أكتب هذا المقال لأنعى حظنا هذه الأيام في احتكارنا للمراكز «التَلَشْ»، أي الأخير على أكثر من صعيد، وقد كتبت كمثال لذلك مؤخراً ما حصل عليه طيراننا المدني العتيد، وخطوطنا الجوية الكويتية التي بلغت من العمر 65 عاماً، من مراكز متأخرة عالمياً وإقليمياً.. وآخر تَلَشْ حصلنا عليه يوم الأربعاء الماضي، في مؤشر التنافسية لعام 2019، الذي خلا تماماً من اسم بلدنا الحبيب الكويت، وإطلاقي لمركز «التَلَشْ» على بلدنا في ذلك المؤشر ما هو إلا مجاملة لمسؤولينا الكرام، المسؤولين عن ذلك المستوى المتدهور لبلد كان في مقدمة البلدان على الأقل إقليمياً! فالكويت كما يقول تقرير نشرته الصحف المحلية الأربعاء الماضي «غابت» عن قائمة الدول للتنافسية العالمية لعام 2019، والصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، ويقيس المركز المذكور من مقره في مدينة لوزان بسويسرا بتقاريره السنوية، تنافسية الدول عبر أربعة محاور رئيسية وهي: الادارة الاقتصادية، الكفاءة الحكومية، وفعالية بيئة الأعمال، والبنية التحتية.. وتندرج ضمن المحاور الأربعة 346 مؤشرا فرعيا، تشمل مختلف الجوانب والعوامل التي تؤثر في تلك المحاور.. أشقاؤنا في الإمارات احتلوا المرتبة الأولى عربياً، فيما قفز ترتيبها مركزين إلى المركز الخامس بين الاقتصادات الأكثر تنافسية في العالم، بعد أن كان في المركز السابع عام 2018.. وجاءت الشقيقة قطر ضمن المراكز العشرة الأولى، حيث احتلت المرتبة العاشرة عالمياً والثانية عربياً.. في حين حلت المملكة العربية السعودية الشقيقة في المرتبة الثالثة عربياً والـ 26 عالمياً، متقدمة 13 مرتبة عن العام الماضي 2018.. وحل الأردن في المرتبة الرابعة عربياً و57 عالمياً.. *** ونحن نهنئ من القلب أشقاءنا في الإمارات وقطر والسعودية على ذلك الإنجاز الرفيع، ولكن يحق لنا أن نحزن لما آلت اليه أحوالنا إزاء ذلك التدهور المستمر في مراكزنا.. في البيئة الاقتصادية وبيئة الأعمال والبنية التحتية، بحيث لم تسبقنا الدول الخارجية الأجنبية التي كنا ننظر اليها بإعجاب شديد فحسب، بل دول شقيقة نامية كنا نسبقها في هذه المجالات وغيرها، ألا يشعر مسؤولونا الحكوميون والتشريعيون، أي بعض أعضاء مجلس أمتنا لا فرق، بالغيرة أو الخجل مثلا؟! وبالإضافة الى الاداء الحكومي المتردد والخجول، فقد ابتلانا الله ببعض أعضاء مجلس أمة، من المستجدين على بيئتنا الوطنية والتجارية المتوثبة التي كانت تتبوأها الكويت وأهلها قبل الحقبة النفطية، التي أصبحت نعمة ونقمة في نفس الوقت.. فهؤلاء الأعضاء تفننوا في وضع العصي في دواليب بيئة الأعمال في الكويت على أكثر من صعيد.. وهذه هي النتيجة، تربعنا على المراكز الأخيرة أو التَلَشْ في المجالات التي كنا نسبق فيها عشرات الدول بمراحل، فإلى متى سنظل قابعين في المراكز التَلَشْ؟! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com
مشاركة :