برنامج “بيتنا يقرأ” وهو برنامج اشتراك عائلي تقوم الأسرة بالاشتراك فيه لمن هم ضمن الفئة العمرية ابتداءً من الروضة وحتى الصف السادس، يحصل فيه كل طفل على كتابين في كل شهر مرفقين بعدد من أوراق عمل وأنشطة ما بعد القراءة ، وتركز قطر تقرأ على موضوع في كل شهر تدور حوله القصص والكتب المختارة بالتعاون مع دار /سكولاستيك/ للنشر الرائدة، وعن طريق هذا البرنامج فإن “قطر تقرأ “تحرص على إيجاد منصة لهؤلاء الأسر يتشاركون فيها الأفكار ويتبادلون فيها الخبرات، وذلك بهدف إنشاء حراك ثقافي في سبيل بناء مجتمع قارئ.
مشاركة :