وقال معاليه : أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ؛ إن تقرير الأمانة العامة، المرفوع إليكم، يتضمن حصيلة عمل المنظمة وتحركاتها لمعالجة مختلف القضايا والمسائل المرتبطة بالعمل الإسلامي المشترك، وكذلك تطورات الأوضاع في بلداننا الأعضاء على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية. وأضاف : وأجدد، من هذا المنبر، التعبير عن اهتمامنا البالغ ومتابعتنا المستمرة لكل القضايا والمستجدات الحاصلة في عدد من الدول الأعضاء، والانتهاكات المتواصلة في جامو وكشمير، والوضع في إقليم ناغورنو كاراباخ، ومعاناة جماعات الروهينجيا التي حُرمت من حقوقها الأساسية، وفي مقدمتها حق الحياة، علاوة على بقية التطورات الجارية في عدد من دول المنطقة وأوضاع المجتمعات المسلمة في العالم، وأجدد التأكيد على ثبات مواقف المنظمة بخصوص هذه القضايا طبقا للمبادئ العامة للميثاق، وعلى ضوء القرارات المعتمدة من قبل القمم الإسلامية، ومجالس وزراء الخارجية، والقرارات الأممية ذات الصلة، مع الإشادة بكل دعم إنساني وإنمائي سخي قدمته بعض دولنا الأعضاء عبر مراكزها وصناديقها المتخصصة لدولنا المحتاجة. وتابع معاليه يقول : وتسعى المنظمة من خلال التشاور مع الحكومة العراقية لتنظيم مؤتمر إعادة الإعمار في العراق، كما تشيد المنظمة باستئناف جلسات مجلس النواب اليمني كخطوة في طريق استعادة وتعزيز مؤسسات الدولة اليمنية، في إطار جهود دعم الشرعية وفق القرارات الخليجية والأممية الصادرة بهذا الشأن، وجهود قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وجهودها الإنسانية السخية في اليمن. وأكد معاليه أن منظمة التعاون الإسلامي تجدد العزم على مواصلة تطوير العلاقات والمشاورات مع الهيئات الدولية والإقليمية، خاصة مع منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية في آسيا وكذلك الاتحاد الأوربي، لما يخدم المصالح المشتركة، ويحقق السلام العالمي. وقال الدكتور العثيمين : إن ما يشهده عالمنا الإسلامي وبكل أسف من حروب ونزاعات وانقسامات لا يجب في أي حال من الأحوال أن يعطل مسيرة التنمية والتطور الاقتصادي في الدول التي تشهد استقرارا وتطلعا إلى ضمان الرفاه والتنمية لشعوبها، وتعمل المنظمة من جهتها وحسب التوجهات التي تم إقرارها في القمم والاجتماعات الوزارية السابقة إلى توفير الأطر المناسبة للدول الأعضاء لتعزيز علاقاتها الاقتصادية، وتطوير التجارة البيْنية، وإصلاح هيكلة اقتصاداتها. وأشاد معاليه بالدور الذي يضطلع به البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي اللذان لهما برامج ثرية وعملية تعود بالنفع على الشعوب الإسلامية وحققا، بفضل الله، نتائجَ ومشاريعَ ملموسةً في عدة مجالات تستحق الإشادة والتقدير. كما أثنى معاليه على المشاركات الثرية للدول الأعضاء في مهرجان المنظمة المنعقد في دورتيه الأولى والثانية، معرباً عن شكره للدولتين المستضيفتين للمهرجان: جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيداً بالاهتمام منقطع النظير الذي حظي به هذا الحدث الأول من نوعه الذي مثّل مناسبةً للتأكيد على أن الحضارة الإسلامية، الضاربة بجذورها عمق التاريخ، هي حضارة متكاملة، ذات قيم خالدة، أنارت على مر الزمان العالم بالعلوم والآداب والفنون، والاحتفاء بها لا يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الصافي النقي المعتدل. وأعرب معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن ارتياحه لما تقوم به الدول الأعضاء من جهود مقدرة لتعزيز دور المرأة وتوسيع مجالات مشاركتها في جميع الميادين ، مشيراً إلى أهمية استكمال إجراءات المصادقة على النظام الأساسي لمنظمة تنمية المرأة، حتى يدخل حيز التنفيذ، ويمكن منظمة تنمية المرأة من مباشرة نشاطها. وقال الدكتور العثيمين : نجتمع اليوم وشعوب العالم الإسلامي تعلق آمالا عريضة على توصل قمتنا لنتائج تعزز من مسيرة العمل الإسلامي لمواجهة تحديات المرحلة، وأذكّر بأهمية تنفيذ الخطة العشرية 2025 التي تم اعتمادها في الدورة السابقة لمؤتمر القمة التي نعمل مع كل الأطراف المعنية على تنفيذها. وأضاف : لقد كانت منظمتكم ولازالت منذ إنشائها الإطار الجامع لعملنا الإسلامي المشترك، ولبلورة مواقفنا، وتأكيد مكانتنا بين الأمم ، واليوم، ونحن نحيي الذكرى الخمسين لتأسيسها، والاحتفال الذي سينطلق، بمشيئة الله، من دولة مقرها المملكة العربية السعودية، نجدد حرصنا، بدعمكم جميعا، على مواصلة هذه المسيرة لتطوير آليات العمل الإسلامي المشترك، وإضفاء فاعلية أكبر على أداءه، من خلال إطلاق وتنفيذ مسار الإصلاح الشامل لأجهزة المنظمة وآليات عملها. وتابع يقول : نحن على ثقة تامة أن المملكة العربية السعودية، التي عَهِد منها الجميع دورا رياديّا ومركزيّا في إعلاء مكانة الإسلام والمسلمين، ونصرة الحق، وتغليب الحوار، وتركيز سنّة التضامن الإسلامي، ستواصل دورها، بإذن الله، خلال رئاستها لهذه الدورة، بكل عزمٍ واقتدارٍ، لمواجهة التحديات الراهنة، بحكم ريادتها الروحيّة للعالم الإسلامي، ومكانتها السياسية والاقتصادية المتميزة في العالم. وفي ختام كلمته قال الدكتور العثيمين : نحن على هذه الأرض الطيبة، وفي هذا الشهر الكريم، وهذه الليلة المباركة، مستشعرين فضل الزمان وشرف المكان، كلي ثقة، بمشيئة الله، في قدرتكم أنتم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو على تحقيق تطلعات شعوبنا، وآمال مجتمعاتنا، والحفاظ على مصالح بلداننا، لتبقى سالمةً آمنةً مزدهرةً ومستقرة . . اللهم اجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين.. كشف الله الغمّة عن الأمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. // يتبع // 01:50ت م 0166 www.spa.gov.sa/1930360
مشاركة :