عانت منتخبات إيطاليا وهولندا والتشيك لتجنب الخسارة والخروج بنقطة تعادل أمام كل من بلغاريا وتركيا ولاتفيا على التوالي، في الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا، والتي شهدت انتصارا كاسحا لبلجيكا على قبرص بخمسة أهداف نظيفة، وويلز على إسرائيل بثلاثية. على ملعب فاسيل ليفسكي في صوفيا، جنب البرازيلي المجنس سيتادين مارتينز إيدر منتخب إيطاليا الخسارة أمام نظيره البلغاري، وأدرك له التعادل 2/2 في صوفيا، في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثامنة. ورفعت إيطاليا رصيدها إلى 11 نقطة، لكنها تخلت عن الصدارة لصالح كرواتيا (13 نقطة) التي سحقت النرويج (9 نقاط) 1/5، مقابل 5 نقاط لبلغاريا، فيما حققت أذربيجان فوزها الأول بعد 4 هزائم متتالية على حساب ضيفتها مالطا 2/صفر، فوقف رصيد الأخيرة عند نقطة واحدة. وافتتحت إيطاليا التسجيل في وقت مبكر بواسطة النيران الصديقة، عندما رفع سيموني زازا كرة من الجهة اليسرى أمام المرمى حاول المدافع يوردان مينيف تحويلها لحارس مرماه بصدره فأودعها الشباك في الدقيقة الرابعة. ولم يؤثر الهدف المبكر على معنويات البلغار، ولم يدعوا ضيوفهم يستمتعون طويلا بالهدية المجانية، حيث تمكن إيفيلين بوبوف من خطف هدف التعادل عندما أطلق كرة من نحو 20 مترا استقرت على يمين الحارس سالفاتوري سيريغو في الدقيقة 11. وزادت هموم رجال المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي بعد أن منح إيليان ميكانسكي التقدم لأصحاب الأرض برأسية في الدقيقة 17. وفي الشوط الثاني، وقبل 6 دقائق من نهاية اللقاء، أبعد إيدر، بديل زازا، الذي أثار تجنيسه جدلا في الأوساط الكروية الإيطالية، شبح الخسارة عن منتخب بلده الجديد بتسديدة يمينية من حدود المنطقة استقرت في سقف الشبكة معلنة التعادل. وقال إيدر، البالغ من العمر 28 عاما، متحدثا لمحطة «راي» التلفزيونية «الجدل الذي يحيط باللاعبين المولودين في الخارج لا جدوى منه، هذا القميص ليس اختيارا ثانيا». ويعكس التعادل حالة الاضطراب التي عانى منها المنتخب الإيطالي قبل السفر إلى بلغاريا، وما تردد عن دفع المدرب أنطونيو كونتي لتقديم استقالته. وبينما حصل الإيطاليون على نقطة ثمينة فإن النتيجة ليست مفاجئة، بعدما عانى منه الفريق إثر إصابة كلاوديو ماركيزيو والخلاف حول الاستعانة بلاعبين مولودين بالخارج. وواجه كونتي، الذي لا يزال بلا هزيمة مع إيطاليا منذ تعيينه في أعقاب نهائيات كأس العالم 2014، العقبة الأولى في فبراير (شباط) حين خطط لمعسكر تدريبي لكنه اضطر لتأجيله لعدم موافقة الأندية على تسريح اللاعبين. لكن هذا لا يعد شيئا بالمقارنة بالأزمة التي تفجرت يوم الجمعة الماضي، حين أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أن ماركيزيو لاعب وسط يوفنتوس عانى من إصابة في الركبة خلال التدريبات. وتردد أن كونتي تلقى تهديدات بالقتل عبر الإنترنت من مشجعين غاضبين لاموه على أساليبه التدريبية بعد إصابة ماركيزيو التي ساد في البداية اعتقاد أنها ستبعده عن الملاعب لنهاية الموسم. وترك ماركيزيو المعسكر عائدا إلى معقل يوفنتوس في تورينو ليخضع لمزيد من الفحوص، وأعلن النادي أنه قد يعود للملاعب خلال أيام. وتشاء الأقدار أن المباراة التالية لإيطاليا ضد إنجلترا ستقام في استاد يوفنتوس. وقال أندريا برزالي، وهو مدافع آخر من يوفنتوس، متحدثا لوسائل إعلام إيطالية «أعتقد أن الجدل حول ماركيزيو مختلق من البداية.. لأن حصص كونتي التدريبية طبيعية تماما.. إصابة كلاوديو كان يمكن أن تحدث في أي لحظة». ولا يعتقد برزالي أن كونتي سيواجه استقبالا عدائيا في ملعب يوفنتوس، وقال «أتوقع أجواء يسودها الارتياح. يجب أن نتذكر الماضي وأنا واثق من أن المدرب سيلاقي الترحاب بأفضل ما يكون». وضمن المجموعة الثامنة أيضا، عزز منتخب كرواتيا موقعه في الصدارة وحظوظه في التأهل للنهائيات التي ستقام في فرنسا العام المقبل، إثر فوزه الكاسح 1/5 على ضيفه منتخب النرويج. وافتتح مارسيلو بروزوفيتش التسجيل لمصلحة كرواتيا في الدقيقة 30 عبر تصويبة قوية بعيدة المدى في الدقيقة 30، قبل أن يضيف زميله إيفان بيريسيتش، لاعب فولفسبورغ الألماني، الهدف الثاني في الدقيقة 54، فيما تكفل النجم المخضرم إيفيكا أوليتش بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 65. وفشل المنتخب النرويجي في تقليص الفارق في الدقيقة 69 بعدما أهدر لاعبه طارق اليونسي ركلة جزاء، قبل أن يضطر منتخب كرواتيا للعب بعشرة لاعبين بعدما تلقى لاعبه فيدران تشورلوكا البطاقة الحمراء لحصوله على الإنذار الثاني في الدقيقة 74. واستغل المنتخب النرويجي النقص العددي في صفوف منتخب كرواتيا ليسجل ألكسندر تيتي هدف حفظ ماء الوجه قبل النهاية بتسع دقائق، قبل أن يسجل جوردون شيلدنفيلد ودانييل برانيتش الهدفين الرابع والخامس لكرواتيا في الدقيقتين 87 والأخيرة. وعقب اللقاء، عبر لوكا مودريتش، نجم منتخب كرواتيا وفريق ريال مدريد الإسباني، عن سعادته الغامرة بالفوز الكبير لبلاده. وقال «نحصل على نتائج إيجابية، ومستوانا الحالي جيد للغاية. كنا رائعين، ممتلئين بالأهداف والأفكار الإيجابية، والآن مهمتنا هي المحافظة على صدارة المجموعة والتي لن تكون سهلة على الإطلاق». وفي المجموعة ذاتها، تغلب منتخب أذربيجان بهدفين نظيفين على ضيفه منتخب مالطا، ليضع حدا لهزائمه التي استمرت في مبارياته الأربع الماضية، ويحصد أول ثلاث نقاط له محتلا المركز الخامس (قبل الأخير)، فيما بات منتخب مالطا في ذيل الترتيب برصيد نقطة واحدة. وفي المجموعة الأولى، أنقذ ويسلي شنايدر منتخب هولندا من الخسارة أمام نظيره التركي وأدرك التعادل في الوقت القاتل 1/1 على ملعب أمستردام أرينا. وأبقت هولندا على أمل ضئيل في المنافسة بعدما رفعت رصيدها إلى 7 نقاط مقابل 13 لتشيكيا المتصدرة التي تعادلت مع ضيفتها لاتفيا 1/1، و12 نقطة لآيسلندا الثانية التي تغلبت على مضيفتها كازاخستان 3/صفر. واصطدمت تسديدة شنايدر من مدى بعيد برأس زميله المهاجم كلاس يان هونتيلار وتحولت للشباك لتنتزع هولندا نقطة وتنجو من ثالث هزيمة في خمس مباريات بالمشوار الحالي للتصفيات. وضغط رجال المدرب المخضرم غوس هيدينك، الذين غاب عنهم المهاجم روبن فان بيرسي والجناح السريع آرين روبن بداعي الإصابة، منذ البداية بغية تسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب، لكن النتيجة جاءت مخالفة حيث تمكنت تركيا من تسجيل هدف السبق عن طريق براق يلماظ في الدقيقة 37. وعقب اللقاء قال شنايدر «كنا نبحث عن الفوز منذ الدقيقة الأولى. أتيحت فرصة واحدة لتركيا أمام المرمى. سيطرنا على مجريات اللعب وصنعنا عدة فرص للتسجيل، لكن انتظرنا حتى الوقت المحتسب بدل الضائع كي ندرك التعادل». وأضاف «لم نفرض أسلوبنا في اللعب كما ينبغي خلال الشوط الأول، وكنا نهاجم بشكل أكبر في الشوط الثاني، وكان يجب أن نخرج بشيء في النهاية». ورغم تجنب الهزيمة فإن المدرب هيدينك لا يزال يعاني من الضغوط بعد تجديد الاتحاد الهولندي الثقة فيه عقب الهزيمة على ملعب آيسلندا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومنذ الحصول على المركز الثالث في كأس العالم العام الماضي في البرازيل تحت قيادة المدرب لويس فان غال تراجعت نتائج هولندا بشدة. ووقع هيدينك عقدا لمدة عامين من أجل قيادة هولندا حتى نهائيات بطولة أوروبا العام المقبل، لكن الفريق خسر مرتين في أول ثلاث مباريات بالتصفيات تحت قيادة المدرب المخضرم. وتنفس هيدينك الصعداء بعد فوز هولندا 6/صفر في ملعبها على لاتفيا خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن التعادل مع تركيا سيفرض المزيد من الضغوط عليه. وما زال هيدينك يؤكد على أن فريقه سيتأهل للنهائيات، وقال عقب اللقاء «بالطبع سننجح حتى ولو لم نضمن هذا حتى الآن.. أردنا الفوز على تركيا، لكننا في النهاية نخوض تصفيات وستكون لكل نقطة فيها أهميتها القصوى». وقال هيدينك «كان الأمر صعبا أمام فريق مثل تركيا، لعبوا بطريقة دفاعية تامة لكنهم ليسوا بالفريق السيئ.. وضعهم في الترتيب لا يعكس كفاءتهم». وأضاف «قدمنا كل ما لدينا لكن هذا لم يكن كافيا». وفي المجموعة الأولى أيضا، نجح فاكلاف بيلار لاعب منتخب التشيك في تسجيل هدف التعادل والإنقاذ (1/1) لمنتخب بلاده في الوقت القاتل أمام ضيفه منتخب لاتفيا. وقال بيلار «كان هذا أحد أهم الأهداف التي سجلتها في حياتي.. كنا مهددين بفقدان مركزنا في حالة الخسارة.. لذلك كان أمرا حاسما أن أحرز هدف التعادل قبل النهاية مباشرة». واحتفظ منتخب التشيك بهذا التعادل بصدارة المجموعة بعدما رفع رصيده إلى 13 نقطة، متفوقا بفارق نقطة واحدة على منتخب آيسلندا صاحب المركز الثاني. وفي المجموعة الثانية، أحرز مروان فيلايني هدفين ليقود بلجيكا لاكتساح قبرص 5/صفر وتقليص الفارق إلى ثلاث نقاط مع ويلز المتصدرة بانتصارها الكبير على إسرائيل 3/صفر. وبعد فوز واحد والتعادل مرتين في أول ثلاث مباريات لها في التصفيات، أصبحت بلجيكا التي تحتل المركز الرابع في التصنيف العالمي تعاني من الضغوط. وقال مارك فيلموتس مدرب بلجيكا «أمتع اللاعبون أنفسهم، وكنا نعلم ما نفعله. نعم.. أشعر بالرضا». وتقدمت بلجيكا التي وصلت لدور الثمانية في كأس العالم العام الماضي 2/صفر نهاية الشوط الأول عبر فيلايني لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي وكريستيان بنتيكي. وفي الشوط الثاني أضاف فيلايني هدفه الثاني والثالث لبلاده بتسديده بعيدة المدى في الدقيقة 66، ثم أضاف هازارد الهدف الرابع بعد دقيقة واحدة بتسديدة رائعة. وفي أول ظهور دولي له أكمل ميتشي باتشواي خماسية بلجيكا قبل عشر دقائق على النهاية. وعقب اللقاء قال خارالامبوس خريستودلوس مدرب قبرص «خسرنا أمام الفريق الأفضل. منتخب بلجيكا ضمن الأفضل في العالم. يجب علينا نسيان هذه المباراة. كنا نعلم منذ البداية أنه من الصعب الخروج بشيء خارج ملعبنا». وستلعب بلجيكا غدا أمام إسرائيل التي فقدت صدارة المجموعة بعد هزيمتها صفر/3 أمام ويلز. وعقب اللقاء، أبدى غاريث بيل وآرون رامزي نجما منتخب ويلز سعادتهما بالفوز الذي وضعهم في الصدارة. وسجل بيل هدفين من أهداف منتخب ويلز الثلاثة، فيما تكفل رامزي بتسجيل الهدف الثالث. وقال بيل عقب المباراة «كانت مباراة قمة المجموعة، لذلك أن تفوز بها وتتصدر فهو أمر رائع.. الشوط الأول كان صعبا للغاية. ركضنا كثيرا، لكننا أظهرنا في الشوط الثاني أننا فريق جيد.. وضعنا أنفسنا في مكان جيد لكن هناك الكثير من العمل ينتظرنا.. وكل ما يمكننا أن نفعله هو مواصلة القتال والعمل الشاق للوصول إلى نهائيات أمم أوروبا». ومن جانبه قال رامزي «نحن في المكان الذي نريده.. كانت بدايتنا في التصفيات قوية، ونأمل في أن نكمل المسيرة بنفس النهج.. لدينا مباراة صعبة أمام بلجيكا، لكننا نتطلع لمواجهتهم في يونيو (حزيران) المقبل». ورفع منتخب ويلز رصيده بهذا الفوز إلى 11 نقطة من خمس مباريات، ليتربع على صدارة المجموعة، متفوقا بفارق نقطتين عن نظيره الإسرائيلي صاحب المركز الثاني، فيما تملك بلجيكا ثماني نقاط.
مشاركة :