المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم.بدأت هواية التمثيل عند الفنان سراج منير، وذلك عقب حدوث حادثة غريبة له فى ١٩٢٢، فقد دعاه بعض أصدقائه فى سهرة فى منزل أحد الزملاء، وكانت هذه السهرة عبارة عن مسرح صغير داخل المنزل والحاضرين يشاركون فى التمثيل بإحدى المسرحيات، وكان هو الحاضر الوحيد، وتركت هذه الحادثة أثرا كبيرا بداخله، وولدت بداخله هواية التمثيل، حتى أصبح عضوا فى فرقة المسرح بالمدرسة حتى الثانوية.سافر إلى ألمانيا لدراسة الطب، وتعرف على مخرج ألمانى فى أحد النوادى سهل له العمل فى السينما الألمانية، وأخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضا موهبته وظهر فى عدة أفلام ألمانية صامتة، والتقى الفنان محمد كريم؛ حيث درسا الإخراج السينمائى معا، حتى تلقى برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيه للعمل معها.عاد إلى مصر مرة أخرى، وعمل مترجما فى مصلحة التجارة، إلا أن حنينه للتمثيل جعله ينضم إلى فرقة «رمسيس» المسرحية لصاحبها يوسف وهبي، ومثّل فى مسرحياته فى أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات.اختاره صديقه الفنان محمد كريم لبطولة فيلمه الأول «زينت» الصامت أمام بهيجة حافظ، فى ١٩٣٠، كان هذا الدور أول أعماله فى السينما؛ حيث حرص فى بداية مشواره الفنى أن يقدم أدوارا معينة تتميز بالجد والرزانة، وذلك حرصا على مظهره الاجتماعي.رشحه الفنان زكى طليمات إلى أوبريت «شهر زاد» فى دور «مخمخ» الكوميدي، ولكنه سخر من هذا الدور، واتهم الفنان زكى طليمات بأنه يريد تحطيم مكانته الاجتماعية، وأقنعه بهذا الدور وعرضت المسرحية وحققت نجاحا كبيرا وارتفع سراج منير إلى قمة المجد كممثل مسرحي.أسند له دور فى مسرحية هزلية بعنوان «سلك مقطوع»، ونجح نجاحا كبيرا، وأصبح منافسا لنجيب الريحاني، وانضم إلى الفرقة القومية المصرية فى ١٩٣٥، وأخرج لها العديد من الأعمال المسرحية من بينها «مصرع كليوباترا»، «القضاء والقدر»، «عبيد الذهب»، «النائب العام»، وغيرها، إلى جانب مسرحيته التاريخية «صلاح الدين ومملكة أورشليم» للمؤلف فرح أنطون.وفى أواخر الأربعينيات التحق بفرقة الريحانى فى عصرها الذهبى، وعقب وفاة عميد الفرقة نجيب الريحاني، استطاع سد هذا الفراغ الكوميدى وسير لها النجاح، وأسند له بديع خيرى إخراج مسرحياتها إلى جانب أدواره التمثيلية، ومن بين هذه الأعمال المسرحية التى أخرجها لفرقة الريحانى: «أنت وهو»، «احترس من الستات»، «من أين لك هذا»، «الستات لبعضهم»، «ابن مين بسلامته»، «الحكم بعد المداولة»، «على عينك يا تاجر»، «كلام فى سرك»، «حسب الخطة الموضوعة»، «حماتى بوليس دولي»... وغيرها.قدم مجموعة من الأعمال المسرحية العديدة من بينها «مرتفعات وذرونج»، «سلك مقطوع»، «مجنون ليلى»، «العباسية»، «يوليوس قيصر»، «أول بختي»، «تاج المرأة»، «شارع البهلوان»... وغيرها. كما أعطى الكثير للسينما، إضافة إلى مجموعة من الأفلام التى شارك زوجته ميمى شكيب بطولتها من بينها «الحل الأخير» فى ١٩٣٧، «بيومى أفندى» فى ١٩٤٩، «نشالة هانم» فى ١٩٥٣، «ابن ذوات»، «كلمة الحق» فى ١٩٥٣، وغيرها. كما قدم فيلم «حكم قراقوش» فى ١٩٥٣، واختار هذه القصة لمعالجة الفساد والرشوة التى كانت تلاحق المجتمع.
مشاركة :