وقع حادث تحطم طائرة الأيرباص التابعة لـ "جيرمان وينجز" في وقت سيئ جدا لـ "لوفتهانزا" الشركة الأم، المجموعة الأوروبية العملاقة للنقل الجوي التي تواجه منافسة حادة مع شركات الرحلات بأسعار زهيدة ونزاعا مع طياريها. وقال كارستن شبور رئيس "لوفتهانزا" الذي تسلم منصبه قبل أقل من عام إنه "يوم أسود لـ "لوفتهانزا"، بينما أكدت سيموني موني المديرة المالية في المجموعة أنه "على الأرجح أقسى يوم" في تاريخ الشركة. فإلى جانب المأساة البشرية، يمكن أن يضرب الحادث كل خطة شبور الاستراتيجية. وكتب جيرالد ويسل المحلل في الشركة الاستشارية الألمانية "إيربورن كونسالتينج" في صحيفة "هادنلسبلات" الاقتصادية أنه "بالنسبة لشبور، سيكون من الصعب الدفاع عن استراتيجيته للرحلات الرخيصة". أما المحلل في مجموعة "دي زد بنك ديرك شلامب"، فقد رأى أن "الحادث يمكن أن يقضي على مفهوم الرحلات الزهيدة". وتحدث عن ضربة قاسية للشركة الألمانية. واعترف ناطق باسم "لوفتهانزا" أن الحادث الذي وقع الثلاثاء في جبال الألب الفرنسية تسبب في سقوط أكبر عدد من القتلى في تاريخ الطيران المدني الألماني. وقال ديرك شلامب كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية إنه قد يضر "بشكل أساسي بسمعة" المجموعة "المعروفة بمؤهلاتها التقنية وصدقها"، موضحا أنه لا يتوقع تحولا استراتيجيا على الفور. ولمواجهة المنافسة الحادة التي جاءت من شركتي الرحلات المنخفضة الثمن "إيزيجيت" و"راين اير" وكذلك شركات الطيران الخليجية والخطوط الجوية التركية، علقت "لوفتهانزا" التي تشرف أيضا على شركتي الطيران سويس وأوستريان أيرلاينز، آمالا كبيرة على شركتيها للأسعار الزهيدة "جيرمان وينجز" و"يوروينجز". وتخوض نقابة طياري الشركة "كوكبيت" والإدارة منذ نيسان (أبريل) 2014 مواجهة حول إصلاح نظام التقاعد المبكر للطيارين الذي يفترض أن يسمح لـ "لوفتهانزا" بتحقيق بعض التوفير. وسبب هذا النزاع 12 إضرابا منذ ذلك الحين بينها أربعة أيام في الأسبوع الماضي. وقد كلف المجموعة العام الماضي أكثر من مئتي مليون يورو وكان أحد أسباب انخفاض أرباحها الصافية إلى السدس في 2014، لتبلغ 55 مليون يورو.
مشاركة :