تستضيف المملكة العربية السعودية اليوم القمتين الخليجية والعربية الطارئتين، اللتين تعقدان في مكة المكرمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ومن المقرر أن تبحث القمتان سُبل حل أزمات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب الفلسطيني. كما ستكون التوترات في المنطقة والتدخلات الإيرانية في شؤونها على رأس أجندة المشاركين. وازدانت شوارع وميادين محافظة جدة بتعليق 2500 علم للدول المشاركة في القمتين الطارئتين، وقمة منظمة التعاون الإسلامي. كما تزينت مكة المكرمة في إطار هذه الاستعدادات الضخمة التي تشهدها المملكة بأعلام الدول المشاركة في أعمال القمم الخليجية والعربية والإسلامية. ويسعى قادة الدول العربية والإسلامية المشاركون في قمم مكة المرتقبة لبلورة مواقف عربية موحّدة تجاه قضايا المنطقة، لا سيّما في ظل تصاعد التهديدات والتحديات في المنطقة، والعمل على مواجهة محاور الشر والدول أصحاب السياسات العدائية، عبر تكتل عربي فاعل يتصدّى لأطماع تلك الدول وأجنداتها الخاصة. ويشدّد مراقبون على أن هذه القمم ستتجاوز التنديد بالتصعيد الإيراني في المنطقة، إلى خلق تكتل عربي فاعل في مختلف الملفات المرتبطة بالأساس بأمن واستقرار المنطقة، مشيرين إلى أن القادة المجتمعين في قمم مكة المكرمة سيعملون على الاتفاق على خارطة عمل واضحة تتصدّى للتهديدات والتحديات الراهنة، لا سيما في ظل التصعيد الإيراني، فضلاً عن أن هذه القمم ستضع النقاط فوق الحروف حول المخاطر والتهديدات التي تحدق بالمنطقة. وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية، السفير نبيل بدر، في تصريح لـ«البيان» أن هناك العديد من الملفات التي تنتظر القمم، أبرزها إيران وسبل التصدي لتهديدات نظام الملالي وأطماعه الخارجية وأذرعه المختلفة في عدد من الدول، فضلاً عن التصدي للدول التي تعمل ضد مصالح الخليج والعرب وعلى رأسها قطر وتركيا، مشيراً إلى أن ملف مكافحة الإرهاب يعتبر خطاً مشتركاً ورئيسياً ضمن ملفات التنسيق والتشاور بين القادة المجتمعين خلال القمم المرتقبة. بدوره، توقّع مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، السفير حسين هريدي، أن تصدر عن قمة مكة تحركات وقرارات عملية أبرزها تشكيل لجان متابعة مهمتها متابعة ما يتم اتخاذه في القمة من قرارات، لا سيما تلك الموجهة ضد المؤامرات والسياسات الإيرانية، والعمل على تشكيل ضغط وحشد دولي ضد إيران. من جهته، قال الخبير في الشؤون الإيرانية مدير مرصد الأمن الفكري بالقاهرة، محمد علاء الدين: «إذا أردنا أن نعرف أهمية قمم مكة علينا أن نرصد تصريحات المسؤولين الإيرانيين والإعلام الإيراني بشكل عام، إذ أخذت القمة حيزاً كبيراً، وصل إلى أن صحيفة إيران التابعة للنظام أجرت حواراً مطولاً مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية حول هذا الأمر، حجم مهول من التصريحات التي تهدد وتحذر من أي إجراءات تصدر عقب المؤتمر ضد التهديدات الإيرانية»، مضيفاً: «أتوقع أن يتمخض عن القمة موقف عربي وإسلامي حازم تجاه إيران».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :