ثمن الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية بمكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. ووصف السلمي دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد القمتين الخليجية والعربية في مكة المكرمة، بأنها جاءت في مرحلة حاسمة من تاريخ الأمة العربية، في ظل التحديات الجسيمة والأخطار المُحدِقة التي يشهدها العالمان العربي والإسلامي. واعتبر السلمي في بيان أمس انعقاد القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) فرصة كبيرة ومهمة لتوحيد الموقف العربي والإسلامي لحماية الأمن الوطني للدول الإسلامية والعربية، وتوحيد كلمتها، والتصدي للتحديات والحفاظ على سيادتها وسلامة شعوبها وتجنيب المنطقة والعالم خطر الانزلاق للفوضى في ظل التطورات الأخيرة. وأعرب عن تقديره العالي للدور القيادي والمحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، وحرصها على حماية الأمن الوطني القومي العربي والإسلامي، وترسيخ السلام والدفاع عن مصالح الدول، ودعم كل ما يجمع الكلمة ويوحد الصف، وينسق المواقف العربية والإسلامية. بدوره، أوضح رئيس الاتحاد البرلماني العربي، المهندس عاطف الطراونة، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية جاءت لتنسجم بتوقيتها مع الظروف السياسية العصيبة والمعقدة التي تمر بها المنطقة العربية، لاسيما منطقة الخليج العربي الاستراتيجية. وناشد في بيان باسم الاتحاد البرلماني العربي، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، اغتنام القمتين لتكونا رمزاً للتضامن العربي، والحرص على جمع الكلمة، وتوحيد الجهود والصف والنأي عن الخلافات ونبذها، وتضافر الجهود والمساعي على مختلف المستويات بغية مجابهة التحديات المحدقة التي تهدد أمن واستقرار الأمتين العربية والإسلامية، داعياً المولى عز وجل أن تكلل تلك المساعي النبيلة والجهود الصادقة بالنجاح، بما يخدم الإنسانية ويحقق التقدم والازدهار للأمتين الإسلامية والعربية. من جانبه، أبرز الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية السفير خالد الهباس أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمة عربية طارئة، لافتاً النظر إلى إدراك قيادة المملكة العربية السعودية للحالة التي تشهدها منطقة الخليج العربي، فضلاً عن التهديد الخطير للسلم والأمن والاستقرار الذي تشهده المنطقة العربية. وأوضح السفير الهباس في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن اجتماع القمة العربية الاستثنائية الذي تستضيفه مكة المكرمة يهدف إلى تعزيز تضامن الدول العربية، إضافة إلى التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر بين القادة العرب حيال التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج العربي مؤخراً، جراء الاعتداء على ناقلات النفط في الخليج قبالة ميناء الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة والاعتداء على مضختي النفط في المملكة العربية السعودية. وأعرب عن توقعه بأن يكون مستوى التمثيل في القمة العربية الطارئة عالياً، بخاصة مع توافر عوامل النجاح لهذه القمة مثلما حدث في القمة العربية التي عقدت في الظهران العام الماضي. وأشار إلى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لمنطقة الخليج العربي، ما جعلها في صُلْب الأمن العالمي، مشدداً على أن أمن منطقة الخليج جزء رئيس من منظومة الأمن العربي. وكانت قد انطلقت أمس الأول في مدينة جدة الاجتماعات التحضيرية للقمة الإسلامية العادية الـ14 لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي ستعقد تحت شعار «يداً بيد نحو المستقبل» بانعقاد الاجتماع التحضيري لكبار الموظفين، بحضور وفود الدول الأعضاء ومندوبيها بالمنظمة. وناقش الاجتماع الذي عقد برئاسة وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية المتعددة الدكتور عبدالرحمن الرسي بنود مشروع البيان الختامي، تمهيداً لرفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الإسلامية. كما جرى خلال الاجتماع انتخاب هيئة المكتب، واعتماد مشروعي برنامج العمل وجدول الأعمال للاجتماع الوزاري التحضيري ووثائق الاجتماع. وستعقد الأربعاء أعمال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية في مدينة جدة قبل انطلاق الدورة الـ14 للقمة الإسلامية التي سيحضرها قادة الدول الأعضاء في المنظمة في مدينة مكة المكرمة. وتتناول اجتماعات القمة أهم الملفات في العالم الإسلامي، والتي يأتي أبرزها القضية الفلسطينية، والأزمات والتطورات الجارية في المناطق العربية والإفريقية والآسيوية، إضافة إلى مختلف القضايا الثقافية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية التي تهم الدول الأعضاء بالمنظمة. المعلمي: السعودية قاعدة عربية صلبة أخذت على عاتقها التصدي لتدخلات إيران قال مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، إن بلاده قاعدة عربية صلبة أخذت على عاتقها التصدي لتدخلات إيران ضد أمتها. وفي حديث مطول لصحيفة «إندبندنت عربية» عن صدى التوتر في منطقة الخليج، أكد المعلمي أن الجميع يأمل في عدم نشوب الحرب، إلا أن ذلك يتوقف على السلوك الإيراني. وقال: آمل في ألا نكون ماضين إلى حرب، فهي لا تعود بالمصلحة على أحد، فما «الحرب إلا ما علمتم وذقتم»، بمعنى أنها ليست أمراً سهلاً ميسوراً، واتخاذ القرار بخوضها من أخطر القرارات التي يمكن أن يتخذها أي قائد أو مسؤول، وأنا على ثقة بأن قادة المملكة العربية السعودية لا يرغبون في الحرب، ولكن كما قال الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، قبل وفاته بأشهر قليلة: «نحن لا نرغب في الحرب، ولكن إذا فرضت علينا فنحن رجالها»، وهذا هو نهج المملكة. وأضاف: «أما العنصر المشترك في كل الأحداث الحالية وفي كل التوتر القائم حالياً، فهو السلوك الإيراني في المنطقة»، مشيراً إلى أن السلوك الذي بدأ منذ عام 1979 بهدف فرض السيطرة والهيمنة وتصدير الثورة ونشر العقيدة الأيديولوجية التي تنتمي إليها القيادة في إيران، يستهدف المنطقة العربية ويرى ساحتها متاحة لمثل هذه التدخلات ومثل هذه الأفكار. وأكد المعلمي أن «الإيرانيين يرتكبون خطأً جسيماً حين يظنون أن تدخلهم إذا حقق نجاحاً محدوداً في لبنان أو في العراق أو في غيرهما، يستطيعون تكرار هذا النجاح على نطاق الأمة العربية، ذلك أنه على الرغم مما يعتري الأمة العربية من ضعف وتمزق وتفكك نشهدها في السنوات الأخيرة مع الأسف، إلا أن هناك قاعدة صلبة للأمة العربية هي المملكة العربية السعودية، وستظل هذه البلاد، إن شاء الله، حصناً منيعاً في وجه طموحات أي جهة ترغب في الاعتداء على مقدسات الأمة العربية وعلى طموحاتها وآمالها». ورداً على سؤال حول قرع جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي طبول الحرب ضد إيران، قال السفير السعودي، إن «بولتون لا يخفي حماسته لعملية ضد إيران بشكل أو آخر، ولكن عملية اتخاذ القرار في الولايات المتحدة عملية صعبة ومعقدة وتنتهي بيد الرئيس نفسه». وأضاف: «نحن لا نرغب في تغيير النظام، هذا الأمر يعود إلى الشعب الإيراني، ولكننا نرغب في تغيير سلوكه، طبعاً من ضمن وسائل الضغط على النظام الإيراني زيادة العقوبات الاقتصادية والحصار دبلوماسياً في الدرجة الأولى، ومثل هذا الأمر هو ما يسعى الأميركيون إليه في الأمم المتحدة، وهو شيء نرحب به لأننا نريد لهذه الضغوط أن تنجح لكي نتجنب الحرب». وأعرب عن عدم سعادته بالمقارنة بين عراق صدام وإيران خامنئي، واعتبار النفط ورفع أسعاره أو خفضها أحد دوافع الحرب، مرجحاً أن «حماقة إيران لن تصل إلى درجة الجرأة على إعلان حرب، أو حتى التفكير في ذلك».
مشاركة :