«درب الزلق»... الذكريات الجميلة على مائدة «زمن الطيبين»

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«زمن الطيبين» يعود في المباركية.من وحي مسلسل «درب الزلق» الذي عشقه وتابعه الملايين على نطاق منطقة الخليج العربي، وتخليداً للفن الجميل الذي صنعه الراحل الفنان عبدالحسين عبدالرضا، انبثقت فكرة افتتاح مطعم يحمل اسم العمل ذاته في منطقة المباركية يقدّم الطعام الكويتي بكل أشكاله وأصنافه.الأمر ليس بغريب إذا ما علمنا أن من يقف وراء هذا المشروع الجميل هو نجل العملاق الراحل الدكتور بشار وشريكه عبدالوهاب البابطين إلى جانب حفيد الراحل حسين بشار عبدالرضا.«الراي» قامت بزيارة ميدانية إلى المطعم الذي يضمّ 168 كرسياً متوزعة بين الداخل والخارج - والواقع في منطقة المباركية مقابل ساحة البحر المعروفة حالياً بساحة المطاعم - والذي فتح أبوابه أمام الزبائن قبل يومين (Soft Opening).بداية تحدث الدكتور بشار عبدالرضا لـ«الراي»، وقال: «فكرة مطعم (درب الزلق) مستوحاة من المسلسل الخالد (درب الزلق) الذي ما زال متابعاً من الخليج إلى اليوم ومنذ أجيال، وجاءت الفكرة تخليداً للتراث الفني الكويتي والفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، لذلك ارتأينا أن يكون المكان في منطقة المباركية قلب الكويت التاريخي وسط الأسواق الشعبية وغير بعيد عن مسقط رأس الراحل في فريج العوازم وتحديداً الصوابر في شرق. أما الديكور، فهو مستوحى من المسلسل أيضاً، وفي داخل المطعم مقتنيات نادرة منها لوحات فنية وقّع عليها الوالد بيده قبل وفاته، إذ كان يرغب في توزيعها على أصدقائه، لكن القدر لم يمهله، لهذا وضعناها على أحد جدران المطعم الذي يتميز بالمأكولات الكويتية الأصلية مثل (المجابيس) إلى جانب وجود بعض الأطباق مثل المشاوي والمقبلات».وأضاف: «قبل يومين تم الافتتاح التجريبي للمطعم وليس الرسمي، والهدف منه تشغيل المطعم لمعرفة أوجه القصور في حال وجدت، وأيضاً محاولة لتغطية ملاحظات زبائننا الكرام». بدوره، أوضح مدير عام المطعم حسين بشار كيفية ولادة فكرة المطعم بالقول: «بدأت الفكرة خلال جلسة ودية داخل شركة (الفنون)، وتحديداً في مكتب والدي الدكتور بشار عبدالرضا الذي كان في الأساس مكتب المرحوم جدي الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وكان معنا السيد عبدالوهاب البابطين حينها الذي اقترح علينا فكرة افتتاح مطعم نخلد من خلاله مسلسل (درب الزلق) للأجيال القادمة، وسبب اختيار هذا المسلسل تحديداً لأنه باختصار شديد هو قصة الكويت وله بصمة في كامل منطقة الخليج».وأضاف حسين: «أردنا أن يكون مطعم (درب الزلق) مختلفاً بكل ما تعنيه الكلمة ومرتبطاً باسم المسلسل بشكل وثيق، لهذا من الأفكار التي مضينا بها قدماً هو أن نجعله في الوقت ذاته أشبه بالمتحف، بحيث ضمّ في داخله مجموعة من المقتنيات والمتعلقات الشخصية بالراحل جدي، والتي كان قد استخدمها في تصوير مسلسل (درب الزلق) منها (التجوري) الذي يوجد منه اثنان فقط، وهما هدية من المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي، إذ كان الراحل جدّي يعتز به ويستخدمه في مكتبه الرئيسي إلى حين وفاته، وكذلك (البشتختة) الأصلية، هذا إلى جانب 105 من الصور تخص (بروفات) المسلسل التقطها مصوره الخاص، والتي لم يشاهدها الجمهور أبداً ولم تعُرض مسبقاً في أي مكان، فاخترنا منها أكبر عدد ووضعناهم على إحدى حوائط المطعم، ولا أنسى أيضاً مجموعة الرسومات المأخوذة من مسلسل (درب الزلق) التي اختارها جدّي بنفسه طالباً من الفنان العراقي حمد الحسني بأن يرسمها، ثم وقع عليها جميعها وعلقها في مكتبه».ومن جانبه، تحدث عبدالوهاب البابطين، موضحاً كيفية اختيار الموقع قائلاً: «لا أخفي عليك القول أننا بذلنا مجهوداً كبيراً في ما يخص الموقع المناسب لافتتاح المطعم، لهذا لم نجد موقعاً أنسب وأفضل من منطقة المباركية التي تعتبر اليوم من أهم وأبرز المعالم السياحية التراثية والتاريخية بالكويت والتي يقصدها كل الزوار من شتّى دول الخليج والعالم، وهنا بدأت رحلة البحث عن (لوكيشين) مناسب داخل هذه المنطقة، وبعد جهد وتعب تمكنا من إيجاد موقعنا الحالي الذي يقع على الشارع الرئيسي مقابل ساحة البحر المعروفة أيضاً باسم ساحة النافورة».وتابع: «بعد ذلك قدمنا طلباً لمقابلة الشيخة أمثال الأحمد الصباح بصفتها رئيسة مركز العمل التطوعي والمسؤولة عن لجنة تطوير المباركة، وعرضنا عليها فكرة المطعم التي لقيت ترحيباً كبيراً منها (ما قصّرت معنا أبداً)، كما حرّصت علينا في المقابل أن نحافظ على البيئة وأن يكون المطعم نموذجياً، وهو الأمر الذي شددنا عليه حفاظاً على الوعد الذي منحناه لها وأيضاً حفاظاً على اسم الراحل عبدالحسين عبدالرضا، إذ لا تنس أن الدكتور بشار عبدالرضا – نجل الراحل – هو شريك معي في المطعم وحفيده هو المدير العام، وبالتالي يمكن القول إن نسبة الحرص أن يكون المطعم على مستوى عال قد ارتفعت كثيراً».واستطرد البابطين بالقول: «لا يمكننا أن نختلف على أن الراحل بوعدنان كان محباً لعمله والفن الذي يقدمه، لكن ما لفت نظري أنه كان يحافظ بعد انتهاء كل عمل على المقتنيات الأصلية التي استخدمها قدر المستطاع ويخزنها بعناية (أهله عندهم كنز فني) وهو الأمر الذي ساعدنا كثيراً في منح روح مسلسل (درب الزلق) للمطعم. في المقابل، تبقى هناك مقتنيات أخرى موجودة في وزارة الإعلام لأن الأعمال كانت من إنتاجهم». وعن قابلية زيادة عدد المقتنيات، قال: «هذا أمر نطمح إليه طبعاً بحسب المساحة المتوفرة لدينا، وفعلياً بدأنا بمخاطبة القائمين في وزارة الإعلام للحصول على أكبر عدد من مقتنيات الراحل ومنها الملابس، لأنه كما تلاحظ كيف أننا حرصنا على أن يرتدي جميع العاملين داخل المطعم الزي المشابه في أحداث العمل (لبس البريد) وأيضاً اعتمدنا الإضاءات الخارجية من روح المشهد عندما كان عائداً من البصرة، وغيرها الكثير من التفاصيل. وهنا أود توضيح نقطة هامة بأن الديكورات لم تنته، إذ سوف نضع على الأعمدة الخارجية نبذة عن كل فنان وفني شارك في مسلسل (درب الزلق)، لأن ذلك يعتبر حقاً من حقوقهم ولن نبخسهم إياه».وفي ما يخصّ قائمة الطعام، قال: «بالطبع نقدم للزبائن الأكل الكويتي، كما سيكون لدينا مع بداية عيد الفطر المقبل طبق يومي منها الأطباق التي كان يحبها الراحل. والجميل أننا بشكل عام قمنا بتسمية غالبية أطباقنا على أسماء شخصيات المسلسل وأيضاً لم ننس (القطّات)، باختصار يمكنني القول (المنيو يونّس)».وحول فكرة افتتاح فرع آخر، قال: «هذا الأمر مرحّب فيه، ولا أخفي القول إننا نفكر بالتوسع على نطاق منطقة الخليج العربي لأن الراحل كانت قاعدة جماهيريته على نطاق دول الخليج، وربما لن يكون توسعنا من خلال (درب الزلق) وقد يكون من خلال اسم لعمل آخر، لأنه كما ذكرت سلفاً أن الراحل بوعدنان كان يحتفظ بكل ما يخصّ أعماله الفنية درامية ومسرحية، وبالتالي لدينا المادة التي تساعدنا على تنفيذ الفكرة».

مشاركة :