لم يكن الاحتفاء بالقبض على الإرهابي الهارب «هشام عشماوي»، مبالغًا فيه إلى الحد الذي يصوره البعض، القصة تبدو متشعبة التفاصيل ومتعددة الفائدة إذا ما وُضعت على مقياس العسكرية؛ والنتائج التي ستستخلصها «المخابرات المصرية» من هذا الصيد الثمين. «هشام عشماوي»، كان بمثابة الرئة التي يتنفس بها تنظيم داعش الإرهابي في مصر، المجرم العتيد كان يمتلك من المعلومات عن مصر ما لم يمتلكها غيره، ويقود جماعات متفرقة لتنفيذ عمليات خسيسة في كافة أنحاء البلاد، حتى إنه ضالع في عملية اغتيال النائب العام المصري الشهيد المستشار «هشام بركات». كان هشام عشماوي، يتحرك مثل الجرذ من بلد لآخر، حول الحدود المصرية، يوجه شياطينه إلى مهامهم بينما لم تكن لدية الجرأة لدخول البلاد خلال السنوات الأخيرة بعدما طوقتها القوات المسلحة المصرية؛ وألهبت النيران في قلوب الظلاميين والتكفيريين من أتباع الشيطان وسدنة الإرهاب. الجيش الليبي، يُنسب إليه القبض على هشام عشماوي، لكن المخابرات المصرية يُنسب إليها كل الفضل في التخطيط والتتبع ودعم الجيش الليبي منذ ثورة ليبيا؛ للوقوف على أقدامه، ومنحه القوة اللازمة والعتاد المطلوب للسيطرة على ليبيا، وفرض سيادة الجماهيرية على الجماعات المتناحرة، والفصائل الإرهاب المترامية في صحراء ليبيا. أدار صقور «المخابرات المصرية» العملية بكل إتقان وثقة، وحققت المطلوب في وقت قياسي، لتقطع دابر الدواعش، وما يتبعهم من ذيول في مصر، وما حولها من أشقاء عرب. ومن هنا تأتي الثقة والفخر في جهاز المخابرات المصري ورئيسه اللواء عباس كامل، صقر المخابرات العامة الذي حقق الانتصار الحقيقي، بجر هذا المجرم إلى البلاد أمام أعين الأشهاد، ليلقي السكينة والبهجة في قلوب كل المصريين، ويبرد مرارة فراق شهداء مصر الأبطال، الذين دفعوا حياتهم؛ من أجل رفعة الوطن وسلامة أراضيه. القبض على هذا المجرم، كان دفعة معنوية كبيرة لهؤلاء الجنود المرابطين في أرض سيناء، ومصدر فخر كبير لهم، ودافعا نحو تحقيق المزيد من الانتصارات والإيقاع بالمزيد من هؤلاء الأوغاد. «الصيد الثمين»، لا يكمن في شخص المجرم البالي؛ لكنه فيما يمتلكه هو وحارسه الشخصي من معلومات ستصب في صالح الجيش المصري، وتمكنه من دحر الإرهاب أينما كان ووُجد. إن مصر التي نحن بصددها اليوم، تمر إلى الغد تحت قيادة الزعيم عبد الفتاح السيسي، بكل ثبات وثقة، تتبوأ مكانتها الريادية على المستويات السياسية والاقتصادية كافة، بينما تحفّها أجنحة الأمن وأيادي النصر، بقوة جيشها ودهاء مخابراتها. سنظل دائما كشعب مصر العظيم، نقف خلف المؤسسة العسكرية بكل أذرعها الدفاعية والاستخباراتية، نثق في قدرتهم على حماية الوطن، ونؤمن بيقينهم في النصر، ونستلهم من أبجدياتهم الفخر والعزة والكرامة؛ لنيحا بها دائما ويحيا النصر وتحيا مصر.
مشاركة :