ارتفع الدولار متجهاً صوب أعلى مستوى في أسبوع، أمس، في الوقت الذي تحفز فيه توترات التجارة بين الصين والولايات المتحدة المستثمرين على طلب الملاذ الآمن في العملة الأميركية. وفي حين تأخذ أسواق النقد الأميركية في حسابها نحو خفضين لأسعار الفائدة بحلول يناير 2020، وتعزز انقلاب منحنى عوائد السندات أثناء الليل، بما يشير إلى مخاطر ركود متنامية في أكبر اقتصاد في العالم، فإن الطلب على الدولار لا يُظهر بوادر انحسار. وقال أولريخ ليختمان الاقتصادي في كومرتس بنك «صعود الدولار مفاجأة، نظراً لأن الأسواق تتوقع حالياً عدة تخفيضات في أسعار الفائدة بحلول 2020». ومقابل سلة من العملات المنافسة، ارتفع مؤشر الدولار إلى 98.22، مع وضوح المكاسب أكثر أمام عملات مثل اليورو والجنيه الاسترليني. وتتجه العملة الأميركية للارتفاع للشهر الرابع على التوالي. واستقر الدولار عند 109.59 ين، مرتفعاً نحو 0.5% عن أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر 109.02 ين الذي لامسه في الثالث عشر من مايو. ويقول المحللون إن الين، وهو ملاذ آمن آخر يلقى الدعم من وضع اليابان كأكبر دولة دائنة في العالم، يظل ضعيفاً نسبياً بسبب طلب المستثمرين المحليين على الدولار. ونزلت أسعار الذهب في الوقت الذي ارتفعت فيه السندات وحوم الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين، مما طغى على الدعم الناتج عن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي تتنامي حدته ليثير الشكوك بشأن نمو الاقتصاد العالمي. وبحلول الساعة 053.6 بتوقيت جرينتش، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1277.29 دولار للأوقية (الأونصة). وهبط الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.4% إلى 1276.30 دولار للأوقية. وقال هوي لي الاقتصادي لدى بنك «أو.سي.بي.سي» يبدو أن المستثمرين يفضلون سندات الخزانة الأميركية كملاذ آمن في الوقت الحالي، وهو ما يتجلى من منحنى العائد الأميركي المقلوب. وأضاف: «الدولار القوي يمنع على الأرجح أيضاً لاعبين كباراً مثل الصين والهند من استهلاك كثير (من الذهب)». واستقر الدولار مقابل عملات منافسة رئيسة، أمس، حيث أجبر تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين على اللجوء إلى أصول الملاذ الآمن بما في ذلك السندات الحكومية. ومقابل سلة من ست عملات رئيسة، استقر مؤشر الدولار عند 98.147، ليحوم قرب أعلى مستوى في أسبوعين 98.371 الذي سجله الأسبوع الماضي. والمؤشر مرتفع ما يزيد على اثنين بالمئة منذ بداية العام. وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة 0.3 % إلى 14.37 دولار للأوقية. كان المعدن هبط إلى 14.25 دولار يوم الثلاثاء، وهو أدنى مستوياته منذ أوائل ديسمبر. وتراجع البلاتين 0.2 % إلى 792 دولارا للأوقية، بعد أن هبط في وقت سابق إلى أدنى مستوياته منذ 15 فبراير عند 785.50 دولار. وتراجع البلاديوم 0.9 % إلى 1336.85 دولار للأوقية. إلى ذلك، اقتفت الأسهم الآسيوية خسائر نظيرتها الأميركية، أمس، إذ يشير أحدث سجال بين بكين وواشنطن إلى مخاطر حرب تجارية طويلة الأمد. وأغلق المؤشر نيكي الياباني عند أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر ونصف، أمس، بفعل تنامي القلق من أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين سيكون طويل الأمد ومضراً بالاقتصاد. ونزل نيكي 0.29 % إلى 20942 نقطة، في أدنى مستوى للمؤشر القياسي منذ منتصف فبراير. وفي وقت سابق تراجع المؤشر 0.92 % إلى 20809، ليقترب من أدنى مستوى خلال معاملات 14 مايو البالغ 20751 نقطة. وقال ماسايكوي دوشيدا، كبير محللي السوق لدى راكوتين للأوراق المالية، «أي انتعاش حول ذلك المستوى سيفضي إلى تشكل قاع مزدوج وقد يدعم السوق.» أضاف أن النزول عن ذلك الخط سيأخذ نيكي إلى أدنى مستوياته منذ منتصف فبراير، ويؤثر أكثر على المعنويات الضعيفة بالفعل في السوق. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.29% إلى 1531.98 نقطة، في أقل مستوى إقفال له منذ 11 يناير.
مشاركة :