أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن التحديات الراهنة تستدعي تكاتف جميع الجهود لضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة. كما شدد على أن التنسيق والعمل في إطار مجلس التعاون الخليجي الضمانة الوحيدة لمجابهة التحديات الأمنية الراهنة في ظل تصاعد التهديد الإيراني. وقال أمير الكويت في كلمة وجهها مساء أمس بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، إن النجاح في مواجهة التطورات الحالية التي تعصف بالمنطقة لن تأتي إلا بتلاحم جميع جهود دول المنطقة. وتأتي تصريحات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فيما تشهد المنطقة تصعيدا غير مسبوق بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على خلفية فرض واشنطن لعقوبات على النظام الإيراني لما بات يشكله من خطر بدعمه للإرهاب ومضيه قدما في برنامج الصواريخ الباليستية. ومع تصاعد وتيرة التوتر والتهديدات الإيرانية، أبدت الكويت قلقا استثنائيا من نشوب الحرب، وأعلنت اتخاذها إجراءات طارئة تحسّبا لإمكانية اندلاعها. وأخذت الكويت سيناريو نشوب حرب على محمل الجدّ، وقد أقرّت ضرورة وضع خطة طوارئ لمواجهة تبعاتها، وهو ما تم التوصل إليه خلال جلسة سرية لمجلس الأمّة (البرلمان) انعقدت بطلب من حكومة رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، بهدف بحث التطورات الإقليمية وحضرها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشيخ ناصر الصباح. وتستضيف السعودية هذا الأسبوع قمة خليجية طارئة كان دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان لبحث سبل مواجهة تصاعد الخطر الإيراني وسبل الرد على تجاوزات النظام في طهران وما بات يشكله من تهديد لأمن واستقرار الخليج العربي.وصعّدت حادثة تخريب 4 ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية واستهداف محطتي ضخ للبترول في السعودية من مخاوف دول المنطقة على أمن الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية، وكانت عبرت الكويت عن قلقها من هذه التطورات الخطيرة التي من شأنها أن تزيد منسوب التوتر وتدفع نحو المواجهة. وتخشى الكويت التي تعتمد في مواردها المالية بشكل شبه كامل على النفط من تعطيل طرق تصديره في حال تطوّرت الأحداث إلى نزاع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران. ومن هذا المنطلق يرى كويتيون أنّ بلدهم الذي يعتبر حليفا موثوقا للولايات المتحدة مرشّح لأن يكون مسرحا لأعمال تخريبية انتقامية في حال تطوّر الصراع الأميركي الإيراني إلى مواجهة عسكرية. وكان دعا أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قوات بلاده إلى أخذ أقصى درجات الحذر في ظل "المستجدات الخطيرة التي يشهدها المحيط الإقليمي". وشدد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على أن "محيطنا الخليجي والحفاظ على ما تحقق لنا من مكتسبات في إطار مجلس التعاون يعد الضمانة في مواجهة المخاطر والتحديات". كما ثمّن جهود الكويت الفعالة الرامية للحفاظ على الأمن والسلم الدولي وتجنب الحروب ونشر ثقافة التسامح والسلام. وسبق أن عبر رئيس البرلمان مرزوق الغانم أنّ بلاده "في قلب منطقة الصراع من الناحية الجغرافية الأمر الذي ينذر بتأثرها بتداعيات أي حرب محتملة"، داعيا "إلى مناقشة استعدادات الحكومة على كافة الأصعدة من أمن غذائي ودوائي وغيرهما لمواجهة أي تصعيد عسكري في منطقة الخليج".
مشاركة :