أضعف الإيمان ماذا تريد السعودية؟

  • 3/30/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

> خلال الأزمات والحروب التي مرّت بها المنطقة، وعلى مدى عقود، كان السؤال الذي يُطرح دائماً، ماذا نريد من السعودية؟ الرياض كانت تُدرك معنى هذا السؤال. وعلى رغم عدم موضوعيته وما يحمله من تقليل لموقع المملكة ومكانتها، كانت السعودية تُساير قسوته وتدفع ثمنه. كان هذا الموقف، السؤال، نابعاً من نظرة استشراقية تجاه السعودية، ودوريها العربي والإقليمي، وإمكاناتها السياسية والعسكرية والبشرية. لكن "عاصفة الحزم" عاودت تنبيه الغافلين، وتصحيح الصورة، وصوغ السؤال على نحو مختلف. صار الموقف اليوم هو، ماذا تريد السعودية؟ وهي قرّرت أخذ زمام المبادرة، وفرض خياراتها السياسية في التعامل مع أوضاع المنطقة. السعودية تحترم إيران، وهي سعت خلال مرحلة الرئيس محمد خاتمي إلى التقارب معها، وإرساء علاقة تقوم على التعاون وحسن الجوار. لكن طهران، كانت ولا تزال، تقول كلاماً وتفعل عكسه، فضلاً عن أنها تسعى إلى تكريس حسٍّ مذهبي وطائفي لدى شعوب المنطقة، واستطاعت خلق صراعات ذات طابع مذهبي، في لبنان والعراق وسورية، ووصلت بمشروعها إلى اليمن، لتنفيذ المشهد عينه، الذي وجد مَنْ ينفِّذه ويدافع عنه في غير بلد عربي. وهو ما كان مستحيلاً السماح بتكراره في اليمن. "عاصفة الحزم" تهدف إلى نقل المشروع السياسي في اليمن من ورقة جرى التلاعب بها، إلى خيارٍ تسنُدُه قوّة عسكرية. وهذه العاصفة ستتوقّف، حين يصبح الحل السياسي هو الخيار الوحيد للحوثي ومن يقف خلفه. الحوثيون أبدوا استخفافاً واضحاً بمشروع الحوار الذي طرحته السعودية ودول الخليج، وعاودوا تجربة علي صالح في المراوغة، والتقليل من قدرة الآخرين على الفعل، فضلاً عن أن مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر، كان يمارس التسويف. وهو كان على علم بتحرُّكات إيران وتمويلها للحوثي، لكنّه ظل يُقنع اليمنيين ودول المنطقة بوهم الحوار، وشراء الوقت لاستكمال فرض الأمر الواقع. وكانت السعودية تُراقب المشهد الذي يُشرف عليه بنعمر، وهي باركت جلوس الفصائل اليمنية إلى طاولة التفاهم والحوار. لكن الحوثي جعل طاولة الحوار مجرّد محطة انتظار لاستكمال مشروعه، واستمر في فرض منطق القوّة، حتى وصل إلى عدن. وهنا وجدت السعودية، ومعها دول عربية وإقليمية، أن لا مناص من التدخُّل بقوة تعيد تغيير التوازنات، وتحمي اليمن من حرب أهلية، وصراع مرشّح للتفاقم. لا شك في أن الأصوات التي تُندِّد بـ "عاصفة الحزم"، لا تختلف كثيراً عن تلك التي وقفت ضد تحرير الكويت. هذه الأصوات ترفع شعارات مضلِّلة، ظاهرها الرحمة، وباطنها استمرار الفوضى، وتحقيق أطماع الآخرين في المنطقة. الأكيد أن "عاصفة الحزم" فرضت حال التوازن الذي طال انتظاره. وهذا الواقع السياسي الجديد بحاجة إلى التمسك بهذه العاصفة حتى تُحقِّق أهدافها، وعدم الالتفات إلى شعارات التنديد، التي ارتفعت من أجل إبقاء حال الجمود الذي سمح للصغار بالعبث بأمن المنطقة. نقلا عن الحياة

مشاركة :