أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” في بيان أنه قرر إيقاف الحكم المصري جهاد جريشة ستة أشهر على خلفية الأداء “السيء” الذي قدمه في ذهاب الدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال بين الوداد البيضاوي المغربي والترجي التونسي، والذي أثار احتجاجا مغربيا واسعا. وجاء في بيان بالإنكليزية على الموقع الإلكتروني لـ”كاف”، أنه على إثر مباراة الفريقين الأسبوع الماضي “قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إيقاف السيد جهاد جريشة لفترة ستة أشهر بسبب الأداء السيء”. وأعاد سيناريو العقوبة التي أقرها “كاف” إلى الأذهان سيناريو الأداء السيء الذي قدمه الحكم الجزائري عبيد شارف في ذهاب الدوري النهائي من نفس المسابقة الأفريقية العام الماضي والذي قرر “كاف” إيقافه عن ممارسة أي نشاط، رغم الاختلاف في مسيرة الحكمين العربيين. ويعد جريشة من أبرز الحكام المصريين. وبحسب الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي “فيفا”، فجريشة من مواليد العام 1976، ونال الشارة الدولية في 2008، وكان أحد حكام الساحة في مونديال روسيا 2018. ورغم مسيرة الحكم المصري الجيدة، التي جعلته الحكم المصري الأبرز في السنوات الأخيرة، والتي أهلته للمشاركة في بطولات دولية عدة، آخرها كأس العالم 2018، إلى جانب إدارته لذهاب نهائي دوري الأبطال (2015، و2019)، والسوبر الأفريقي (2017)، لكن عثراته دائما ما تثير الجدل، سواء على المستوى المحلي أو القاري.وانتهت المباراة التي أقيمت الجمعة الماضي على ملعب الأمير مولاي عبدالله في الرباط، بالتعادل 1-1، لكنها شهدت احتجاجات على أرض الملعب من لاعبي الفريق المضيف، لاسيما على خلفية إلغاء هدف لهم في أواخر الشوط الأول بداعي وجود لمسة يد، وعدم احتساب ركلة جزاء في الشوط الثاني، بعد الاحتكام إلى تقنية المساعدة بالفيديو “في أيه آر”. وأعلن الاتحاد المغربي الأحد أنه تقدم باحتجاج رسمي إلى “كاف” على خلفية أداء جريشة في مباراة الذهاب للدور النهائي. وفي الرسالة بالفرنسية التي حملت تاريخ 25 مايو ونشرها الاتحاد على موقعه، اعتبر أنه “لم يكن ثمة أي معيار لإلغاء الهدف” الذي سجله أيوب العملود في أواخر الشوط الأول، والذي احتسبه جريشة بداية قبل أن يلغيه إثر مراجعة الفيديو. واعتبر الحكم أن الكرة لمست يد اللاعب إسماعيل الحداد قبل وصولها إلى العملود الذي حولها إلى شباك الحارس التونسي معز بن شريفية. واعتبر الاتحاد المغربي أن “الكرة لم تلمس مباشرة يد أو ذراع″ اللاعب”. وفي الشوط الثاني، طالب لاعبو الوداد باحتساب ركلة جزاء لصالحهم بداعي وجود لمسة يد على أحد لاعبي الترجي داخل منطقة الجزاء. لكن جريشة الذي لجأ لتقنية “في أيه آر” مرة جديدة، لم يحتسب هذه الركلة. وفي الشوط الثاني، طالب لاعبو الوداد باحتساب ركلة جزاء لصالحهم بداعي وجود لمسة يد على المدافع خليل شمام إثر تسديدة للاعب الوداد النيجيري ميشال باباتوندي من داخل المنطقة. وبعد مراجعة استمرت لنحو أربع دقائق، أمر جريشة بمواصلة اللعب وسط احتجاجات للاعبي الوداد البيضاوي الذين كانوا يطالبون باحتساب ركلة جزاء. ورأى الاتحاد المغربي في رسالته أن اللاعب التونسي “تعمّد” رفع ذراعه “من أجل محاولة وقف الكرة”، معتبرا أنه “إذا تم إلغاء هدفنا بسبب لمسة يد، منح ركلة جزاء بسبب هذه الحالة هو أكثر وضوحا”. وكان الاتحاد المغربي قد أكد أنه ينتظر “إجابة سريعة” من الاتحاد الأفريقي، داعيا إلى اتخاذ “عقوبات” بحق الفريق التونسي الذي يستضيف مباراة الإياب على ملعب رادس بضواحي تونس العاصمة في 31 مايو. وكان المدافع العاجي الشيخ إبراهيم كومارا قد أبقى على حظوظ الوداد بالتتويج باللقب للمرة الثانية في ثلاثة مواسم (بعد 1992 و2017)، بتسجيل هدف تعادل متأخر على رغم النقص العددي لفريقه. وكان الترجي المبادر بالتسجيل عبر العاجي فوسيني كوليبالي، وأدرك كومارا التعادل للوداد الذي لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 49 لطرد قائده إبراهيم النقاش. وترك المستوى “الهزيل” الذي ظهر به الحكم في لقاء الذهاب انطباعا سيئا من الجهتين وأسهم في بروز ردود فعل غاضبة من الجهتين وخاصة من الجانب المغربي. لكن القرار الذي اتخذه “كاف” ربما يسهم في تقليص حدة الغضب خصوصا من جانب الوداديين. سيناريو العقوبة التي أقرها "كاف" أعاد إلى الأذهان سيناريو الأداء السيء الذي قدمه الحكم الجزائري عبيد شارف في ذهاب الدوري النهائي من نفس المسابقة الأفريقية العام الماضي وأكَّد سعيد الناصيري رئيس الوداد، أن قرار الاتحاد الأفريقي “الكاف”، بإيقاف الحكم جهاد جريشة 6 أشهر، واستبعاده من التحكيم ببطولة أمم أفريقيا، هو اعتراف صريح بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبها خلال مباراة الترجي. وقال الناصيري “عقوبة الإيقاف لا تكفي الوداد، قلتها مباشرة بعد نهاية مباراة الذهاب إن توقيف هذا الحكم لا يكفينا، ولا يعنينا لأنه لن يعيد لنا حقا ضاع منا، وهو هدف صحيح بإجماع خبراء التحكيم في العالم، بعدما قام بتطبيق قانون لن يبدأ العمل به بعد”. وأضاف “توقيف جريشة هو اعتراف صريح بكون هذا الحكم تعسف ضد الوداد بارتكاب هفوات قاتلة، ومؤثرة لكن عقوبته لا أراها كافية لأنني ما زلت مصرا على احتساب الهدف المرفوض”. وتابع “إنها مباراة تقربنا من التاريخ من النجمة الثالثة، ومن مونديال الأندية، ويأتي حكم في لحظة لينسف كل مجهودات الموسم، ويعاقب فما الذي نستفيده”. وختم “جريشة شارف على الاعتزال، وإنهاء مشواره وعقوبة كهذه لا أراها تلبي الوداد بعد الظلم الذي عانى منه”. ومن تداعيات قرار الكاف غياب الحكم الدولي المصري الأبرز في السنوات الأخيرة، عن منافسات بطولة الأمم الأفريقية التي تنطلق في القاهرة يوم 21 يونيو المقبل.