«عاصفة الحزم»..تتصدى للمشروع الإيراني!

  • 3/30/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بات واضحاً للعيان ملامح المشروع الإيراني في المنطقة العربية، وما تطمح إليه من تنفيذ رؤيتها الهادفة إلى بسط نفوذها على الخليج العربي، مسخرةً كافة الوسائل المؤدية إلى ذلك، وهو ما أكدته التصاريح الإيرانية المستمرة وتدخلها السافر في شؤون دول الخليج، والدول العربية الأخرى وتوثيق علاقاتها الدولية مع كل الدول الكبرى في سبيل تحقيق أهدافها في المنطقة. ولم تكن أطماع إيران في المنطقة العربية وليدة اليوم، بل كانت موجود منذ القدم، فالقارئ للتاريخ جيداً، يعلم بأنّ الدولة الصفوية كانت لها محاولات عديدة ومستمرة للسيطرة على منطقة الخليج ومن ضمنها العراق، وهي بكل تأكيد مطامع لا زالت مستمرة ترغب في تنفيذها، وتحقيقها، من خلال تدخلها غير الشرعي في شؤون المنطقة العربية بشكل مستمر، وإثارة الفوضى، والقلاقل، واعتمادها على التحريض المذهبي والطائفي؛ أملاً في فرقة الصف العربي وفتح ثغرات في صفوف الوحدة العربية، تمهيداً لتنفيذ مشروعه الطامع في المنطقة. تصعيد طائفي وتحاول إيران دائماً بث القلاقل، والفوضى، والتصعيد المذهبي، رغبة في تحقيق أهدافها ومطامعها في المنطقة، وكسب أكبر قدر من المؤيدين لها، حيث يعد الاستثمار الواسع في استخدام الورقة الطائفية، وإحدى أهم أدوات تنفيذ الاستراتيجية القومية للدولة الإيرانية التي تهدف لجعل الانتماء الطائفي يسمو فوق كل الولاءات الأساسية الأخرى، ولذا فإنّ المتأمل في الوضع العراقي يرى أنّ التدخل الإيراني أفسد أمنه، وأسهم في تأجيج الطائفية، كما أنّ ممارساتها السلبية باتت تتكرر في كل من السودان ولبنان ومصر والبحرين، واليمن أخيراً، حيث تسعى في دعمها للحوثيين إلى إدخال اليمن حروباً داخلية وتمزيقها، من خلال استنزاف موارد البلاد وضرب الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد، وتحويل اليمن إلى بلد مولد للعنف والإرهاب وتصديره إلى دول الجوار. مطامع وأوهام وفي ظل مطامع إيران في المنطقة ذكر تقرير صادر عن هيئة البحوث التابعة للكونغرس الأمريكي: "أبرز الأخطار الأمنية التي تحدد المعالم الأساسية للتعاون الخليجي-الأمريكي، هي ارتفاع نفوذ إيران الإقليمي بعد سقوط صدام، وعلى الرغم من الخطورة التي تشكلها إيران على منطقة الخليج، إلاّ أنّها لا تخفي طموحها، ففي مقابلة أجراها "راديو مونت كارلو" مع وزير الخارجية الإيراني "قطب زادة" في 30-4-1980م، أكد الوزير بأنّ "كل بلاد الخليج تشكل تاريخيّاً جزءاً من الأراضي الإيرانية"، وكنا نظنها زلة لسان، لولا أن أعادها "روحاني" نفسه في 15-5-1980م، حيث ذكر في مؤتمر صحفي أنّ: "البحرين جزء لا يتجزّأ من الأراضي الإيرانية، وهي تشكل الإقليم الرابع عشر في إيران بموجب الدستور الجديد، وأنّ الشاه المخلوع تنازل للعراق عن مناطق شاسعة جنوبي إيران، بموجب اتفاق الجزائر 1975م، وإننا نشعر بالحاجة الآن إلى إيضاح وضع البحرين بالنسبة لإيران؛ لأنّ بعض الدول العربية وبينها العراق تطالب بثلاث جزر في الخليج"، وفي عام 2004م، طالبت إيران قطر بتقليل معدل استغلالها لاحتياطيات حقل الشمال وحقل بارس الشمالي التي تشترك فيها الدولتان، محذرة إياها من أنها قد تلجأ "لطرق ووسائل أخرى لحل القضية"، هذا بالإضافة إلى احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى منذ عام 1971م. المشروع العربي ويرى مراقبون بأنّ غياب المشروع العربي أسهم في زيادة أطماع إيران في المنطقة، متسائلين عن عدم وجود مشروع عربي قابل للتطبيق والانتشار، مؤكّدين أن المشروع العربي أكبر من تحقيق سلام، بل هو مشروع مستقبلي لرفعة شأن الأمة العربية، ولو تحقق السلام فإن إيران لا تستطيع اختراق الجانب السوري أو الفلسطيني أم الجماعات في دارفور أم شمال إفريقيا، مع العمل على أن لا نسمح لإيران بالتدخل في شؤون المنطقة، ذاكرين أنه لا يوجد مشروع عربي واضح المعالم، إنما يوجد مشروع إسلامي معروف منذ عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد تضاءل الإحساس بأهمية القومية العربية، وأنها الداعم القوي للإسلام وشعوبه، لذا تجب عودة الحس القومي العربي مجدداً على أساس ثقافي بعيد من الطائفية والعرقية، كما أرجع البعض ضعف الصف العربي إلى الخلاف العربي - العربي وغياب التوحد في مجابهة التحديات التي تواجه الأمة، مشيرين إلى أن الوقت مهيأ ليكون للدول العربية مشروعها الذي يمكنها من التصدي للعدو الإيراني، ويحوّل الضعف إلى قوة، وبناء صف عربي مخلص بعيد من بائعي الوهم في المنطقة.

مشاركة :