محمد بن زايد: العرب أمام مسـؤولية تاريخية لبناء موقف موحّد لحفظ أمنهم

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن انعقاد القمم الخليجية والعربية والإسلامية في مكة المكرمة خلال هذه المرحلة الاستثنائية، وفي ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة يؤكد الدور الرائد للمملكة العربية السعودية، وأعرب سموه عن أمله بأن تخرج القمم الثلاث بما يلبي تطلعات الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستقرار والسلام والأمن والتعايش، بجانب توحيد الرؤى والمواقف والعمل المشترك بين الدول في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بالمنطقة وتهدد بتقويض أسس وأركان الأمن القومي العربي، في وقت أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال جلسة افتتاح قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة، أن عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ. ووصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء أمس، إلى جدة، حيث ترأس سموه وفد دولة الإمارات إلى القمتين الخليجية والعربية الطارئتين اللتين عقدتا أمس في مكة المكرمة، حيث رافقه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، استقبلا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقادة ورؤساء وفود الدول الخليجية لدى وصولهم. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الطارئة في مكة المكرمة - أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981، حريصة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس. وثمّن سموه دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة من أجل تعزيز التشاور والتنسيق وتوحيد الجهود والمواقف الخليجية بشأن التطورات والظروف التي تمر بها المنطقتان الخليجية والعربية في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن هذه الدعوة الكريمة من «ملك الحزم والعزم» تؤكد مجدداً الدور الرائد الذي تلعبه المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في قيادة العمل الخليجي المشترك، وحرصها على كل ما من شأنه أن يحقق الأمن والاستقرار في منطقتنا الخليجية. ونقل سموه تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتمنياته بأن تخرج القمة الخليجية بنتائج تدعم منظومة العمل الخليجي المشترك وتعزز مسيرة الأمن والسلام في منطقة الخليج العربي. وأكد سموه أن التطورات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة لاسيما العمليات التخريبية التي تعرضت لها سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والهجوم الإرهابي على محطتي ضخ نفط في المملكة العربية السعودية، وما تشهده المنطقة من تصعيد لأزماتها المختلفة واستمرار التدخلات الإقليمية السلبية في شؤون المنطقة العربية التي لا تريد الخير والاستقرار والازدهار لشعوبها وما شهدته ولا تزال تشهده من تهديد متنامٍ من قبل القوى الظلامية والمتطرفة، كل ذلك يؤكد أهمية التحرك الجماعي لمواجهة هذه التحديات والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم وتثبيت أسس الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وعبر سموه عن تقديره الكبير لدور المملكة العربية السعودية وتحركاتها الرامية إلى ترسيخ ركائز الاستقرار والتنمية والازدهار في منطقتنا الخليجية والعربية والتصدِّي لمصادر الخطر والتهديد التي تواجهها، مشيراً إلى أن المملكة بقيادتها الحكيمة وما تحظى به من ثقل إقليمي ودولي تمثل ركيزة الوحدة والتضامن الخليجي والعربي. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف قلباً وقالباً إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل تحركاتها الهادفة إلى توحيد الصفِّ والكلمة في مواجهة المخاطر والتهديدات المحيطة بدولنا وشعوبنا، وتحقيق طموحاتها إلى السلام والرخاء والازدهار. كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدى وصوله إلى المملكة، أن انعقاد القمم الخليجية والعربية والإسلامية في مكة المكرمة خلال هذه المرحلة الاستثنائية وفي ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة يؤكد الدور الرائد للمملكة العربية السعودية بما تمثله من عمق استراتيجي ‏لدول المنطقة والعالم الإسلامي وتعزيز الأمن والسلم والحفاظ على مصالح دول المنطقة وشعوبها وخدمة ‏قضاياهم ‏وجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم. وثمّن سموه جهود المملكة ومساعيها الخيّرة ومبادراتها لتبني ودعم كل جهد وعمل عربي ودولي مشترك من شأنه إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام إقليمياً ودولياً. وأعرب سموه عن أمله بأن تكلل المساعي والجهود المخلصة للمملكة بالنجاح والتوفيق، وأن تخرج القمم الثلاث التي تستضيفها بما يلبي تطلعات الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستقرار والسلام والأمن والتعايش، بجانب توحيد الرؤى والمواقف والعمل المشترك بين الدول في مواجهة التحديات والأخطار التي تحدق بالمنطقة وتهدد بتقويض أسس وأركان الأمن القومي العربي. القمة العربية كما ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفد الدولة إلى قمة قادة ورؤساء الدول العربية الطارئة. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال القمة العربية، أن الظروف المعقَّدة التي تمر بها المنطقة العربية، والتحديات والمخاطر التي تواجهها، تضع الدول العربية أمام مسؤولية تاريخية من أجل بناء موقف عربي فاعل وموحَّد للتعامل مع هذه التحديات والمخاطر؛ بما يصون سيادة العرب وأمنهم ومصالحهم العليا، ويتصدَّى لمحاولات التدخل في شؤونهم، ويضمن حق الشعوب العربية في الأمن والسلام والاستقرار والتنمية. وأضاف سموه أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى عقد هذه القمة عبَّرت عن وعي عميق بحساسية التطورات في المنطقة وخطورتها، وجسدت الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في العمل من أجل لمِّ الشمل العربي، وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك، في ظل بيئة إقليمية ودولية مليئة بالتهديدات ومصادر عدم الاستقرار. ونقل سموه إلى خادم الحرمين الشريفين والقادة العرب المشاركين في القمة تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعمه الكبير والمطلق لجهودهم وتمنياته لهم التوفيق والنجاح في تحقيق الأهداف المرجوَّة من القمة لما فيه خير دول المنطقة وشعوبها. وأضاف سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت ولا تزال وستظل داعمة للعمل العربي المشترك، وكل ما من شأنه تقوية هذا العمل وتعزيزه ودفعه إلى الأمام في المجالات المختلفة، مشيراً سموه إلى أن البعد العربي يمثل بعداً أصيلاً وجوهرياً في سياستها الخارجية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - الذي كان مدافعاً عن القضايا العربية وله مواقفه التاريخية المشهودة في ذلك. وأشار سموه إلى أن انعقاد القمة العربية في مكة المكرمة يُكسبها رمزية خاصة لما تمثله مكة من رمز لتضامن العرب وتعاونهم ووحدتهم، متمنياً أن تكون هذه القمة منطلقاً لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك أكثر قوةً وقدرةً على التجاوب الفاعل والواعي مع التغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الإدراك المتنامي على الساحة العربية لحقيقة أن التهديدات تستهدف الجميع من دون استثناء، وأن التعامل معها يجب أن يكون من خلال تعزيز وتفعيل الأمن الجماعي العربي بمفهومه الشامل. وقال سموه إنه على الرغم من أن استقرار المنطقة العربية يمثل مصلحة عالمية لما للمنطقة من أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى العالم كله، سواء على المستويات الاقتصادية أو السياسية أو الجغرافية أو الدينية أو غيرها، فإن المسؤولية الكبرى عن ضمان أمن المنطقة واستقرارها تقع على كاهل العرب أنفسهم في المقام الأول، ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة للقمة العربية في مكة المكرمة من حيث توقيتها ومكانها والرسالة التي تنطوي عليها. أعمال القمة وكانت أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة، قد انطلقت في قصر الصفا بمكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة في افتتاح القمة، رحب فيها بالقادة المشاركين، شاكراً لهم تلبية الدعوة لهذه القمةِ الطارئة، والتي تنعقدُ في ظل تحدياتٍ مباشرةٍ تهددُ الأمنَ والاستقرار إقليمياً ودولياً. وقال خادم الحرمين في كلمته: «لقد استطعنا في الماضي تجاوزَ العديدِ من التحديات التي استهدفت الأمنَ والاستقرار، وكذلك الحفاظ على المكتسبات وتحقيق التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية في دولنا، وسنعملُ معاً بحولِ الله لمواجهةِ كافة التحديات والتهديدات بعزمٍ وحزم». وأوضح أن ما يقوم به النظامُ الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتطويرِ برامجه النوويةِ والصاروخية، وتهديدهِ لحريةِ الملاحة العالمية بما يهددُ إمداداتِ النفط للعالم، يُعد تحدياً سافراً لمواثيقِ ومبادئِ وقوانين الأممِ المتحدة لحفظِ السلم والأمن الدوليين. كما أن دعم النظام الإيراني للإرهابِ عبر أربعةِ عقودٍ وتهديده للأمنِ والاستقرار بهدف توسيعِ النفوذ والهيمنةِ هو عملٌ ترفضُه الأعرافُ والمواثيق الدولية». وأضاف خادم الحرمين في كلمته أمام القادة أن الأعمالَ الإجرامية التي حدثت مؤخراً باستهدافِ أحدِ أهم طرقِ التجارة العالمية بعملٍ تخريبي طالَ أربعَ ناقلاتٍ تجارية بالقربِ من المياه الإقليميةِ لدولةِ الإمارات العربية المتحدة، وكذلك استهدافُ محطتي ضخٍ للنفط، وعدد من المنشآتِ الحيوية في المملكة، تستدعي منا جميعاً العملَ بشكل جاد للحفاظِ على أمنِ ومكتسبات دولِ مجلسِ التعاون. تمادي إيران وأكد الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكةَ حريصةٌ على أمنِ واستقرار المنطقة، وتجنيِبها ويلاتِ الحروب، وتحقيقِ السلام والاستقرارِ والازدهار لكافةِ شعوبِ المنطقة بما في ذلك الشعبُ الإيراني، لافتاً إلى أن يد المملكة ستظل دائماً ممدودةً للسلام، وسوف تستمرُ بالعملِ في دعمِ كافة الجهودِ للحفاظ على الأمنِ والاستقرار في المنطقة. وفي الختام، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز إنه لا بد من الإشارة إلى أن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادع وحازمٍ لمواجهة الأنشطةِ التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم، ونطالبُ المجتمعَ الدولي بتحملِ مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارساتُ الإيرانية من تهديدٍ للأمن والسلمِ والدوليين، واستخدامِ كافةِ الوسائل، لوقف النظامِ الإيراني من التدخلِ في الشؤون الداخليةِ للدول الأخرى، ورعايتهِ للأنشطةِ الإرهابية في المنطقةِ والعالم، والتوقفِ عن تهديدِ حريةِ الملاحةِ في المضايق الدولية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :