تستعد بوينغ لمواجهة سلسلة عقبات بعد أن يتم رفع حظر الطيران على طائرة 737 ماكس الرائدة التي منيت بكارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً. وقال دينيس مويلينبورغ الرئيس التنفيذي للمجموعة الأميركية الأربعاء أمام أوساط المال في نيويورك أن هناك خلافات بين شركات الطيران التي تأثرت برامجها خلال فترة الصيف الحاسمة بالنسبة للقطاع بأزمة 737 ماكس. وقال "البعض يريدون تأجيل تسلم طائراتهم (الجديدة) في حين أخبرنا آخرون أنهم يودون الحصول على طائراتهم قبل الموعد المحدد". وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، أعتذر مويلينبورغ مرة أخرى، واعترف بأن الكارثتين الجويتين "قوضتا ثقة الجمهور" في طائرة 737 ماكس. وهي أول مقابلة إعلامية يجريها رئيس مجلس إدارة المجموعة منذ منع تحليق الطائرة بعد حادث الطائرة الإثيوبية في العاشر من آذار/مارس الذي أسفر عن 157 قتيلا. وقال مويلينبورغ "نحن آسفون لفقدان الأرواح في كلا الحادثين. يجب أن نعمل لاستعادة ثقة الركاب". قال ألكساندر دي جونياك المدير العام للجمعية الدولية للنقل الجوي (إياتا) الأربعاء إنه لا يتوقع عودة طائرة ماكس إلى التحليق "قبل 10 إلى 12 أسبوعاً"، بمعنى آخر ليس قبل أغسطس. ونظمت وكالة الطيران الفدرالية الأميركية الأسبوع الماضي في تكساس اجتماعاً مع ممثلين عن هيئات الطيران المدني في 33 دولة، لم يتم خلاله التوصل إلى توافق، وغادر هؤلاء المنظمون دون تحديد تاريخ وضع الطائرة مجدداً في الخدمة. وقال دينيس مويلنبورغ "نأمل أن تتوصل إدارة الطيران الفدرالية إلى توافق دولي واسع، ولكن قد ترتأي سلطات مدنية دولية اعتماد جدول زمني مختلف" وبالتالي "سيتعين علينا تكييف مشاريعنا وفقاً للترخيصات المختلفة لعودة الطائرة فعلياً للخدمة". وساد نظام يقوم على المعاملة بالمثل قبل المشكلات التي واجهتها 737 ماكس، إذ كان المسؤولون عن تنظيم الطيران المدني في الدول الأخرى يعتمدون تقييم سلطات بلد المنشأ، التي كانت في حالة شركة بوينغ، وكالة الطيران الفدرالية. لكن الوكالة كانت الجهة المنظمة الأخيرة التي منعت 737 ماكس من التحليق، ما أثار الريبة تجاهها. أصر مويلينبورغ على مواصلة "الحوار" مع وكالة الطيران الفدرالية لا سيما بشأن التغييرات التي يتعين إجراؤها على نظام تثبيت الطائرة أثناء التحليق والذي اعتبر مسؤولاً عن الحادثتين. وأقر الأربعاء بوجود "أخطاء" بما في ذلك في نظام الاتصالات، الذي يفترض أن ينقل إلى برمجية الطائرة إشارة التنبيه لتحذير الطيارين من وجود خلل في "زاوية المواجهة" (AOA). وتقول بوينغ التي لم تقدم بعد وثائق 737 ماكس المعدلة لإصدار تراخيص الاعتماد، إنها تعمل من جانبها كذلك مع شركات الطيران وإنها عقدت اجتماعات عبر الهاتف خلال الأسبوعين الأخيرين للمساعدة في الإعداد لعودة ماكس إلى الأجواء وتعمل مع مورديها لتجنب أي خلل. وقالت شركتا أميركان إيرلاينز وساوثوست إن الأمر يستغرق حوالي 120 ساعة لإخراج الطائرة من المستودع وإعدادها للاستخدام. ومع اعترافه بأن أزمة 737 ماكس "نقطة تحول" في تاريخ شركة بوينغ، قال مويلينبورغ إن محادثات جارية للتعويض على الشركات. وقال "في بعض الحالات، قد يكون (دفع المال) نقداً جزءاً من الحل"، مضيفاً أن ذلك سيتم على أساس كل حالة على حدة. في نهاية أبريل، قدرت بوينغ التكلفة الأولى للمشكلات التي تسببت بها 737 ماكس بمليار دولار بعد خفض الإنتاج من 52 إلى 42 طائرة شهرياً وتعليق عمليات التسليم. ولكن الفاتورة مرشحة للارتفاع، خصوصاً وأن أسر الضحايا لجأت إلى المحاكم وتدريب الطيارين قد يكون مكلفا. وفي حال اعتبر استخدام جهاز المحاكاة إلزامياً، مثلما تطلب بعض الدول، فقد تتأخر عودة الطائرة إلى الخدمة بسبب وجود جهاز واحد فقط في الولايات المتحدة وهي السوق التي توليها بوينغ الأهمية. ولا تتوقع شركتا أميركان إيرلاينز وساوثوست التي طلبت الحصول على جهاز محاكاة أن تتسلمه حتى نهاية العام.
مشاركة :