دعوة عراقية إلى ترشيد الكهرباء عشية نهاية الاستثناء من عقوبات إيران

  • 5/31/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعت وزارة الكهرباء العراقية إلى ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية «خدمة للصالح العام»، عشية انتهاء فترة التمديد الذي منحته واشنطن لبغداد لاستثنائها من العقوبات الأميركية على استيراد الكهرباء من إيران.وطالبت الوزارة في بيان بـ«الحفاظ على الطاقة الكهربائية وترشيد استهلاكها وعدم الإسراف فيها، وإطفاء الأجهزة الكهربائية والإنارة الزائدة، بسبب توقعات الأرصاد الجوية بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير الأسبوع المقبل، ما سيؤثر سلباً على منظومة الكهرباء الوطنية».وطلبت من المحافظات «الالتزام بحصصها المقررة وعدم التجاوز عليها، لتحقيق العدالة بالتوزيع كي لا تؤثر محافظة على حصة محافظة أخرى». ولفتت إلى أن «الوزارة بذلت وستبذل قصارى الجهود لإسناد المواطنين لتجاوز هذه المرحلة». وتشير توقعات الأرصاد إلى أن المنطقة ستتأثر بموجة حارة الأسبوع المقبل تصل فيها درجات الحرارة العظمى إلى 50.ويأتي تحذير وزارة الكهرباء العراقية عشية إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية مايك بومبيو لم يبت بعد في تمديد إعفاء من العقوبات مدته 90 يوماً على الكهرباء التي يشتريها العراق من إيران.وكانت الخارجية الأميركية قالت في مارس (آذار) الماضي إنها ستسمح للعراق بمواصلة شراء الكهرباء من إيران لتسعين يوماً من دون فرض عقوبات، لكنها حثت بغداد على إيجاد مصادر بديلة للطاقة. وأبلغت المتحدثة مورغان أورتاغوس الصحافيين بأن «الوزير لم يأخذ قراراً في هذا الشأن». وكان العراق يملك إعفاء مؤقتاً من الولايات المتحدة يسمح له باستيراد الغاز من إيران.ويرغب العراق في القيام بدور الوساطة في الأزمة المتصاعدة حالياً بين واشنطن وطهران في وقت تتناقض المواقف والآراء بشأن ما إذا كان قادراً على لعب هذا الدور في وقت لديه علاقات ملتبسة مع الطرفين، في ظل استضافته قواعد أميركية تنظر إليها إيران والكثير من الفصائل المسلحة الموالية لها في العراق بعين الريبة وتطالب بانسحابها، إضافة إلى التأثير الواسع لإيران على جماعات مسلحة وقوى سياسية محلية والتداخل السياسي والتجاري مع طهران والحدود المشتركة الطويلة شبه المفتوحة.ويستورد العراق سلعاً وبضائع إيرانية بنحو 8 مليارات دولار، فضلاً عن نحو 1200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية وكميات كبيرة من الغاز لتشغيل المحطات. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زار العراق الأسبوع الماضي وطرح مبادرة قوامها توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج، ما شجع العراق على المضي قدماً في عملية الوساطة، إذ أعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن نيته زيارة كل من واشنطن وطهران بهدف خفض حدة التوتر في المنطقة.وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي فرات التميمي لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق قادر على القيام بدور الوسيط بحكم العلاقات والمصالح المشتركة التي تربط العراق بالطرفين». لكنه لفت إلى أن «أحداً لم يطلب حتى الآن من العراق لعب هذا الدور؛ خصوصاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب». وأضاف أن «المهم هو تجنيب المنطقة مستقبل مرعب ومجهول في حالة اندلاع الحرب بين الطرفين لأن العراق بلا شك هو الخاسر والمتضرر الأكبر منها».وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد خالد عبد الإله أن «على العراق أن يبني علاقات متوازنة مع دول الجوار ويضع مصلحته أولاً»، معتبراً أن «زيارات الرئاسات الثلاث لدول الجوار بدأت تعود بالنفع على البلاد». وأضاف أن «التصعيد في المنطقة بين واشنطن وطهران من الممكن أن يحول العراق إلى ساحة حرب».

مشاركة :