انتقادات حادة من محامين مغاربة تطال مسلسل "الماضي لا يموت"

  • 5/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طالب محامون مغاربة بتدخل المسؤولين قصد وضع حد لما اعتبروه “تهجما شرسا” على مهنتهم بسبب المسلسل التلفزيوني “الماضي لا يموت” الذي يبث على القناة الأولى خلال شهر رمضان الحالي، حيث اعتبروه يصوّر مقاربة مبتورة مبتذلة وفضائحية للمهنة بما لا يتناسب مع واقعها، كما تم تصويره، حسب رأيهم “على أنه ينسج علاقات غرامية لأحد المحامين مع موكلته المقبلة على التطليق بنية الإضرار بالذمة المالية لزوجها”. وأفاد محامون ومحاميات من جمعية هيئات المحامين بالمغرب، بأن “المسلسل التلفزيوني الذي تدور أحداثه حول مكتب للمحاماة بمدينة الدار البيضاء وحول الحياة المهنية والشخصية لصاحب المكتب، وكذلك تلك المتعلقة بأربعة محامين آخرين بمن فيهم ابنه وابنة أخيه ومحام مساعد وآخر خصم لهم في قضية تطليق، يطرح واقعا غير صحيح للمهنة وللقوانين المنظمة لها”. ونفى هشام الجباري مخرج “الماضي لا يموت”، الاثنين، أن يكون العمل الدرامي إهانة لأصحاب البدلة السوداء، مؤكدا أن بطل المسلسل نموذج المحامي النزيه الذي لا يقايض على مبادئه وهناك من المحامين سيئي السمعة من عمل على تشويه سمعته وتدمير عائلته، والوجوه الخيرة والسيئة توجد في كافة الأعمال الدرامية وليس هناك تحامل على مهنة المحاماة. وأكد الجباري أن مسلسل “الماضي لا يموت”، المكون من ثلاثين حلقة، من بين الأعمال التي تحظى بمتابعة مشاهدي قناة الأولى، خاصة أنه يعرف مشاركة ثلة من ألمع الممثلين الذين سبق أن قدموا أعمالا ناجحة. واحتل المسلسل المغربي الرمضاني “الماضي لا يموت” قائمة البرامج الأكثر مشاهدة في المغرب، متفوقا على جميع الأعمال الرمضانية التي تبثها القنوات المغربية في موسم رمضان لهذه السنة، ويشخص أدوار هذا العمل الدرامي كل من رشيد الوالي وفاطمة خير، مرورا بعدد عدد كبير من النجوم، منهم: أحلام الزعيمي وعزيز داداس وأمين الناجي وسارة بيرليس وسعيد آيت باجة وفاتي جمالي وآخرون. وتدور قصة العمل ضمن أحداث درامية مليئة بالتشويق والإثارة عن عائلة سعد الغالي المحامي المشهور، الذي يؤدي دوره الممثل رشيد الوالي، وهو يعيش حياة عادية رفقة أسرته، غير أنها تنقلب رأسا على عقب نتيجة ظهور أحداث وقعت إرهاصاتها في الماضي، ومحاولة الأب الحفاظ على العلاقات بين أفراد العائلة التي تعرف انهيارا، بعد أن عرفت توترا كبيرا، كما تعيش صراعات ومحاولات انتقام وقصصا قديمة تعود إلى الواجهة وتلعب دورا كبيرا في تغيير الأحداث.وبالعودة إلى عريضة هيئات المحامين بالمغرب فقد تم تقديم المحامي لعموم المشاهدين داخل الوطن وخارجه، على أنه يبيع أسرار موكله للخصوم، ويتم الاعتداء عليه داخل مكتبه وينعته بلفظيْ النصاب و”الشفار”، ويرتكب جرائم القتل، ويعتقل على خلفية ذلك ويتم وضع الأصفاد في يديه وإهانته من قبل رجال الشرطة ومدير السجن، والاعتداء عليه من قبل السجناء وإجباره على القيام بأعمال التنظيف داخل المؤسسة السجنية. وقال الممثل المغربي رشيد الوالي إن مواقف المسلسل فعلا صعبة وأرهقتنا كممثلين وأشخاص، مشيدا بعمل الفريق ومعبرا عن أن إخراج هذا العمل كانت الغاية منه متابعته بشكل كبير داخل المغرب والعالم العربي من خلال دبلجته بأكثر من لغة، وقد عبر متابعو الممثل المغربي عن إعجابهم بالمسلسل وبالمستوى العالي للسيناريو والإخراج وأيضا بأداء الممثلين. واستطاع المسلسل المغربي تصدر قائمة البرامج الأكثر مشاهدة في دول المغرب الكبير، حسبما أعلنه رشيد الوالي، بطل المسلسل، ومخرجه هشام الجباري، على صفحتيهما على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نشر الوالي على إنستغرام صورة تتضمن لائحة الأعمال الأكثر مشاهدة، قبل أن يعلق عليها بالقول “شكرا لكم على المشاهدة والتفاعل مع ‘الماضي لا يموت"”، كاشفا أن أحداثه في تصاعد درامي مستمر. وفي سياق الحديث عن المتابعين للشأن الدرامي بالمغرب عن المسلسل وجودته الصدى الطيب الذي تركه لدى المشاهد، فقد حظيت القنوات العمومية حسب آخر نتائج المشاهدة التي نشرتها مؤسسة “ماروك متري”، بنسبة مشاهدة بلغت 82 بالمئة خلال وقت ذروة الإفطار، ما يوضح حسب بلاغ وصل “العرب” من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون “أن هذا الأداء الاستثنائي يعود إلى التكامل في الإنتاجات الوطنية التي تقدمها قنوات القطب العمومي، ممثلا في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والقناة الثانية“. ورغم الانتقادات والسخط العارم من مستوى الإنتاجات الرمضانية، اعتبر البلاغ أن ارتفاع نسب مشاهدة قنوات القطب العمومي يرجع إلى تنوع وجودة الإنتاجات هذا العام، موضحا “يتميز هذا العرض التلفزيوني بتنوعه وجودته ويترجم التزام القناتين بالاستجابة إلى انتظارات الجمهور المغربي بتقديم باقة متنوعة من البرامج الدرامية والسلسلات الكوميدية والترفيه والبرامج الروحية وبرامج القرب، مما يلبي أذواق جميع المغاربة”. وأكد ذات البلاغ أن هذه الصدارة لا تقتصر فقط على رمضان، وإنما تستمر طيلة السنة بالنظر إلى نسب المشاهدة المهمة التي تسجلها القنوات العمومية الوطنية، مما يترجم الوضعية المتميزة التي يتمتع بها القطب العمومي المغربي في المشهد السمعي البصري الإقليمي والدولي. وحسب نتائج دراسة “وان تي في يير إن دي وورلد” لمؤسسة “أوروداتا” فإن حصة مشاهدة قنوات التلفزيون العمومي المغربي بلغت 51.3 بالمئة، بينما لا تتعدى خلال وقت الذروة في مصر 6.3 بالمئة، على سبيل المقارنة.

مشاركة :