تحليل إخباري: صفقة القرن تتعثر .. فهل ينقذها بولتون؟

  • 5/30/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهر – احمد سيد حسن –  تتخذ القاهرة موقفا دبلوماسيا حذرا في التعامل مع ما يسمى «صفقة القرن» الأميركية حول السلام في الشرق الاوسط، التي بشر بها الرئيس دونالد ترامب، وفضلت سياسة الانتظار حتى يتم الإعلان عن تفاصيل تلك الخطة التي يعمل صهر ترامب على تسويقها في المنطقة عبر جولة ضمت المغرب والأردن ثم إسرائيل. ردود الفعل العربية جاءت متوافقة مع المواقف التقليدية، بالتمسك بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية كأساس لحل الصراع مع إسرائيل التي تعيش بدورها أزمة سياسية داخلية ستدخلها انتخابات أخرى بعد حل الكنيست فجر امس، في ظل تقارير داخل حزب الليكود تضع اللوم عدم تحقيق نتائج حاسمة في انتخابات الكنسيت الأخيرة في ابريل، إلى الأجواء التي صنعتها صفقة القرن والتنازلات الكبيرة التي سيضطر نتانياهو إلى تقديمها للرئيس ترامب الذي قدم لإسرائيل ما لم يقدمه رئيس أميركي من قبل بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وان نتانياهو عليه أن يدفع الثمن، وهو ما أضعف الليكود أمام أحزاب اليمين المتطرف وتحالف ابيض ازرق، الذي بدا أكثر تشددا إزاء خطط التسوية. ويبدو ان صفقة القرن ستحتاج إلى تدخل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي سيدخل بثقله الشهر القادم، عبر لقاءات مع مسؤولين روس وإسرائيليين، لإجراء مباحثات حول الأوضاع في سوريا وخطة السلام الأميركية والتي تبدأ أول فصولها بمؤتمر المنامة الاقتصادي في ٢٥ يونيو، ولا يبدو أن هناك فرصا واعدة لنجاح المؤتمر في ظل الموقف الفلسطيني الحاسم برفض المشاركة فيه، ودعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزعماء العرب إلى مقاطعته على اعتباره التفافا على القضية الفلسطينية وتجاهل أركانها الأساسية. اما الموقف المصري فقد قطع كل شكوك حول إمكانية تنازل مصر عن جزء من أراضيها في سيناء لمصلحة إقامة دولة فلسطينية، وفي نفس الوقت ستجد في منتدى المنامة الذي ستشارك فيه على الأرجح، مشروعات مختلفة للتعاون الاقتصادي المشترك، مع إسرائيل وفلسطين، حيث تسربت أفكار حول إقامة منطقة تجارة حرة مصرية فلسطينية في مدينة العريش المصرية على ساحل البحر المتوسط، عوضا عن تقديم أراض مصرية للفلسطينيين، وفي ظل رفض إسرائيلي مشروعات تطوير ميناء غزة على غرار تجربة سنغافورة في النجاح التجاري والاقتصادي عموما. وتفضل القاهرة انتظار ما سوف تسفر عنه النقاشات في قمم مكة الثلاث، حيث تحتل القضية الفلسطينية مكانة متقدمة على جدول أعمال قادة الدول العربية والإسلامية ودول مجلس التعاون الخليجي، ولا بد أن أي نجاح في تنسيق الجهود العربية والإسلامية في مواجهة إيران على الأصعدة كافة، وخطط التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة ستحدد إلى حد كبير فرص النجاح في التعاطي مع تفاصيل صفقة القرن، التي سيكون عليها أن تنتظر مزيدا من الوقت ريثما يفرغ بولتون من ملف إيران للتوجه إلى الشرق الأوسط ومعالجة الارتباك الذي أحدثه كوشنير الذي لا يملك على ما يبدو أي موهبة سياسية تؤهله للنجاح سوى انه صهر ترامب!

مشاركة :