بأصوات الأطفال وتبادل التهاني والتبريكات يستقبل البحرينيون عيد الفطر المبارك في مشهد مليء بالبهجة والسرور، حيث تتصاعد رائحة البخور في كل حدب وصوب، ويتزين الناس بأفضل الملابس والحلي. ويعتبر عيد الفطر السعيد فرصة معطاءة للحفاظ على ما تبقى من التراث البحريني، حيث يتبادل البحرينيون الزيارات ويستقبلون الأهل والأقارب والجيران لتقديم التهاني والتبريكات. ويقدم المنزل الذي يستقبل الضيوف وجبة خفيفة تسمى القدوع. ويعرف القدوع بأنه طعام الفطور في الصباح، حيث كان العنصر الرئيسي هو التمر، والذي يقدم قبل تناول القهوة لأنهم يرون ذلك لازما لإكرام الضيف. ومع تطور الوقت، تطور مفهوم القدوع إلى أن بات الوجبة الخفيفة التي تقدم للضيوف، والتي يتفنن في تقديمها أهل البيت لاستقبال ضيوفهم. كانت الوجبة تقليدية وبسيطة تحتوي على الحلويات التقليدية مثل الحلوى البحرينية والرهش، والمكسرات والمتاي والفاكهة. أما الآن فتحول قدوع العيد إلى مائدة فاخرة يتوافر فيها أرقى أنواع الحلويات والشكولاتة، والمناقيش وأصناف متعددة من الطعام، إلا أن البعض مازال يحافظ على وجود الحلوى البحرينية والرهش والمتاي. ويقول ثابت ناصر، صاحب محلات الحلوى: «لقد طرأت العديد من التغييرات على القدوع الذي توارثناه من الأجداد والآباء، إذ كان الاعتماد في السابق على الفواكه والحلويات الشعبية التي تقدم بشكل متواضع وبسيط». ويواصل: «أما الآن فأصبح الناس يهتمون بتنوع سفرة القدوع بحيث تضم الموالح والحلويات، والتي باتت تقدم بشكل فاخر، إضافة إلى أن الناس باتت تطلب المنتجات وفق ذوقها الخاص إذ إن البعض يتبع حمية غذائية فيأخذ منتجات تتناسب مع حميته الغذائية». الحلويات التقليدية في حلتها الجديدة ويبين ثابت: «مازلنا نحرص على تقديم الحلويات الشعبية، إلا أننا أضفنا لمساتنا الخاصة عليها وذلك يتمثل في طريقة تقديمها للزبون وبإضافات جميلة وأكثر خصوصية». ويواصل: «في السابق كان تقديم الحلوى والمتاي والرهش بشكل جماعي حيث إن الجميع يأكل من إناء واحد أو علبة واحدة، أما الآن نحرص على أن نقدم الحلوى وغيرها في أكياس صغيرة وذلك من أجل أن يكون الأمر أكثر خصوصية». ويضيف: «لقد أضفنا لمسات على بعض الحلويات الشعبية مثل السمبوسة الحلوة والتي كانت تقدم مقلية أما الآن فنقدمها مشوية، إضافة إلى الحلوى البحرينية التي قمنا بتقديمها مع البسكويت». ويواصل: «لم يطرأ على الحلوى والرهش أي تغيير فقط طريقة عرضها بحيث تعبأ في أكياس صغيرة». ويؤكد ثابت: «نحرص على جودة المنتجات أفضل من السابق، وأن تكون طريقة تقديمها جميلة جدًا، وهو ما يؤثر على سعر المنتجات التقليدية وذلك أمر يرجع إلى التطورات التي أضفناها». ويبين: «استعدادات الناس لعيد الفطر السعيد تكون أكثر من عيد الأضحى المبارك وذلك بسبب سفر الناس للحج». ويشير: «نحن نقوم بتجهيز أنفسنا للطلبات التي تكثر أيام الأعياد حيث إن الشركات والناس يقبلون على الشراء ونحن بدورنا نقوم بتجهيزها وتقديمها بشكل يرضي الزبون». ومن أنواع القدوع البحريني، الحلوى البحرينية الشعبية المشهورة في الخليج العربي. تتكون من النشا والسكر والزيت أساسًا، ويُضاف إليها المكسرات والزعفران وماء الورد والهيل. وقد اشتهرت بصناعتها عائلتا شويطر والحلواجي البحرينيتان. ومن أشهر صانعي الحلوى في تاريخ البحرين جاسم شويطر وحسين شويطر وعبد الحسين الحلواجي. أما المتاي فهو عبارة عن نوع من أنواع المقبلات التي تصنع أساسًا من الحمص، وهي ذات أصل هندي وشائعة في دول الخليج العربي ومملكة البحرين خصيصًا، حيث تؤكل عادة بين الوجبات أو تقدم للضيوف مع أغذية أخرى. ويعود وجود المتاي في مملكة البحرين إلى أكثر من مائة عام. فيما يصنع الرهش من الطحينية والسمسم المهروس (الهردة) والسكر والمطيبات.
مشاركة :