منذ سنوات خلت تعرضت إلى حالة صحية مخيفة – علمتني درساً مهماً حول علاقتي مع المال. أراد مني طبيبي أن أرى اختصاصي أمراض دم قائلاً "إن الكريات البيضاء لدي تنخفض على مدى السنوات الخمس الأخيرة ويتعين علينا معرفة السبب وراء ذلك". وبعد عددٍ من الاختبارات ظن اختصاصي أمراض الدم أنني ممكن أن أكون مصاباً بمرضٍ نادرٍ في الدم. وقال إن نتائج الاختبار لم تكن حاسمة ولكن حالتي تنطبق على ذاك المرض. وأراد أن يؤكد شكوكه عن طريق أخذ خزعة من نخاع العظم، ومضى إلى القول، إنه لا يوجد علاج لهذا المرض ولكن توجد عقاقير يمكن أن تطيل حياة المريض. تعليقات الطبيب هزتني من الأعماق. وفجأة واجهت احتمالية أن وجودي على وجه الأرض قد ينتهي في وقت أسرع مما كنت أتوقع. وبدأت التفكير حول الأشياء في حياتي التي تتسم بأهمية بالنسبة لي. كيف أحمي وأتعايش وأستمتع بتلك الأشياء؟ والأشياء التالية كانت أول ما قمت به بعد مغادرتي عيادة الطبيب في ذاك اليوم. * استعرضت أسماء المستفيدين من حسابي للتقاعد من أجل التأكد من أن الأشخاص المهمين بالنسبة إلي سوف تتم العناية بهم. * استعرضت ثقتي للتأكد من أن ذلك عكس رغباتي الحالية حول كيفية توزيع ممتلكاتي على العائلة والأصدقاء والمنظمات الخيرية. * تحققت من أن الوكالة المتعلقة بأموالي ورعايتي الصحية كانت نظامية، وأردت شخصاً يستطيع الإشراف على شؤوني إذا أصبحت عاجزاً. * تحققت من جواز سفري للتأكد من أن صلاحيته لم تنته وأردت زيارة العديد من الدول التي لم أحصل على فرصة لزيارتها. وبالنظر إلى الوراء أدركت الأشياء التي كانت الأكثر أهمية في حياتي خلال هذا الوقت المجهد – إضافة إلى صحتي فهي عائلتي وأصدقائي وتجاربي في الحياة. وكانت الأشياء التي لم أكترث بها: شراء سيارة جديدة أو كيفية أداء محفظتي الاستثماري. وقبل هذا الخوف الصحي، كان رصد سوق الأسهم واستثماراتي أحد طقوسي اليومية. وأنا أدرك الآن أن ذلك يجب ألا يكون تركيزي الرئيسي في الحياة. هل تريد قضاء وقتاً أقل في التفكير بالمال؟ فيما يلي 9 نصائح استثمارية قد تساعدك أن تخشى بقدر أقل على محفظتك - بحيث تستطيع التركيز على الأشياء الأكثر أهمية في الحياة: 1- استثمر في الصناديق المشهورة. تستطيع النوم بشكلٍ أفضل عندما تعلم أنك لن تقل أداء عن السوق. وسوف لن تكون عوائد محفظتك مرتبطة باختيار استثمار مدير الأموال فحسب بل بشكلٍ مباشر بأداء السهم الفعلي في السوق. 2- اشترِ تلك الصناديق عن طريق صندوق له تاريخ مستهدف أو صندوق متوازن. وسوف تعاني درجة أقل من التقلب خلال فترات تحولات السوق الحادة. 3- طريقة أخرى لتجاوز التقلب: التنويع. تخصيص جزء من أموالك لشراء الأسهم وشهادات الإيداع وصناديق القيمة الثابتة وحسابات السوق العالية المردود. 4- وظّف مستشاراً مالياً مقابل رسوم لإدارة محفظتك الاستثمارية. ولن تحصل على نصيحة استثمارية فقط بل على دعمٍ عاطفي خلال الأوقات المضطربة. 5- اجتنب تملك الكثير من أسهم شركة واحدة. وحدد انكشافك الى أي سهم فردي بنسبة 5 في المئة من محفظتك في سوق الأسهم. 6- تذكر أن الاستثمار للتقاعد رحلة طويلة. ويتم بناء الثروة بعد عقودٍ من الزمن. والمراهنة على الأسهم عند الهبوط والركود الاقتصادي جزء من العملية. لا تركز على ما يحدث من يوم الى يوم في السوق. 7- أعد توازن محفظتك بصورة دورية للحفاظ على رغبتك في التأثير على كل فئة أصول. 8- أوجد خطة مكتوبة تدرج أهدافك واستراتيجيتك الاستثمارية. وخلال فترات تقلب السوق قد يكون هذا مذكراً مفيداً بما قررت في الأوقات الأكثر هدوءاً. 9- الأكثر أهمية: لا تنظر بصورة متكررة الى محفظتك الاستثمارية. سوف تكون أقل إغراء في إجراء تغيرات، وسوف تتعرض إلى قدر أقل من الجهد العاطفي. ● دينيس فريدمان (ماركت ووتش)