دبلوماسيون: تؤسس إستراتيجية واضحة لمواجهة تهديدات المنطقة

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال دبلوماسيون ومحللون سياسيون: إن القمم العربية والخليجية التي استضافتها المملكة أمس و«الإسلامية» المقررة اليوم في مكة المكرمة، تحمل رسائل مهمة للقوى الإقليمية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة خصوصا إيران وتركيا.وأكدوا في أحاديثهم لـ«اليوم»، أنها تأتي في مرحلة استثنائية يمر بها الوطن العربي، إذ تتعرض دول لمحاولة تقسيمها وفقا لمؤامرات كبرى معدة مسبقا، لافتين إلى أن المملكة تثبت من خلال مواقفها السياسية دورها المؤثر في التوصل إلى حلول للقضايا العربية المصيرية.» ربيع «الشر»قال مندوب مصر السابق بجامعة الدول العربية السفير هاني خلاف: أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أن يصل الحال بالمنطقة العربية إلى هذا السوء، فبعد هدوء الموجة الأولى مما أطلق عليه «الربيع العربي» وعودة الاستقرار في دول مثل مصر وتونس، تأهب الجميع لانتهاء الاضطرابات في سوريا واليمن وليبيا لكن انقلبت الأمور رأسا على عقب وتمكنت ميليشيات إرهابية مدعومة من النظام القطري ومن قوى إقليمية مثل إيران وتركيا من العبث باستقرار هذه الشعوب، وما زالت ميليشيات الحوثي التابعة لنظام إيران تنفذ مخطط تقسيم اليمن، ولولا تصدي التحالف العربي بقيادة المملكة لهذه المؤامرة لضاعت اليمن وسقطت تماما في قبضة هذه الجماعة الإرهابية، والحال ذاته في ليبيا، إذ تتلقى الجماعات الإرهابية المنتشرة في عدد من المدن، وخصوصا طرابلس، الأسلحة والمعدات الثقيلة من تركيا بتمويل قطري لوقف تحركات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لاستعادة السيطرة على العاصمة، كما تضع إيران أقداما في سوريا والعراق وتقتحم شؤونيهما الداخلية، وزاد: أخيرا سعت قوى الشر لإطلاق موجة جديدة من «الربيع العربي» بمحاولة خطف الثورة السودانية أو استغلال التغيرات السياسية في الجزائر ولكنها ستفشل كما حدث في المرة الأولى.ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية، أن إيران تريد تفخيخ المنطقة ووضعها على فوهة بركان، إذ إن تهديدها الأخير للمنشآت النفطية في الخليج، يشير إلى رغبتها في إثارة الاضطرابات والقلاقل ردا على ما تعانيه من أزمات عدة إثر العقوبات الأمريكية التي كان أشدها تأثيرا تصفير صادراتها من النفط، مؤكدا أن القمم الثلاث قادرة على وضع إستراتيجية موحدة لمواجهة هذه المخاطر، وتوقع أن تتضمن التوصيات بنودا تتعلق بالأزمات الراهنة تكون بمثابة تحذير لإيران وغيرها من القوى الإقليمية التي تستبيح المنطقة العربية تحديدا وتتوهم أن العرب لقمة سائغة، مشددا على أن هذه المرحلة تتطلب الاصطفاف العربي ونبذ الصراعات وإنهاء أية خلافات ورأب الصدع بشأن أي مشكلات، إذ إن اتحاد العرب في هذه الأيام العصيبة يحمل رسائل بمضامين مهمة للغرب.» «سلام» فلسطينوقال مندوب فلسطين السابق في جامعة الدول العربية د.بركات الفرا: تظل قضية السلام في الشرق الأوسط من أهم الملفات المطروحة بقوة على كافة القمم العربية على مدار التاريخ، لذا فإن قمم مكة ستركز على تطورات القضية الفلسطينية بعد نقل ترامب سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وتداعيات هذا القرار التاريخي، فضلا عن البحث عن حلول لأزمة اللاجئين وإنعاش جهود السلام ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني.وأضاف: يعول عدد من أبناء الشعوب العربية والإسلامية على القمم الثلاث لإنهاء التوتر والقلق وما تعانيه دولهم من اضطرابات وغياب الأمن والسلام، إذ يجب التصدي وبقوة للتدخلات الإيرانية في اليمن وتهديد الملاحة البحرية والمنشآت النفطية في الخليج، والبحث عن انفراجة للأزمة السورية بعدما أصبحت سوريا ميدانا للقوى الإقليمية والدولية لاستعراض قدراتها العسكرية ما أشعل صراعا ملتهبا بشأن المكاسب التي ستجنيها كافة هذه الأطراف من الأزمة، كما يجب وضع ليبيا على خارطة المناقشات في ظل تصاعد الأحداث هناك وإحراز الجيش الوطني الليبي خطوات كبيرة لاستعادة العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة.ويوضح الفرا أن القمم الثلاث فرصة للرد على المؤامرات التي تنسج خيوطها لتمزيق الوطن العربي، واستدرك: ولكن لن تواجه هذه التحديات إلا بمواقف موحدة قوية تعكس قوة العرب، معربا عن اندهاشه من المواقف المخزية لبعض الدول المحسوبة بالخطأ على العروبة والتي تساند دولا معادية وتتآمر معها لتفتيت الدول العربية.» وقف التخريبوطالب خبير العلاقات الدولية د.أيمن سمير، باستغلال هذا الحشد الكبير من الدول العربية للاتفاق على محاور لعمل عربي مشترك في كافة القضايا المصيرية يتبلور في إطار محدد ومن خلاله يتم السعي للتصدى لأي محاولة لتخريب الوطن العربي، مؤكدا اختفاء الحروب التقليدية التي تشهد مواجهات عسكرية مباشرة وظهور حروب الوكالة وهو ما تنفذه إيران عن طريق ميليشيات «حزب الله والحوثي» في لبنان واليمن، فضلا عن حروب الجيل الرابع والخامس التي تعتمد في الأساس على المعلومات ونشر الشائعات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، محذرا من خطورة الدور التركي في زعزعة أمن واستقرار المنطقة بالتعاون مع الضلعين الآخرين في مثلث الشر «قطر وتركيا»، قائلا: يسعى أردوغان لجني أكبر مكاسب من تمدد تأثير بلاده في دول عربية مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها لنشر الفوضى وتسليمها لجماعة الإخوان الإرهابية.» الأزمة السوريةوقال الكاتب السوري محمد أرسلان: ثمة الكثير من القضايا المهمة المطروحة على القمة العربية لمناقشتها واتخاذ القرار بشأنها وخاصة ما تعانيه المنطقة من الصراعات المحتدمة في العراق وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من الدول، ويجب إغلاق الطرق أمام التدخلات الإقليمية وخاصة ما تلعبه من دور تخريبي ونخص بالذكر تركيا وإيران اللتين تلعبان دورا مشبوها في سوريا والعراق واليمن وكذلك ليبيا.وأضاف: لإيجاد حلول للأزمة السورية ينبغي سحب البساط من تحت أقدام تركيا وإقناع المعارضة المرتمية في أحضانها أن تأتي نحو عمقها التاريخي وعدم الاعتماد على تركيا على أنها المخلص، ومع العلم فالكل يدرك أن لتركيا أطماعا وأجندات توسعية تعمل من أجلها وأنها لا يهمها أبدا مصير سوريا أو الشعب السوري.وأعرب عن أمله أن تسهم القمم الثلاث في مكة المكرمة بالتوصل لملامح حل للأزمة السورية تنهي الحرب وتضمن عودة السوريين إلى بلادهم.

مشاركة :