أسرار تسلم مصر الإرهابي «المطلوب رقم 1» هشام عشماوي

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لماذا سافر رئيس المخابرات المصرية لتسلم عشماوي وحارسه من المشير حفتر لم تنم مصر كلها ليلة أمس الأول (الثلاثاء) بعد أن شاهد الملايين البث التلفزيوني المباشر والمفاجئ لعملية تسليم الإرهابي هشام العشماوي، الذي كانت مصر تعتبره «المطلوب أمنيا رقم 1»، مع حارسه الشخصي، نتيجة عملية مخابراتية بامتياز حرص اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية على تنفيذها بنفسه، حيت تسلم الإرهابي العشماوي من المشير خليفة حفتر وعاد به على طائرة عسكرية من طراز «C130» تحرسها عدة مقاتلات مصرية. هشام عشماوي هو ضابط سابق في قوات الصاعقة المصرية، كان يحمل رتبة رائد وتم فصله بسبب أفكاره المتطرفة، وقد لقب بـ«أبوعمر المهاجر»، وقد ارتبط بعدد من العمليات الإرهابية الكبرى، منها تفجير مقر مديرية أمن محافظة الدقهلية في مدينة المنصورة حيث قتل 14 شخصا في هذا الحادث، ثم مذبحة كمين الفرافرة بالصحراء الغربية في يوليو عام 2014 التي راح ضحيتها 28 عسكريا، وبعدها حكم عليه بالإعدام غيابيا، وكذلك استهداف الكتيبة 101 في العريش واغتيال النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات عام 2015، واستهداف حافلات الأقباط في المنيا والهجوم على الأمن الوطني في طريق الواحات عام 2017. كل شيء كان يؤكد أن العملية أحيطت باستعدادات خاصة، وغير عادية حيث أصرت مصر على استعادة الإرهابي هشام بركات واستجوابه في مصر، باعتباره «كنز معلمات» بحسب التعبيرات الاستخباراتية، لأنه شارك في تأسيس ثلاثة تنظيمات إرهابية، أشهرها تنظيم بيت المقدس المسؤول عن ارتكاب العديد من العمليات الدموية في شبه جزيرة سيناء، التي خدم فيها عشماوي كضابط في الصاعقة لعدة سنوات، ولارتباطه بتنظيم الإخوان المسلمين، حيث كان من أبرز المشاركين في اعتصام ميدان رابعة العدوية عقب ثورة 30 يونيو 2013. وكان جهاز المخابرات المصرية يدرك جيدا أن هناك العديد من الدول، وأجهزة المخابرات تريد أن تحول دون استلام عشماوي حيا، لذلك قامت السلطات الليبية أثناء وبعد التحقيق معه، باتخاذ إجراءات خاصة للحيلولة دون انتحاره. وكانت آخر المحاولات لإفساد عملية التسليم لهذا الإرهابي، قبل 24 ساعة فقط، من عودته إلى القاهرة، حيث أعلنت قناة الجزيرة القطرية في نبأ عاجل لها، أن طائرة شحن عسكرية مصرية من طراز «C130» رقمها 1289 رصدت في أجواء ليبيا بعد هجوم حفتر على طرابلس بأيام، وقد تأكد الجميع أن الطائرة التي هبطت في مطار القاهرة منتصف ليلة الثلاثاء، حاملة الإرهابي هشام عشماوي وحارسه الشخصي صفوت زيان، هي نفس الطائرة التي تحدثت عنها قناة الجزيرة، وهو ما يعني أن أجهزة مخابرات غربية كانت تتابع العملية، وتحاول إحباطها ولم تجد سوى قناة الجزيرة «صنيعة المخابرات الغربية» لإعلان الخبر من خلالها. وربما كانت هذه المحاولات هي السبب الأول لإشراف وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل على العملية بنفسه وبحضوره شخصيا، وقد أذاعت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بيانا أعلنت فيه تسليم الإرهابي هشام عشماوي إلى مصر. وقال البيان الصادر مساء الثلاثاء: «في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا وفي ضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة استقبل القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية بمقر القيادة بالرجمة رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل». وأضاف: «تم خلال اللقاء مناقشة عمليات مكافحة الإرهاب بالمنطقة، كما تم خلال اللقاء تسليم الإرهابي هشام عشماوي والذي ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفّذ عددًا من العمليات الإرهابية بدولتي ليبيا ومصر والذي قام أبناء القوات المسلحة بإلقاء القبض عليه خلال حرب تحرير درنة وذلك بعد استيفاء كل الإجراءات واستكمال التحقيقات معه من قبل القوات المسلحة». كان المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري، قد أعلن في تصريح صحفي خلال شهر أكتوبر الماضي، القبض على الإرهابي المصري الهارب إلى ليبيا هشام عشماوي، خلال عملية عسكرية في مدينة «درنة». وأفادت «غرفة عمليات الكرامة»، التابعة للجيش الليبي، بأن «عشماوي قبض عليه في حي المغار في مدينة درنة وكان يرتدي حزاما ناسفا، لكنه لم يستطع تفجيره بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من أفراد القوات المسلحة الليبية»، بحسب بيان رسمي. في أول تعليق له على تسلم الإرهابي هشام عشماوي، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: «تحية إجلال وتقدير وتعظيم لرجال مصر البواسل الذين كانوا دائمًا صقورًا تنقض على كل من تُسوّل له نفسه إرهاب المصريين». وأضاف «السيسي» عبر الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «هؤلاء الأبطال لا يخافون في الحق لومة لائم، وقد أقسموا على حفظ الوطن وسلامة أراضيه». واستطرد: «تحيةً وسلاما على مَن كان الدرع وقت الدفاع وكان السيف وقت الهجوم، وأؤكد أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداءً لأجل الوطن، عاشت مصر برجالها». كذلك علقت المستشارة مروة هشام بركات، ابنة النائب العام المصري الشهيد المستشار هشام بركات، على تسليم الإرهابي هشام عشماوي إلى السلطات المصرية، عبر حسابها الشخصي على «فيس بوك»: «إن كنتم قد أفسدتم عليا دنيايا وحرمتوا عائلتي مني واكسبتوني لقب الشهيد الصائم البطل واكسبتوا عائلتي لقب عائلة الشهيد البطل، فقد أفسدت عليكم دنياكم وآخرتكم».

مشاركة :