لست أدعي المثالية حين أتحدث عن أهمية الحفاظ على البيئة، ولكني وكأي مواطن محب لهذا الوطن، مررت بالكثير من البرامج التوعوية الخاصة بأهمية الحفاظ على البيئة، ولكن لم أكن لأتصور يوماً، وبعد مسيرة أكثر من ثلاثين عاماً من العمل في مجال تقنية المعلومات، أن أعمل يوماً في صناعة حماية البيئة. حيث حظيت بفرصة الالتحاق بإحدى الشركات الرائدة في مجال حماية البيئة مسؤولاً عن تطوير التقنيات البيئية للتخلص الآمن من النفايات الضارة بالبيئة وخفض آثارها السلبية مع فريق مميز من المتخصصين من خلال إعادة التدوير، أو إزالة المركبات السامة أو المعدية التي تحملها تلك النفاية وتحويلها إلى مواد آمنة، ومن ثم دفنها في مرادم صناعية متخصصة. وصدقوني ليس هذا بالأمر السهل، حيث يعتبر التخلص من أي نفاية تحدياً حقيقياً للمهارات المتخصصة في هذا المجال، وبالرغم من قصر التجربة، إلا أنها حققت لي ما لم تحققه سنوات من النشرات والبرامج التوعوية التقليدية في تحسين سلوكياتي اتجاه البيئة، وإكسابي إحساساً حقيقياً وفهماً عميقاً بأهمية الحفاظ على البيئة حتى أصبحت أتفطر ألماً وأستشيط غيظاً عند رؤيتي سلوكاً يضر بالبيئة. لقد وضعت رؤية المملكة 2030 الحفاظ على البيئة في مقدمة أولوياتها بتأسيس هيئات متخصصة لتقنين المعايير القياسية والتشريعات التنظيمية والرقابية بما يضمن حمايتها من الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية أو العبث بالبيئة والحياة الفطرية أو الموروث الإنساني للحضارات السابقة. ولكن حماية البيئة هي مسؤولية كل فرد من أفراد المجتمع، لذلك أناشد المسؤولين على هذا القطاع بالتخلي عن النمط التقليدي للتوعية البيئية وتطوير برامج توعية جذابة ترفع من مستوى الإحساس بالمسؤولية المجتمعية لدى المواطنين والمقيمين لتحقيق تضافر الجهود على المستويات كافة من أجل بيئة نظيفة لنا وللأجيال القادمة.
مشاركة :