تابعت ردود الأفعال المجتمعية التي صاحبت انطلاق (حملة عاصفة الحَــزم) التي تهـدف إلى عودة الشرعية والاستقرار لليمن الشقيق، وكذا حماية دول الخليج وفي مقدمتها قِـبْـلة العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية من أيِّ عدوان خارجي!! (ردود الأفعال تلك) التي احتضنتها وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت ومواقع وبرامج التواصل الحديثة كانت إيجابية، ولاحظت فيها مِـزاجاً مختلفاً؛ فالالتفاف الشعبي والوطني حول (عاصفة الـحَــزم) أراه يخلق خارطة اجتماعية جديدة. فخلال السنوات الماضية، وفي غفلة من الزمن حاولت بعض وسائل الإعلام والداعمون لها استنساخاً لما يحدث في بلاد عربية أخرى تقديم وتسويق (نجوم الغناء والتمثيل والرياضة، لاسيما كُــرة القَـدم) على أنهم هم الرموز الوطنية والاجتماعية التي يجب أن يقتدي بها شباب وفتيات الوطن؛ أولئك كانوا ينفردون وحدهم بالحضور الإعلامي وبالملايين وبالطائرات الخاصة والعلاج حتى من مجرد (وَخْـزة شَــوكَــة) في أرقى المشافي والمراكز الطبية في الداخل والخارج!! ومع تقديري لفئة قليلة من أولئك الفنانين أو اللاعبين فإنّ أكثر ما هم إلا نجوم من ورق، لم يقدموا لوطنهم ومجتمعهم شيئاً، وكان بعضهم في سلوكه أنموذجاً مشوّهَــاً وقدوة غير صالحة!! لكن الحراك الاجتماعي الذي رافق (عاصفة الكرامة، عاصفة الحَــزم) يبدو منه أن مجتمعنا قد أدرك هَــوية الرموز الوطنية الحقيقية التي تستحق الدعم والمتابعة والتشجيع ورفع رايات التقدير، وأن تكون هي الـقُــدوة والـمَــثَــل. إنهم أولئك (الصقور) الذين ودعوا الآباء والأمهات والأبناء وحَـلّـقُــوا في الجَـو، نورُ قلوبهم يُـضيء ظلام الليل أمام دروبهم، فعلوا ذلك، ودكوا حصون العدو حماية للوطن، ونجدة للجَـار الشقيق! الرموز التي تستحق التكريم والتسويق فعلاً هم أولئك الأبطال المرابطون على الحدود، والحامون للجبهة الداخلية، أولئك الأنقياء الذين حملوا أرواحهم على كفوفهم، أولئك الذين يسهرون لكي ينام الوطن آمِنَـاً مطمئناً، هادئاً!! تلك الرموز الوطنية لا شك تقوم بواجبها، وتحظى برعاية كريمة من حكومتنا الرشيدة، لكن هل يتحرك المجتمع ورجال القطاع الخاص بحملة لتكريمهم، وهل تَـعي بعض وسائل الإعلام الرسالة؛ لتغادر الهامش وتبحث عن الـمَـتـن والأصل!! حمى الله بلادنا وأدام عليها نعمة الإسلام والأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :