صراحة – فيصل القحطاني :ذكر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن المسلمين عاشوا في هذا الشهر المبارك زمناً فاضلاً نهارُه صيام وليله قيام , عُمرت فيه المساجد بالطاعة والقرآن وقرُب فيه الخلق من الكريم الرحمن فهم يتقلبون فيه بين ذكر ودعاء وبذل وعطاء , القلوب مخبتة والجوارح مقبلة فذاق العباد فيه شيئاً من طعم الإيمان وحلاوته , وها هي أيامه قد أذنت بالرحيل وأوشكت على الزوال , والموفق من اغتنم باقي لحظاته فالأعمال بالخواتيم , والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات . وأضاف فضيلته وفي استدامة الطاعة وامتداد زمانها نعيمٌ للصالحين وقرة عين للمؤمنين , قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) . وأكد فضيلته أن الحياة أنفاس معدودة وآجال محدودة , وإن عمراً يقاس بالأنفاس لسريع الانصرام وفي انقضاء رمضان عبرةٌ بزوال الدنيا وما فيها , وكأنكم بالأعمال قد انقضت وبالدنيا قد مضت وحينها كل عبد مرهون بعمله والفائز من استجاب لداع ربه وكان من المحسنين . وفي الخطبة الثانية بينّ فضيلته أن الله خص هذا الشهر بزكاة الفطر عند ختامه طُهرة للصائمين وطعمه للمساكين , ومقدارها صاع من غالب قوت البلد يُخرجها المرء عن نفسه وعن من يعول ووقت إخراجها المستحب قبل صلاة العيد ويجوز تقديمها قبل ذلك بيوم أو يومين . واختتم فضيلته الخطبة بالتوضيح على أن في ختام رمضان يتأكد التكبير من غروب شمس آخر أيامه إلى صلاة العيد , قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) , ومن صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله .
مشاركة :