الطريق نحو عصر جديد للنقل والتنقل في المملكة

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تسير المملكة العربية السعودية بخطى متسارعة نحو تبني أحدث التقنيات، مع كون الاتصالات محورًا رئيسيًا لرؤيتها للعام 2030. وقد عمدت المملكة إلى ضخ استثمارات ضخمة لتطوير بنيتها التحتية للاتصالات، مع تآزر الجهات الحكومية ومقدمي خدمات الاتصالات معاً لإنشاء شبكة قوية وموثوقة، وهو مطلب أساسي لتنفيذ الاستراتيجيات الرقمية للمملكة. فوفقًا لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أصبح سوق تقنية المعلومات في المملكة الأكبر والأسرع نموًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقع وصول قيمتها الإجمالية إلى 35 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. وخلال المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة، كشفت المملكة عن خطتها لتنفيذ أكبر إطلاق لشبكة الجيل الخامس في الشرق الأوسط، عبر إنشاء 10 آلاف محطة أساسية في السعودية، ما سيمنح المستخدمين أسرع وأوسع تغطية في المنطقة. وتقدم جميع هذه التطورات مؤشراً واضحًا على مدى تقدم المملكة في تفعيل بنية تحتية قوية لتمكين "إنترنت الأشياء". إنترنت الأشياء والسيارات المتصلة على الرغم من انتشار مصطلح "إنترنت الأشياء" في الآونة الأخيرة، إلا أن تطبيقه على أرض الواقع لم يكن بالأمر السهل، خاصة في المنطقة، وتم عبر حالات محدودة. وتعتبر السيارات المتصلة مثالًا بارزًا على إمكاناتها باعتبارها أحدث معالم مستقبل القيادة. إلا أن الربط العالي السرعة بالإنترنت ضروري لإنجاح فكرة المركبات ذاتية القيادة، كي توفر لها وعيًا كاملاً بمحيطها، بدءًا من تنبيهات حركة المرور، ومعلومات شبكة المدن الذكية، إلى إدراك المركبات الأخرى المحيطة بها. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على متن المركبة اتخاذ القرارات بشأن الطرق والسرعات، ومشاركة تفاصيل موقع السيارة مع مستخدمي الطريق الآخرين، وكلها ميزات حيوية ستجعل من السيارات ذاتية القيادة أكثر ذكاءً وأمانًا من السائقين البشر. وبعد قرن من التطوير التدريجي والتكنولوجي لمختلف الجهات ذات الصلة، وصلت صناعة السيارات إلى هذه المرحلة المحورية التي تنبئ بتحول جذري في طريقتنا للقيادة. وقد مرت أقل من سبع سنوات منذ كشفت شركة جوجل عن أسطولها الصغير من السيارات ذاتية القيادة للعالم. واليوم، لم تعد جوجل حتى الشركة القائدة لهذا الابتكار، مع انضمام العديد من الشركات المتنافسة إلى المجال -سواء التقنية أم شركات تصنيع السيارات- ما أدى إلى تسريع التقدم بشكل كبير فاق البدايات المتواضعة لمركبات جوجل. وتستعرض أمثال تويوتا ولكزس قدرات رائدة في قطاع السيارات المتصلة في الولايات المتحدة، وستحذو دول مجلس التعاون الخليجي حذوها قريباً. حيث سيمكّن التعاون بين كل من تويوتا وشركة "كي دي دي آي" ومزود الاتصالات "أيه تي آند تي" من ربط مجموعة مختارة من سيارات وشاحنات تويوتا ولكزس الجديدة بشبكة الجيل الرابع LTE. مع التخطيط لطرح هذه الطرازات خريف عام 2019 في الولايات المتحدة. واليوم، تدخل تكنولوجيا الإنترنت المتنقل في جميع جوانب حياتنا اليومية. ومع كون تويوتا ولكزس من بين أهم اللاعبين الرئيسيين في السوق السعودية، إلى جانب الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في مجال تطوير الشرائح المضمنة وشبكة الجيل الخامس المرتقبة، أصبحت المنظومة البيئية أكثر جاهزية لاستقبال السيارات ذاتية القيادة. ويمكن للسائقين والمشغلين وصناع السيارات على حد سواء التطلع إلى هذا المستقبل المثير الذي تعد به "المركبات المتصلة". رقمنة القيادة سيغير وصول المركبات دائمة الاتصال كل ما نعرفه عن ملكية السيارة وسلامتها وتأمينها. ولا يقتصر الأمر على المركبة نفسها بل ويمتد للتخطيط الحضري للمدن الذكية. وتشمل فوائد السيارات المتصلة والكهربائية عموما قدرتها على العمل دون أي انبعاثات ضارة، واكتشاف الازدحامات المرورية وتجنبها، وتقديم اقتراحات وسائل النقل العام القريبة، وتقديم طرق أكثر فاعلية للتنقل عبر اختيار الطريق الأسرع والأكثر ملاءمة للرحلة. ولتحقيق مفهوم القيادة الذاتية، يجب أن تتواجد أجهزة الكمبيوتر والاستشعار في قلب تكوين السيارات، وجمع البيانات ومعالجتها على المستوى المطلوب، وبالتالي تحويل نموذج القيادة الذي اعتدنا عليه منذ بدء قصة المركبات قبل قرن من الزمان. وتتشابه هذه الثورة مع التغير الجذري الذي أدخلته أنظمة الملاحة GPS على كيفية تنقلنا في المدن. وستقدم تقنيات الاتصال بين الآلة والألة (M2M) في المركبات خدمات ستثري من نمط الحياة المتنقل على الطريق لكل من السائقين والركاب، وذلك من خلال توفير اتصال عالي السرعة بالإنترنت وزمن استجابة سريع ومجموعة من المزايا المتقدمة بما في ذلك نقطة اتصال واي فاي محمولة، وراديو الإنترنت، وخدمات الويب، ونظام ملاحة محسّن. لكن مواصفات تصنيع السيارات الصارمة ستضيف المزيد من التحديات للسيارة الذكية، حيث يجب أن تتحمل التكنولوجيا المتنقلة درجات الحرارة القصوى والاهتزازات الدائمة والرطوبة على الطريق. كيف دعمت شبكة LTE التقدم المحرز في الاتصال بين الآلات؟ قامت أودي مؤخرًا باختيار حلول شركة تاليس لتمكين أول نظام LTE مضمن للمعلومات والترفيه في مركباتها. فعندما أرادت أودي إطلاق خدمات LTE في مركبتها A3 الجديدة، تمكنت مع حل (Cinterion) من إنجاح ذلك. وهو الحل التي صممته تاليس خصيصا لها لتحقيق سرعات اتصال فائقة وعالية النطاق لدعم مجموعة من الخدمات المتقدمة والمزايا التي ستثري نمط الحياة المتنقل وتعزز من تجارب كل من السائقين والركاب على الطريق. ويمكن لمصنعي السيارات مع حلول LTE المدمجة، توفير اتصال عالي السرعة وفائق الاستجابة لتفعيل مجموعة من الخدمات والميزات المتقدمة. حيث سيتمكن المستخدمون من الاستمتاع بباقات المكالمات والبيانات المدمجة في المركبة في آن واحد؛ فمثلا، يمكن لأحد الركاب البحث عبر الإنترنت عن أفضل مطعم قريب بينما يقوم راكب آخر بإجراء الحجز. وستعمل شرائح eSIM المضمنة على تحديد هوية السيارة الفردية وتشفير الاتصالات وضمان اتصال عالمي آمن لأنظمة المركبة، بما في ذلك اتصالات الطوارئ، والملاحة، والمزيد. وتم تصميمها للعمل في أكثر البيئات قساوة. ما الذي يخبئه المستقبل؟ ستسهم الخدمات القائمة على الحوسبة السحابية ومزايا الجيل التالي كالتشغيل الآمن المستند إلى التحقق من الهوية إلى جانب تطبيقات "الاتصال القريب المدى" (NFC) والمحفظة الرقمية في زيادة راحة السائقين والركاب على حد سواء. ​​​​​​​​ تأتي مركبات "تسلا" مزودة ببرنامج للقيادة الذاتية، وقد استعانت "أوبر" بسيارات أجرة ذاتية القيادة، في حين اختبرت "دايملر" و"إمبارك" شاحنات ذاتية القيادة، وأصبحت ميزة الركن التلقائي غير مقتصرة على مركبات السيدان الفاخرة. وبالتأكيد، هناك مساحة أكبر بكثير للابتكار في مجال السيارات ذاتية القيادة. وعلينا الاستعداد لاستقبال هذا العصر الجديد من المركبات المتصلة. واقع إقليمي خلال الـ 18 شهرًا الماضية، خضع قطاع الاتصالات في المملكة لأكثر من 30 إصلاحًا هيكليًا. حيث قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالشراكة مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بتنفيذ هذه الإصلاحات بهدف تحفيز الاستثمار. والنتيجة كانت مضاعفة سرعات الإنترنت المتنقل بثلاثة أضعاف، ومضاعفة عدد اتصالات الإنترنت بالألياف البصرية، وضمان الوصول إلى الإنترنت بنسبة 100٪ في المناطق النائية خارج المدن. وقد تتساءل، كم تبعد عنا تجربة القيادة الذاتية؟ لكن بالنسبة للقاطنين في المملكة العربية السعودية، لن يتطلب الأمر الانتظار طويلاً. فالمجهود الحكومي، والثورة الرقمية في صناعة الاتصالات، وحرص الشركات العالمية على تطوير صناعة السيارات كلها تعني أن السيارات المتصلة هي التكنولوجيا الثورية التالية التي يجب التطلع إليها.

مشاركة :