باريس – قال باحثون الخميس إن الرجال الذين تعرّضت أمهاتهم للإجهاد أو لأحداث مرهقة مثل الطلاق أو فقدان الوظيفة في المراحل الأولى من الحمل هم أكثر عرضة لأن تكون حيواناتهم المنوية أقل عددا وجودة من الآخرين. وأوضح هؤلاء في الدراسة التي نشرت في مجلة "هيومن ريبرودكشن" أن عدد الحيوانات المنوية لدى شبان أستراليين يبلغون 20 عاما ولدوا لنساء تعرضن على الأقل لثلاثة أحداث مرهقة خلال الأسابيع الـ18 الأولى من الحمل، كان أقل بنسبة الثلث وأقل حركة بنسبة 12% مقارنة برجال آخرين في سنهم. كما كانت مستويات هرمون التيستوستيرون الذكوري أقل بحوالى 10 % لكن هذا الرابط بين الإجهاد والخصوبة زال عندما وقعت أحداث مؤلمة، وفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين والمشكلات الزوجية والأزمات المالية الشديدة، خلال الثلث الأخير من الحمل. وقد أوضحت تجارب على الفئران أن الفترة المبكرة من الحمل، ما بين ثمانية إلى 14 أسبوعا لدى البشر، مهمة جدا لنمو القدرات الإنجابية لدى الذكور. وهناك عوامل أخرى تصاحب الإجهاد مثل تعاطي المخدرات والتدخين تؤدي دورا مساويا أو أكثر أهمية في تحديد نوعية الحيوانات المنوية. لكن هذه التجارب التي أجريت على قوارض تعزز نظرية أن الإجهاد يؤدي إلى انخفاض إنتاج هرمون التيستوستيرون في الخصيتين لدى البشر، كما قال ريتشارد شارب الأستاذ في مركز الصحة الإنجابية في جامعة إدنبره الذي لم يشارك في هذه الدراسة. ولاستبيان تأثير إجهاد الأم على الجنين، بحث الفريق في بيانات مستمدة من دراسة أجريت في غرب أستراليا شاركت فيها 3 آلاف امرأة في الأسبوع الثامن عشر من الحمل بين العامين 1989 و1991. وجرت متابعة 1454 صبيا ولدوا من هذه المجموعة من جانب الباحثين خلال عقدين. وعند بلوغهم سن العشرين، خضع 643 لفحص بالموجات فوق الصوتية للخصية، وقدموا عينات من السائل المنوي والدم للتحليل. وهناك أدلة متزايدة على أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال من أصل أوروبي قد انخفض عموما على مدى السنوات الأربعين الماضية. فقد وجدت دراسة نشرت في العام 2017 وشملت 43 ألف رجل أن عدد الحيوانات المنوية قد انخفض 50% خلال تلك الفترة، لكنه لا يزال ضمن المعدل "الطبيعي" الذي وضعته منظمة الصحة العالمية. وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك انخفاض كبير في أميركا وآسيا وإفريقيا.
مشاركة :