الإلهام حالة معنوية غير محسوسة، تتميز بارتفاع نسبة المشاعر الداخلية، وزيادة الاستعداد للعمل. ويمكن أن يقوم الإلهام بتحفيز العقل لأداء نشاط إبداعي. ويستخدم مفهوم الإلهام في علم النفس عادة، وكأنه محرك داخلي لرفع النشاط الإيجابي للفكر والعمل. كما أن للإلهام تأثيرا جيدا لتحفيز العمليات العقلية، حيث يتم توجيهها من خلال شحنة عاطفية موجهة. ويبحث كثير من المبدعين والموهوبين عن الإلهام، لكي يستطيعوا أن يستثمروه في تحقيق إبداعهم، سواء كان هذا الإبداع علميا أو فنيا أو أدبيا أو تقنيا. وقد وضع بعض المبدعين طرقا متعددة لكي يجعلوا أنفسهم في حالة ذهنية مناسبة، ليقدموا أفضل ما لديهم من إنتاج. فقد اعتاد الموسيقار الألماني بيتهوفن صاحب السيمفونيات العبقرية أن يسكب الماء البارد على رأسه، قبل أن يبدأ العمل في إنتاج سمفونياته المبدعة. أما المخرج الأميركي المعروف سبيلبيرغ، فقد أتت أهم أفكاره الإبداعية أثناء قيادته لسيارته. أما الفيلسوف الألماني عمانويل كانت فقد كان يعمل كل يوم في التوقيت نفسه، مركزا نظره إلى البرج المقابل من خلال نافذته المفتوحة، وغالبا ما يجد أنه قد توصل إلى بعض الأفكار الفلسفية المبدعة. وكان الشاعر الإنجليزي روديارد كبلنغ لا يأتيه الإلهام، إلا إذا كان يكتب بحبر قاتم السواد. أما أفضل أفكار وآراء العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين فكانت تأتيه أثناء استحمامه صباحا. ومع ذلك يقول أحد المبدعين: (لا تنتظر الإلهام.. عليك أن تخرج وتطارده). أما الكاتب الأميركي ستيفن كينج فيقول: إن الإلهام مثل الأشباح أو الشبح الذي يأتي في أي وقت دون أن يدعى، ومع ذلك فإن كثيرا من المبدعين يستخدمون طرقا خاصة لجذب واستدعاء الحالة الذهنية المناسبة للإبداع وجذب الإلهام. ولا شك أن كثيرا من المبدعين، سواء كانوا علماء أو مخترعين أو أدباء أو معماريين يتميزون بقدرتهم على استدعاء الإلهام وجذب الإبداع في حياتهم العملية. وتقول الكاتبة الأميركية غريس كودنيتون: (افتح عينيك دائماً وراقب، فكل ما تراه حولك يمكن أن يلهمك). اصنع الإلهام في العمل، فإذا كنت لا تعمل، فلا يمكن أن يأتيك الإلهام على طبق من الأوهام!!
مشاركة :