المدينة المنورة- واس تمتلئ أحواش وساحات سوق الغنم والماشية بالمدينة المنورة هذه الأيام بآلاف الأنعام لاسيما الخرفان مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يحرص فيه مواطنو المدينة المنورة والمقيمون على ثراها مثلما هو الحال في بقية العالم الإسلامي على ذبح الأضاحي امتثالاً لسنة النبي الكريم محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم وسط ترقب من الباعة والمشترين لمؤشر الأسعار الذي يشهد تزايداً سنوياً. غير أن متعاملي تجارة الماشية بالمدينة المنورة يرجحون أن تشهد أسعار الأغنام انخفاضاً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي, ورأوا أن انخفاض أعداد الحجاج القادمين من الخارج هذا العام, وتدني حجم الطلب على اللحوم الحمراء في المطاعم ودور إسكان الحجاج بالمدينة المنورة خلال موسم الحج, قد يهبط بالأسعار بشكل طفيف, قبيل أيام عيد الأضحى، متوقعين تواصل الانخفاض بشكل تدريجي في حلول ثاني أيام العيد . وأشار المواطن ( معتوق اللهيبي ) أحد الباعة في سوق المواشي بالمدينة المنورة إلى أن مبيعات المواشي ظلت تشهد انتعاشاً كبيراً قبل أيام من دخول شهر ذي الحجة، لكن حركة البيع خلال الأيام الماضية لم تكن بالصورة ذاتها التي كانت عليها خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح أن الكثير من ممتهني تجارة شراء وبيع الماشية يشترون كميات متوسطة من الماشية قبل أسابيع من دخول موسم الحج, ومن ثم تصريفها في السوق على شكل مجموعات للاستفادة من ارتفاع حجم الطلب قبيل وخلال أيام العيد بأسعار تعوض ما أنفقوه على تربيتها، وتحقق لهم مكاسب مالية جيدة . وبين انخفاض كميات المواشي التي تجلب إلى السوق خلال فترة ما قبل عيد الأضحى مؤملاً أن تشهد اليومين المقبلين نشاطاً في جلب الأغنام المحلية إلى السوق لتلبية طلبات المستثمرين وكذلك المشترين . وقال ( مطلق المطيري ) إن أسعار الأضاحي ليست ثابتة عند حد معيّن حيث تبدأ بالارتفاع مع اقتراب يوم عرفة الذي يشهد ذروة الأسعار إضافة إلى أول أيام العيد، نظراً لارتفاع حجم الطلب، قياساً على المعروض من الأنواع الجيدة، فيما تبدأ في النزول تدريجياً وتنخفض بنحو 30% في رابع أيام العيد. وأضح أنه دأب على شراء كمية من الأغنام المحلية قبل فترة, ونقلها إلى مزرعة يملكها، وبيعها بأسعار متفاوتة في إطار الأسعار المتداولة داخل سوف المواشي . وأكد أحمد الذي كان يسوق قطيعاً من الأغنام ( النعيمي) إلى إحدى الحظائر المجاورة، أن أٍسعار هذا الصنف تعد أفضل الخيارات لمن يبحث عن الجودة وكبر الحجم، مبيناً أنه يعمل لدى مؤسسة تقوم باستيراد الأغنام بشكل أسبوعي من حفر الباطن وبيعها في السوق, ويتم تصريفها غالباً على عملاء في المطاعم الكبرى . وبحسبه فإن هذا النوع من الماشية يعد الأقل عرضة للأمراض الموسمية، كما أن سعره يقل بنحو 20% عن سعر الأغنام المحلية، لافتاً النظر إلى أن هذا الصنف تكثر تربيته في دول شمال المملكة , ويشهد تزايداً في طلبه من قبل المواطنين السعوديين . وعلى أطراف السوق جلس (غنايم) مقيم عربي في صندوق سيارته المكتظة بالأغنام المحلية، وأشار إلى أنه يقوم بتصريف الأغنام التي يملكها كفيله وبيعها في الحراج داخل السوق . وبين أن الأسعار لم تختلف كثيراً عن العام الماضي لاسيما للأنواع التي يكثر عليها الطلب من الأغنام المحلية مثل النجدي، والنعيمي، وأن الطلب ازداد بشكل واضح على (السواكني) الذي يستورد من السودان حيث يبحث المشترون وخاصة من المواطنين السعوديين عن الأغنام التي يتم تربيتها لفترة طويلة في (الطائف، وضواحي مكة المكرمة) حيث تتغذى على ذات الأعلاف المحلية التي تتغذى عليها الأغنام المحلية الأخرى . فيما أبدى المواطن ( عابد الحربي ) أمله في وجود رقابة على أسعار وكبح جماح الأسعار . وأوضح الحربي الذي التقاه مندوب واس بينما كان يجول أمس في سوق الأغنام لشراء أضحية العيد أنه قدم مبكراً إلى السوق بعد أن اضطر العام الماضي لشراء الأضحية بمبلغ باهظ، في حين يدافع الشاب ( مستور ) أحد الباعة في سوق المواشي بالمدينة المنورة عن ارتفاع الأسعار. ولفت إلى أن مربي الماشية ينفقون أموالاً طائلة على الأعلاف والمياه وأجور العمالة لتربيتها لعدة أشهر، مما يستدعي تعويض خسائرهم أثناء عمليات البيع.
مشاركة :