ببلاغة ناصعة وخطاب ملكي مليء بالدلالات العميقة؛ جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - وأدامه ملكاً للحزم والعزم - جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال قوية وهادئة وواضحة وجليّة؛ لتؤكد أنه سيظل - بإذن الله - قاهر المد الفارسي، وخط الدفاع الأول للإسلام، المعتدل المتسامح. قال الملك في كلمته: إن الشريعة الإسلامية نقية وخالصة من كل فكر دخيل عليها، وإن المملكة قامت منذ نشأتها على قيم الوسطية والاعتدال، التي هي في الأصل مستمدة من نصوص الكتاب والسنة، وإنها حتى اليوم ما زالت تؤكد سلامة هذا المنهج ودوره في حماية البلاد وتحقيق أمنها ورخائها ومنعتها. تلك الكلمات التي تضمّنها خطاب خادم الحرمين الشريفين - وألقاها سمو الأمير خالد الفيصل نيابة عنه - تنفي مجدداً أي مزايدة من البعض على دور المملكة في إيقاف خطاب العنصرية والكراهية، أياً كان مصدره وذريعته، بل إنها تدعو دائماً إلى الإصغاء لصوت الحكمة والعقل، وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال. وقد بدا هذا واضحاً في كلمة رئيس الشيشان رمضان قاديروف الذي رفض بشدة كل الاتهامات الموجهة للإسلام وللأديان الأخرى بالإرهاب. ودافع عن موقف المملكة بقوة وقال: "على كل من يهاجم السعودية أن يعرف أنها لن تكون وحيدة أبداً، بل معها مليارات المسلمين الصادقين ونحن في مقدمتهم". يبقى أن يترجم المسلمون في شتى بقاع الدول كلمات خادم الحرمين الشريفين، وأن يبتعدوا عن العنف والكراهية، فعالم اليوم - كما قال حفظه الله - أحوج ما يكون إلى القدوة الحسنة، التي يقدمها المسلمون، والتي تعمل على نشر الخير للبشرية جمعاء، تحقيقاً لرسالة ديننا؛ حيث يقول الحق سبحانه: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين).
مشاركة :