تتصاعد وتيرة عرض الحالات الإنسانية في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت في دورة الزمن الراهنة، جل ما يعرض مؤثر لا شك، ليس هذا فحسب، بل أحيانا يصل التأثير مداه ويتمدد، بصراحة حالات تدمي القلوب، هذه سنة الحياة ومن الطبيعي أن يتفاعل الناس ويناشدوا بنبرة عالية في الوقت نفسه الحكومة بالدخول على الخط مرة تلو مرة، اللوم هنا مرفوع لاعتبارات كثيرة على رأسها في تقديري أن الناس تعودوا على لطف الدولة وسرعة تجاوب القيادة لقضاء حوائج المجتمع وتخفيف الأعباء عن أفراده كلما حلت نائبة، يتابعون أيضا توجيهات القيادة ويدركون جدية الدولة وحرصها على خدمة المواطنين ورعايتهم، وفوق ذلك يعلمون جيدا أن الوزارات الخدمية تحظى بسخاء العطاء وتجديده، لا أقول إن الحكومة مقصرة، في وقت أتساءل فيه لماذا يتجاوز كل صاحب حاجة الحكومة ويلجأ للقيادة، هل هي أزمة ثقة أم استراتيجية هروب من الروتين أم ماذا؟ أترك السؤال مفتوحا. وخلاصة القول إن الدولة لم تقصر ولن تقصر أبدا، وبصدق تحقق الكثير الكثير في المجال الخدمي والإنساني، المساحة لا تتسع لذكر المنجزات والتنويه عنها، والأهم بداية أن يتفاعل المجتمع من الداخل عبر قناة التكافل الاجتماعي في كل مجتمع حوله حالات إنسانية تستدعي التكافل، والالتفات للداخل واجب مقدم، أقصد أن يصارح المجتمع نفسه ويخاطب نفسه ويشرع على وجه السرعة في معالجة القضايا الإنسانية التي يتعرض لها بعضه ولو من باب التلطيف والتخفيف بمد يد العون حسب المقدرة، حتى تأخذ الرعاية الرسمية مكانها. تلمس أحوال الأقربين واجب تكتمل محاسنه بالوقوف العاجل إلى جانب كل محتاج وكل أسرة توسعت احتياجاتها وقلت حيلتها. من الحقيقة أن التعاضد الأسري قد يحتوي الحالة، ويبقى المجتمع غطاء لتسديد النقص، هذا هو المعنى غير المنقوص للتكافل وتصويب مساره، ويبقى تحديد ميسوري الحال لموقفهم والتعبير عن هويتهم بعيدا عن المناطق الرمادية على رأس الأهمية ومن الضرورة بمكان، الناس قريبهم والبعيد يعلقون عليهم الآمال، وقد رصدوا لبعضهم مواقف خيرية مباركة عالية المستوى هنا وهناك. ختاما للمجتمع أقول: اجعلوها في الأقربين صدقة وصلة دون تشهير أو منة، والله يلطف بكل محتاج ويمن بالشفاء على كل مريض ويفرج كربة كل مديون. وللوزارات المعنية أقول: سيظل ملف عرض الحالات الإنسانية رقم 1 على قائمة المعروض في الإعلام الاجتماعي وإلى أجل غير مسمى، وفي هذا ما فيه وعليه ما عليه. وبكم جميعا يتجدد اللقاء.
مشاركة :