بدأت الضغوط الأمريكية على قطاع النفط الإيراني تظهر جليا في أرقام وبيانات تتبع ناقلات النفط في مايو الموعد الذي أنهت فيه واشنطن الإعفاءات عن ثماني دول من مشتري الخام الإيراني. وتضع العقوبات الأمريكية قطاع النفط الإيراني على سكة الانهيار فيما يعتبر الشريان المالي الحيوي لتمويل الموازنة وإنجاز المشاريع الكبرى وأيضا لتمويل الأنشطة التخريبية للحرس الثوري وفروعه ووكلائه في المنطقة. وأفادت بيانات الناقلات ومصدران بقطاع النفط أن صادرات إيران من الخام هبطت كثيرا في مايو إلى نحو 400 ألف برميل يوميا، بعدما شددت الولايات المتحدة القيود على مصدر الدخل الرئيسي لطهران. وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران في نوفمبر، بعدما انسحبت من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران وست قوى عالمية. وبهدف وقف مبيعات إيران من النفط بالكامل، أنهت واشنطن هذا الشهر إعفاءات من العقوبات كانت منحتها لبعض مستوردي الخام الإيراني. ورغم ذلك، صدّرت إيران نحو 400 ألف برميل يوميا منذ بداية الشهر الحالي، وفقا لبيانات من رفينيتيف أيكون ومصدرين بالقطاع يتتبعان التدفقات وهو ما يقل عن نصف وتيرة أبريل، ومعظم هذا الخام يتجه إلى آسيا. وتعمد الناقلات التي تحمل الخام الإيراني أحيانا إلى غلق إشارة نظام التعريف الآلي، وهو نظام تتبع تلقائي تستخدمه السفن، ثم تعاود تشغيله في مرحلة لاحقة من رحلتها، وفقا لمصادر بقطاع النفط، مما يزيد من صعوبة رصد الكميات الفعلية. لكن يظل هناك اتفاق عام على أن شحنات النفط انخفضت من 2.5 مليون برميل يوميا على الأقل في أبريل 2018، الشهر السابق على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
مشاركة :