سلم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر القيادي الإرهابي المصري هشام عشماوي أحد أبرز المطلوبين بتهم تنفيذ اعتداءات إرهابية دامية. جاء ذلك خلال زيارة لرئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل إلى بنغازي. وعشماوي الذي كان ضابطاً في القوات الخاصة المصرية قبل أن يصبح جهادياً في 2012 اعتقلته قوات حفتر في 8 أكتوبر الماضي في درنة (شرق) خلال المعارك التي خاضتها لدحر المجموعات الإسلامية المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة. وقال مكتب قائد الجيش الوطني الليبي في بيان إنّ المشير حفتر التقى في بنغازي اللواء كامل وتمّ إثر الاجتماع "تسليم الإرهابي هشام عشماوي الذي ترأّس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفّذ عدداً من العمليات الإرهابية الدامية بدولتي ليبيا ومصر" . وأوضح البيان أن الاجتماع بين حفتر وكامل جرى "في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، وضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة". وتجدر الإشارة إن القاهرة دعمت بقوة جهود المشير خليفة حفتر في القضاء على التنظيمات المتطرفة والجماعات الإسلامية التي استغلت هشاشة الوضع الأمني بعد الإطاحة بالنظام السابق للتمركز في ليبيا كمنطلق لعملياتها الجهادية في المنطقة. وكانت الحملة التي أطلقها الجيش الوطني ضد الجماعات الإرهابية حاسمة في بسط الاستقرار جنوب البلاد، ويقود حفتر حاليا معركة لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من براثن ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون.وبحسب البيان فقد تمّ تسليم المطلوب المصري بموجب اتفاقية تعاون قضائي موقّعة بين البلدين. وعشماوي مطلوب لدى القضاء المصري بتهم تنفيذ "أعمال إرهابية" والانتماء إلى جماعة جهادية هي "أنصار بيت المقدس"، وهو يعدّ من أبرز المتّهمين بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد أبراهيم في سبتمبر 2013. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب قوات حفتر بتسليم بلاده هذا الجهادي المكنّى بـ"أبو عمر المهاجر". وفي 2014 انشقّ العشماوي عن "أنصار بيت المقدس" إثر مبايعة هذه الجماعة لتنظيم الدولة الإسلامية. تردّدت أنباء عن فراره برفقة عدد من القادة الجهاديين المصريين إلى ليبيا، وبالتحديد إلى مدينة درنة، وهو ما تأكّد بعد القبض عليه مختبئاً في أحد الجيوب الأخيرة للجماعات الإسلامية في درنة. وفي سياق متصل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "الحرب ضد الإرهاب لم تنته ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداءً للوطن". وأضاف السيسي في تغريدة له عبر حسابه على تويتر في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء :"تحية إجلال وتقدير وتعظيم لرجال مصر البواسل الذين كانوا دائماً صقوراً تنقض على كل من تُسوِّل له نفسه إرهاب المصريين. فهؤلاء الأبطال لا يخافون في الحق لومة لائم، وقد أقسموا على حفظ الوطن وسلامه أراضيه. تحيةً وسلاماً على مَن كان الدرع وقت الدفاع وكان السيف وقت الهجوم".ويواجه عشماوي عدة قضايا، حيث صدر بحقه، في ديسمبر 2017، حكمًا غيابيًا بالإعدام رفقة 10 آخرين من قبل المحكمة العسكرية في قضية "أنصار بيت المقدس 3" التي تتضمن 17 واقعة من بينها التخطيط لتفجير قصر الاتحادية . ويحاكم عشماوي في القضية المتهم فيها مع 212 متهما من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، أمام محكمة جنايات القاهرة، لارتكابهم 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة والمؤجلة لجلسة 13 أكتوبر لاستكمال سماع الشهود. كما يحاكم في قضية أحداث الفرافرة، حيث قررت محكمة غرب القاهرة العسكرية نهاية الشهر الماضي، إحالته و13 آخرين إلى المفتى الجمهورية، مع تحديد جلسة 11 أكتوبر الجاري للنطق بالحكم.
مشاركة :