أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إيران تسعى للحوار مع الجانب الأميركي، معرباً عن ثقته في نجاح استراتيجية الضغط القصوى التي تتبعها واشنطن عقب الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العقوبات العام الماضي. وقال ترمب لوسائل الإعلام قبل مغادرة البيت الأبيض إلى كولورادو لحضور حفل تخرج الأكاديمية الجوية: إن إيران «تريد الحديث معنا، وأنا مستعد للحديث» وفي المقابل، قال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، أمس، إن «الولايات المتحدة لا تستحق المفاوضات» معتبراً دعوات المفاوضات هدفها « الضغط» على طهران.وأوضح ترمب أن إيران أصبحت دولة ضعيفة مع نجاح حملة الضغط القصوى التي مارستها إدارته لدفع النظام الإيراني إلى مائدة التفاوض.وأصدرت وزارة الخزانة بياناً قالت فيه إن الكيانات التي تتعامل تجارياً مع النظام الإيراني تعرّض نفسها لمخاطر عقوبات كبيرة، وتعتزم وزارة الخزانة فرض السلطة بالقوة.وأفادت وكالة «بلومبرغ»، بأن وزارة الخزانة الأميركية وجهت تحذيراً إلى الحلفاء الأوروبيين من الاستمرار في معاملات تجارية مع إيران، وهددت بفرض عقوبات مالية ضد الهيئة المالية «اينستكس» التي أنشأتها كل من ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا للتجارة مع إيران.وطالب وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، سيجال ماندلكر، في رسالة مؤرخة بتاريخ السابع من مايو (أيار) الدول الأوروبية بوقف الانخراط في الأنشطة التجارية مع إيران من خلال الأداة الأوروبية «اينستكس».ويشدد ماندلكر في الرسالة، على أن الاستمرار «يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة وعقوبات بما في ذلك فقدان الوصول إلى النظام المالي الأميركي».وكانت الدول الأوروبية قد أعلنت الاستمرار في الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، إلا أن العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على تصدير النفط منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أدت إلى تراجع كبير في الاقتصاد الإيراني وارتفاع معدلات التضخم.من جانبه، جدد وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، التأكيد على أن رد فعل الولايات المتحدة السريع على التهديدات التي كانت تنذر باحتمال إقدام إيران على تنفيذ هجمات على القوات والمصالح الأميركية في المنطقة قد حقق الهدف المرجو منه، وساهم في وقف هجمات إضافية كان يمكن أن تحصل في العراق.وكرر شاناهان أن الإدارة الأميركية لا تسعى للحرب مع إيران.وأبلغ شاناهان الصحافيين المسافرين معه إلى إندونيسيا، بأن الإجراءات التي اتخذتها القوات الأميركية عبر إرسال القوة البحرية ومنظومة الصواريخ باتريوت والقاذفات الاستراتيجية جاءت بناءً على معلومات استخبارية عالية وموثوقة جداً، وأن الهدف منها لم يكن تنفيذ هجوم.وأكد أن القيادة العسكرية تعاملت بجدية ومسؤولية مع الطلبات التي قدمتها القيادة الأميركية الوسطى بعدما بدا أن الأخطار كانت حقيقية.ووصف شاناهان شهر مايو بأنه كان شهراً متوتراً جداً، قائلاً: إن الأمر لم يكن هجوماً مؤكداً، وأن القوات الأميركية تعمل في بيئة خطرة، لكن الأوضاع الآن أقل خطورة مما كانت عليه قبل أسابيع. وأضاف أنه منذ ذلك الوقت، كانت لدينا معلومات استخبارية إضافية وهي الجزء الطبيعي من العمل في العراق وفي المنطقة. وقال هناك تواصل يومي ومستمر بين القيادة الوسطى برئاسة الجنرال ماكينزي مع القيادة المركزية والرئيس.واعتبر شاناهان أنه لا يوجد أداة توضح المستوى المناسب للمخاطر؛ لأنه سيكون هناك دائماً خطر أعلى. وعندما نفكر في تلك الأخطار، فإن البحث يتركز على توفير الموارد المتاحة للرد على التهديدات.وأضاف شاناهان أنه من أجل ذلك لدينا استعداد كبير وقدرات إضافية؛ ما أوصل رسالة واضحة بضرورة عدم الوقوع في سوء تقدير وارتكاب خطأ في تقدير الموقف الأميركي؛ ما أدى إلى تراجع الخطر.من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن «التهديدات الإيرانية لا تزال قائمة ولم تنته» وحذر من «أن أي اعتداء على المصالح الأميركية من جانب طهران أو وكلائها وميليشياتها العسكرية سيكون خطأ كبيرا، خاصة إذا أراد النظام الإيراني التفاوض وعليه إنهاء مثل هذه التصرفات».وقال بولتون للصحافيين في لندن أمس إن تحركات الولايات المتحدة العسكرية والانتشار السريع للمعدات العسكرية الأميركية «أمكن من ردع إيران وأحبط كثيرا من المخططات التي كانت إيران تفكر فيها».وتعليقا على تصريحاته في أبوظبي، أول من أمس، حول ضلوع إيراني «شبه مؤكد» في الهجمات على سفن الشحن في ميناء الفجيرة، نوه بولتون بأن بلاده ستقدم الأدلة على تورط إيران في الهجوم على السفن قبالة سواحل الإمارات إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وأوضح بولتون أن الإدارة الأميركية تتوقع الحصول على نتائج التحقيقات الجارية حول الهجوم على ناقلات النفط قبالة السواحل الإماراتية خلال أيام وبعدها ستبحث الإدارة الأميركية أسلوب الرد المناسب.وأكد بولتون مرة أخرى أن واشنطن لا تسعى إلى تغيير النظام الإيراني.بينما نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» عن نشاط للميليشيات المسلحة التابعة لإيران. وأشار التقرير إلى أن التقديرات تشير إلى أن أي هجمات ضد المصالح الأميركية أو مصالح الحلفاء الإقليميين ستتم عبر تلك الميليشيات العراقية.وقال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، أمس، إن «الولايات المتحدة لا تستحق المفاوضات» معتبراً الحديث عن المفاوضات يهدف إلى ممارسة الضغط على طهران.ونسبت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى شمخاني قوله إن «على الولايات المتحدة تعويض خرق التعهدات والخسائر الناجمة من العقوبات، قبل الحديث عن المفاوضات مرة أخرى».وقال شمخاني إن الأميركيين «يعتقدون أن المفاوضات جزء من مسار الضغط وليس حل المشكلات»، مضيفاً أن الشعب الإيراني «يعرف أن الأميركيين لا يريدون التفاوض لحل أي مشكلة».وقال شمخاني تعليقاً على موقف المسؤولين الأميركيين من المفاوضات: «إنهم يستخدمون كل أدوات الضغط والحرب النفسية قبل التفاوض».وفي وقت متأخر من الأربعاء، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي التفاوض على «شرف الثورة»، وذلك في إشارة إلى برنامج تطوير الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي.وانسحبت واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران عام 2015، وشددت العقوبات على إيران في محاولة لخنق اقتصادها، بوقف صادراتها النفطية.ونقل موقع خامنئي الإلكتروني عنه قوله: «قلنا من قبل إننا لن نتفاوض مع أميركا؛ لأن المفاوضات لا فائدة منها، وتنطوي على ضرر». ووصف ما يتردد في وسائل الإعلام بـ«ضجيج المفاوضات» موضحاً أنها «لا تعني العودة للتفاوض، وإنما المفاوضات مع الولايات المتحدة»، وأضاف أن «المفاوضات تكمل استراتيجية الضغط الأميركي».وقال خامنئي إن إيران لن تتفاوض مع الآخرين والأوروبيين «حول قضايا شرف الثورة». وقال: «نحن لن نتفاوض حول قضايا شرف الثورة، ولن نتفاوض حول قدراتنا العسكرية»، واعتبر التفاوض يعني «صفقة، أي تنازلوا عن قدراتكم الدفاعية».ومع ذلك، قال خامنئي إن إيران «ليست لديها مشكلة في التفاوض مع الأوروبيين والآخرين» وأضاف: «قضيتنا تحديد الموضوع»، مشدداً على أن بلاده لا تقول سوى «لا» للمطالب التي تخص قضايا من هذا النوع.جاء ذلك بعد ساعات من تصريح الرئيس حسن روحاني، الذي اتخذ موقفاً أكثر إيجابية. وقال في اجتماع للحكومة، إن «الباب لم يغلق، إذا رفعوا العقوبات الجائرة ونفذوا التزاماتهم وعادوا إلى طاولة المفاوضات التي غادروها بأنفسهم».وكان خامنئي قبل أسبوعين قد وصف المفاوضات مع الولايات المتحدة بـ«السم»، والمفاوضات مع ترمب بـ«السم المضاعف».ويملك خامنئي القول الفصل في الشؤون السياسية الرئيسية، بموجب دستور نظام «ولاية الفقيه». وهو أيضاً قائد القوات المسلحة.وقالت الخارجية الإيرانية أول من أمس، إن إيران لا ترى مجالاً لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة.
مشاركة :