قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: إن الصناعة فى مصر تمثل حوالى 17-18% من إجمالى الناتج القومي، كما أن الصناعات التى تقوم فى مصر معظمها صناعات تجميعية تقوم على تجميع وحدات أو منتجات تمت صناعتها خارج مصر، والمصانع فى مصر تقوم بعملية التجميع مثل السيارات والتليفزيون وأجهزة الحاسب الآلى وغيرها.وأضاف السيد في تصريح لـ"البوابة نيوز"، توجد بعض الصناعات التى بها مكون مصرى مثل الصناعات النسيجية والصناعات الغذائية والدوائية، والتفت مجلس الوزراء إلى أهمية تعظيم المنتج المحلى وزيادة العناصر التى تدخل فى تكوين المكون الصناعى المصرى ولزيادة المكون المحلى فى المنتج المصرى ليتجاوز أكثر من 60-70%، مع طموح أن نصل إلى منتج محلى مصنع 100% فى بعض القطاعات.وأكد أن تحقيق هذا يعنى الابتعاد عن المكونات التى تتم صناعتها فى الخارج ويتم استخدامها فى المنتج المصرى أو الذى تتم صناعته فى مصر مثل التكييفات وأعلنت غرفة الصناعات الهندسية أنها تستطيع رفع نسبة المكون المحلى لأكثر من 72% خلال 3 سنوات القادمة.وأشار السيد إلى أهمية تنشيط الصناعات الصغيرة والمتوسطة لتحقق انطلاقة فى الصناعات المغذية لتمويل احتياجات المصانع والشركات التى تقوم بتصنيع المنتجات سواء لاستخدامها فى السوق المحلية أو إعادة تصديرها للسوق الأجنبية، كما أن تحقيق ذلك سوفر شخصية للمنتج المصري، والذى هو فى معظمه عبارة عن مجمع من صناعات أجنبية ولا يتعدى المكون المحلى به 20-30%.وأوضح أن الهدف بالوصول بالمكون المحلى ليتجاوز 70% يساعد فى 3 أشياء، ليكون للمنتج المحلى شخصية مع القدرة على زيادة الصناعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة معدلات التشغيل فى السوق المصرية بشكل كبير وزيادة معدلات الدخل للعاملين وتقليل معدلات البطالة بشكل كبير وتقليل الطلب على الدولار لاستيراد هذه المكونات.وقال: إن فاتورة مصر من الاستيراد حوالى 60 مليار دولار منها حوالى 23 مليار مكونات صناعية، ولو استطعنا توفير المنتج المستورد فنقلل الطلب على الدولار، ومن ثم يقل سعر الدولار مقابل الجنيه، والدولة لديها خطة جادة فى هذا الشأن.وأضاف السيد، لكى يتم تنفيذ هذه الخطة وتكون إيجابية، نحتاج إلى تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة وإنشاء مجمعات صناعية مغذية فى قطاعات مثل السيارات ومتخصصة فى مكونات مثل الكاوتش والبطاريات والبوجيهات وجلد الكراسى والمرايات، مع ربط تجديد تراخيص المصانع بمصر بزيادة المكون الصناعي.ودعا إلى الاهتمام بالمجمعات الصناعية كنواة لدعم الوصول لصناعة متكاملة، ويكون الهدف منها صناعة منتج واحد كبير، مشيرًا إلى أن مصانع التكييفات تحصل على كمبروسر التكييف والمروحة من الخارج وتقوم بعملية الدمج لتجميعها، بينما لو افتتحنا مجمع صناعات كبير بجانبه 10 مصانع للأجزاء المشتركة سنوفر صناعة محلية بمكون محلى عال.وأشار السيد إلى ضرورة قيام الغرف الصناعية بعمل توأمة بين الصناعات الكبيرة والمصانع والشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر لتقوم بصناعة المكون الصناعى لبعض الأجزاء المشتركة ولتستطيع أن تمول احتياجات المصانع الكبري، ولابد من دور لوزارة الصناعة والتجارة والغرف الصناعية فى تفعيل هذه التوأمة مع التوافق أو التنسيق ما بين المصانع الكبيرة والصغيرة.
مشاركة :