تتجه أسهم السباق التلفزيوني الرمضاني بعد منتصف الليل إلى الوجبات الحوارية، إذ تترصد للضيوف بالأسئلة التي تقلّب أوراق العمر والتجربة، ويبدو أن "الليوان" لعبدالله المديفر نجح في تحويل تصريحات ضيوفه إلى ترند اجتماعي تضج به مواقع التواصل منذ انطلاقه على "روتانا خليجية" وإذاعة "روتانا fm". يتشبث المديفر بدور المحاور الذي يعيد سرد الحكايا مع أطراف القصة، الأمر الذي جعل متابعيه يترقبون ضيوفا يعتذرون عن ماضيهم أو يعيدون حياكته حسب متطلبات الحاضر، كما يستند إلى استضافة أسماء تتسيد المشهد الإعلامي في مختلف التخصصات. "الليوان" أشرع الباب لمحاكمة الصحوة في أولى حلقاته فكسب اعتذارا لضحاياها من أحد رموزها عائض القرني، ولم يتوقف عند ذلك الحد فأتبعها بحكايا جدلية عن المواطن الشيعي، ثم المعارضة السعودية، وتنظيم "القاعدة"، والتحول الفكري، والسلفية، وصناعة الإعلام. يتبع المديفر طوال ساعة ونصف الساعة لعبة الكر والفر مع ضيوفه، يقاطعهم حينا ويحاصرهم أخرى، كما يسير على نهج الجلسات الانتقالية لفقرات الحوار، ويستعين على ضيفه بالمقاطع والتغريدات، فيما يخصص فقرة للأسئلة التي يوجهها المشاهدون عبر "تويتر" للضيوف المعلن عنهم قبل 24 ساعة من موعد البرنامج. يكسب البرنامج جمهورا تلفزيونيا ضخما يستأثر بذروة منتصف الليلة الرمضانية، كما حصد أكثر من 66,494 ألف مشاهدة على قناة "خليجية" عبر "يوتيوب"، عدا حصول كل تغريدة فيديو للبرنامج على عشرات الآلاف من المشاهدات طوال 23 ليلة من الحوارات المتتابعة. يلتزم البرنامج بثه من خلال الاستديو إلا أنه بث حلقة من سجن الحاير في السعودية لظروف استضافة رئيس المجلس العسكري لتنظيم "القاعدة" في السعودية علي الفقعسي، كما شهد إعلان استضافته للشيخ وسيم يوسف جدلا واسعا نتج عنه إلغاء الحلقة أو انسحابه منها والتعويض عنه بنجم "السوشال ميديا" منصور الرقيبة. يفرض المديفر نفسه أحد أبرز الوجوه الإعلامية الحوارية في السعودية، وأعاد تقديم حواره الأسبوعي في الصورة ليتناسب مع الأجواء الرمضانية، مستأثرا بجمهور واسع يتابع عبر الشاشة الفضية والأثير ومواقع التواصل الاجتماعي. استضاف "الليوان" لأول مرة مدير مكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدر العساكر، لتداول "حكايا مسك" والشباب، واستعاد حكايا التحول الفكري مع منصور النقيدان، ويحاور مؤلف كتاب "الانقلاب" عادل اللباد في حكاية عن التنظيمات الحركية الشيعية في السعودية وتجربة المعارضة من الداخل والخارج، وطائفة من المؤثرين في الرياضة والصحة والطب والشعر والتاريخ. يختم المديفر كل حلقة من حلقاته بما يستحق النقل عن ضيوفه، ويطل كل مرة بضيف يشعل الجدل ويحيي قضايا ويحكي قصصا تستحق أن تروى على مائدة السحور الرمضانية.
مشاركة :