«المهارات المتقدمة» طريق الإمارات نحو صناعة المستقبل

  • 6/1/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مواردها البشرية بوصفها الثروة الأساسية في مجالات التطوير والتنمية المنشودَين، وبأن هذه الموارد تستحق الاهتمام الكبير من خلال رفدها بكل ما يلزم من معارف وعلوم ومهارات، وذلك باعتماد استراتيجيات مستدامة، تحفّز لديها ثقافة وممارسات الابتكار والريادة والإبداع التي تلزم في الحياة العلمية والعملية، وتحقق في المقابل مردوداً على الدولة ومؤسساتها، يكون في صالح الأفراد والمجتمعات، وهو ما تجلى بإطلاق وزارة التربية والتعليم «استراتيجية المهارات المتقدمة» في شهر نوفمبر من العام الماضي، خلال أعمال الدورة الثانية للاجتماعات السنوية للحكومة. ونظراً إلى أهمية أهداف هذه الاستراتيجية الخاصة بتنمية وتطوير رأس المال البشري، وتوجيه الكادر الوطني نحو المهارات المستقبلية، ليتمكن من التكيّف مع المتغيرات المتوقعة في سوق العمل، وتحويل التحديات إلى فرص، وتجهيز جيل المستقبل الذي يتمتع بأعلى المستويات العلمية والاحترافية، من خلال ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة، وبما يحقق مستهدفات مئوية الإمارات 2071، فقد اعتمد مجلس الوزراء مؤخراً، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة»، بهدف جعل دولة الإمارات رائدة عالمية في مجال الفكر وتطوير المهارات المتقدمة، والسعي نحو تطوير منظومة متكاملة، توظف المهارات المستقبلية في المجالات الحيوية التي تركز الدولة على تعزيزها. وبمناسبة اعتماد هذه الاستراتيجية، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «تتسارع الإنجازات في وطننا، وكلما أنجزنا أكثر اكتشفنا حاجتنا إلى التعلم بشكل أكبر وصولاً إلى مستقبل أفضل»، وإن «أحلامنا عظيمة لا تعرف المستحيل، وقوتنا في مجتمع إماراتي يؤمن بالتعلم مدى الحياة»، مضيفاً سموه: «نريد للمواطن الإماراتي أن يكون الأكثر استعداداً للمتغيرات، مسلحاً بمهارات متقدمة ونوعية ونمط حياة جديد يحافظ على تفوق الدولة في مختلف المجالات»، الأمر الذي يشير إلى الرؤية العميقة التي تمتلكها القيادة الرشيدة في صناعة مستقبل يواكب التغيرات من خلال تزويد الفئات المستهدفة بالمهارات الأساسية والتخصصية، وتطوير كفاءاتهما وسماتهما الشخصية، مدى الحياة. وبعد اعتماد «استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة» بأيام، وبتوجيهات وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تم إطلاق الحملة الوطنية «مهارتي 12 في 12»، كإحدى المبادرات الداعمة للاستراتيجية وأول خطوات تطبيقها، حيث تركز الحملة على 12 مهارة مختلفة تواكب متغيرات المستقبل، وتضمن تحقيق التنمية في مختلف القطاعات الحيوية، حيث تتضمن المهارات ثلاث فئات رئيسية، هي: المهارات الأساسية، والكفاءات، والسمات الشخصية، إضافة إلى فئة رابعة تشمل المهارات التخصصية والمعنية، مثل مهارات الطباعة الثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا الزراعة، وتصميم وبرمجة السيارات ذاتية القيادة، والهندسة الإنشائية، وغيرها من المهارات التخصصية، حيث سيتم البدء بمهارة «تطوير الذات»، من خلال توعية أفراد المجتمع على اختلافهم بأهمية تطوير الذات لمواكبة المتغيرات كافة. لقد ضمّت «استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة» أربعة محاور رئيسية، الأول يتعلق بتعريف المهارات المتقدمة، بينما يضم المحور الثاني آليات وأدوات قياس المهارات المتقدمة، ويتناول المحور الثالث تحديد الفئات المستهدفة، وهم طلبة المدارس والجامعات وحديثو التخرج والموظفون ذوو الخبرة في مجال عملهم، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، ويهدف المحور الرابع إلى وضع سياسات وآليات لتمكين الفئات المستهدفة من اكتساب المهارات، عبر وضع حوافز لأصحاب العمل للإسهام في تنمية المهارات، وبناء شراكات وثيقة بين البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة والجهات ذات العلاقة، وتطوير وإعداد وإدارة محتوى البرامج التعليمية والتدريبية، وتنفيذ برامج تأهيلية متخصصة، وإتاحة الفرص للجميع لاكتساب المهارات المتقدمة في رحلة التعلم مدى الحياة. إن دولة الإمارات تواصل مواكبة التطورات كافة اللازمة لتطوير المهارات والمعارف، مشددة على أهمية ترسيخ بيئة عمل مبتكرة، وممكنة لأصحاب العقول والمواهب، وفق رؤية استباقية تحدد المهارات اللازمة لإثراء بيئة العمل، وتعزيز الكفاءة المهنية للعاملين من مواطنين ومقيمين، وتوجيههم نحو امتلاك مهارات تمكّنهم من التكيّف مع المتغيرات التقنية والعلمية، ليكونوا قادرين على رفد مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة بكل محفزات النجاح.

مشاركة :