فرضية إصابة مساعد طيار رحلة الألب بـ «مرض نفسي» تتعزز

  • 3/30/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عثرت الشرطة الألمانية على «عدد كبير من الأدوية» لعلاج اضطرابات نفسية في منزل أندرياس لوبيتس، مساعد الطيار الذي يرجح أنه أسقط عمدا طائرة «إيرباص» التابعة لشركة «جيرمان وينغز» الألمانية. وخلال مداهمة شقة الشاب في مدينة دوسلدورف الواقعة غرب ألمانيا، عثر المحققون على «عدد كبير من أدوية معالجة أمراض نفسية»، حسبما أفادت به صحيفة «بيلت أم زونتاغ» الألمانية في عددها المقرر صدوره اليوم (الأحد). ولم يجرِ تأكيد أو نفي هذه المعلومات من قبل محققين على الفور. وذكرت الصحيفة أيضا أن «العديد من أطباء الأعصاب والأطباء النفسيين كانوا يتابعون الشاب، وذلك نقلا عن (محقق رفيع المستوى)». وبحسب الوثائق الشخصية التي حصل عليها المحققون فمن المحتمل أنه كان يعاني من إرهاق شديد واكتئاب خطير. وفي المقابل لم يعثر المحققون على أي دليل يشير إلى أن الشاب (27 عاما) كان يتعاطى المخدرات أو الكحول. وبحسب المعلومات التي كشفت من الصندوق الأسود الأول الذي عثر عليه في موقع تحطم الطائرة فإن لوبيتس كان وحده في قمرة القيادة عند وقوع الكارثة، مستغلا فرصة ذهاب قائد الطائرة إلى المرحاض لكي يغلق الباب. ويشتبه في أنه أسقط عمدا الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين برشلونة ودوسلدورف، في منطقة الألب الفرنسية، مما أدى إلى مصرع الركاب الـ149 الآخرين. من جهة أخرى، تستجوب الشرطة حاليا أصدقاءه وزملاءه ومن كان يعرفه، كما كتبت الصحيفة الألمانية. وكان القضاء الألماني كشف، أول من أمس، أن لوبيتس كان لديه تقرير من طبيب يطلب منه التوقف عن العمل في يوم الرحلة، عثر عليه في منزله في دوسلدورف. وقالت النيابة العامة في دوسلدورف إن المحققين عثروا في منزله على استمارات «لإجازات مرضية مفصلة وممزقة»، بما في ذلك في «يوم الحادث»، لكن دون تحديد طبيعة «المرض». كذلك، قالت صديقة سابقة لمساعد الطيار في مقابلة نشرت أمس إنه قال لها يوما إن «كل العالم سيعرف اسمه يوما ما». وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية، قالت مضيفة الطيران ماريا في (26 عاما) إنها عندما سمعت بحادث تحطم الطائرة، «تذكرت» جملة قالها أندرياس لوبيتس، وهي: «يوما ما سأفعل شيئا سيغير كل النظام، وكل العالم سيعرف اسمي وسيتذكره». وأكدت الشابة أنها «مصدومة جدا». وقد سافرت معه في إطار عملهما العام الماضي 5 مرات في رحلات في أوروبا، لكن العلاقة بينهما لم تدم على ما يبدو سوى فترة عملهما معا. وأكدت أنه «إذا كان قد فعل ذلك، فلأنه أدرك أنه بسبب مشاكله الصحية، كان حلمه بوظيفة في (لوفتهانزا) كقبطان أو كطيار للرحلات الطويلة مستحيل عمليا». وأوضحت الشابة أنها انفصلت عن لوبيتس «لأنه كان يتضح أكثر فأكثر أنه يعاني من مشكلة. خلال حواراتنا، كان ينهار ويبدأ الصراخ، وخلال الليل كان يستفيق وهو يصرخ: نحن نسقط». وتابعت: «تحدثنا كثيرا عن العمل، وعندها يصبح شخصا آخر، كان يفقد هدوءه بشأن ظروف العمل»، ويتحدث: «إما عن الأجر غير الكافي، أو الخوف على العقد (العمل)، أو الضغوط الكبيرة». وأشارت «ماريا في» إلى أنه «كان قادرا على إخفاء ما يحدث في داخله عن الآخرين»، موضحة أنه «لم يكن يتحدث كثيرا عن مرضه، بل يكتفي بالإشارة إلى أنه يخضع لعلاج نفسي بسبب ذلك». ووصفته الشابة لوبيتس بأنه شاب «لطيف ومنفتح»، خلال الرحلات و«دمث» في الجلسات الخاصة، مؤكدة أنه «شخص يحتاج إلى حب وحنان». من جانبه، قال محقق فرنسي في دوسولدورف إن شخصية مساعد الطيار المصاب باضطرابات نفسية محتملة تعد «فرضية جدية» لتفسير كارثة تحطم الطائرة لكنها «ليست الوحيدة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن الجنرال جان بيار ميشال مساعد مدير الشرطة القضائية في القيادة العامة للدرك الوطني: «لدينا مجموعة عناصر تسمح لنا بطرح هذه الفرضية التي تعد فرضية جدية لكن لا يمكن أن تكون الوحيدة»، دون أن يستبعد فرضية «الخطأ غير المتعمد أو الخلل التقني». وأضاف أنه حتى هذه المرحلة من التحقيق «لم يتم العثور على عناصر محددة»، في حياة مساعد الطيار كانتهاء علاقة عاطفية أو مشكلة مهنية قد تبرر عملا متعمدا لتدمير الطائرة. وقال المحقق: «سنحاول أن نفهم ما دفعه في حياته إلى ارتكاب هذا العمل»، مضيفا أن «البيئة المحيطة بأندرياس لوبيتز ستكون في غاية الأهمية لأنها تسمح لنا بفهم أكثر أي نوع من الرجال كان». والجنرال ميشال عضو في فريق من 3 محققين فرنسيين توجهوا إلى دوسولدورف للتعاون مع السلطات الألمانية. وأوضح أن المهمة تكمن في الربط بين «الملاحظات التقنية» والتحاليل في فرنسا والعناصر المتعلقة بحياة لوبيتز الشخصية التي جمعت في ألمانيا خلال جلسات استماع وعمليات تفتيش. وقال: إن «العمل الذي يجريه حاليا زملاؤنا الألمان يركز على محاولة فهم ما حصل. على احتمال وقوع عمل متعمد أو وجود استعداد ربما لارتكاب مثل هذه الأعمال». وشدد أيضا على أهمية العثور على الصندوق الأسود الثاني في موقع تحطم الطائرة. وأوضح أن «أهمية الصندوق الأسود الثاني هي لإدراك ما حصل في الدقائق الأخيرة في قمرة القيادة، محاولة فهم بالتأكيد إذا ما كان هناك عمل متعمد أو خطأ غير متعمد أو خلل تقني». وأكد: «لا نستبعد العمل على فرضيات أخرى».

مشاركة :