القصة المروية في مقالي ربما سيقام من أجلها مأتما للإنسانية ، وستزرف دموعا حقيقية عندما أخبرك بتوقف نبضات قلب الرحمة وحقوق الإنسان، حيث سأرسم لك بورتريها يحوي مناحة تلطم الخدود علي تعاسة طالبة من جامعة المنصورة.ربما لا أكون مبالغا عندما أصف ما حدث بأنه لا يقل همجية وقسوة عما يحدث في جوانتانامو، فعوامل مشتركة تجمع [بين] هذا المعتقل سيئ السمعة و[بين] لجنة إمتحانات بجامعة المنصورة، قرر مشرفها منع طالبة توسلت إليه لدخول الحمام حتي تبولت لا إراديا علي نفسها .حيث إستمد ذئب في صورة عضو هيئة تدريس سلطاته من التمتع بإيذاء وإيلام خلق الله.فبعد مرور 10 دقائق فقط من بدء إمتحان "النصوص اليونانية" ومدته ثلاثة ساعات، شعرت الطالبة "ماجدة" بالفرقة الثالثة بقسم اليوناني واللاتيني بكلية الأداب، بمغص في بطنها،حيث تعاني من آلام متلازمة معها عقب ولادتها القيصرية الأخيرة، تجعلها ترغب بإستمرار في دخول الحمام.فطلبت من مراقبة اللجنة الذهاب للحمام، إلا أن [السيد] رئيس اللجنة ويدعي "شادي.ا" والذي يتحكم في [عبيد] اللجان من الطلاب رفض بشدة.،قائلا بجهامة لها: "غير مسموح لأنك لو دخلتي كله هيطلب زيك وهتبقى سوق".. وتركها ومشي!ومرت ساعة وكررت طلبها من المراقبة بالذهاب للحمام،لأنها تشعر بتعب شديد، مؤكدة أنها لا تريد الغش، وإذا أرادوا تفتيشها فليفعلوا مقابل السماح لها بالذهاب للحمام [لكنه] للمرة الثانية يتخذ قرار بعدم الإنتماء إلي الإنسانية وكأنه منتمي بالفطرة إلي عالم القسوة والجبروت والبأس والغلظة ، فرفض !وهنا توقفت لوحة الساعة الرقمية التي تزين يد الطالبة، ومر الوقت بطيئا عليها، وهي تتلوى داخل اللجنة، حتى قبل إنتهاء وقت الإمتحان بساعة كاملة " تبولت لا إراديا"فإنتابتها رعشة داخلية خوفا من أن يشعر أحد بما حدث ، وظلت تترقب أعين الجلوس بجوارها لمدة ساعة كاملة ، حتي شعرت بأن أثار ما حدث لها بدء يظهر علي وشوش الزملاء والزميلات والمراقبة داخل اللجنة.وكالسلحفاه تحركت المراقبة نحوها منتكسة الرأس وقالت لها: "متدعيش عليا أنا قولتله وهو رفض مش عارفه أعملك إيه"إنهارت ماجدة بكاءا! بعد ما تأكدت أن رائحتها قد فاحت في اللجنة،لتسندها زميلاتها إلي الحمام! وظهرها منحني وساقيها مضمومتين،وقد ظهر علي "الدريس" الذي ترتديه أثار جريمة الدكتور "السّجّان" الذي أغلق باب أبسط حقوق الطالبة في قضاء حاجتها.خيوط الجريمة نسجت قصة يصعب علي أعتي محترفي الدراما كتابتها أو إخراجها، حتي أسدلت الطالبة ستائر غضبها في مشهد النهاية،لتقول بحرقة لبودي جارد الإستبداد والإستعباد والظلم داخل اللجنة "أنا عمري ما هسامحك على اللي أنت عملته فيا".. ليرد عشماوي الإنسانية "ماشي براحتك أنا معرفش ظروفك"قد يؤلمنا أن نري بشرا في صورة جماد ولكنها سنة الحياة ،لكن الذي يعزينا حسن تصرف الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة المنصورة الذي قام بإتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المدعو المدرس المساعد بقسم الإعلام ، وإحالته للتحقيق، وإستبعاده من كافة أعمال المراقبة والكنترول، لكن يبقي قرار وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار بمقابلة الطالبة"وجبر خاطرها"تصرفا يرفع من معنويات من تعرضت لأطنان من الظلم والجبروت .
مشاركة :