الشارقة:ميرفت الخطيب عبرت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عن امتنانها لحجم الدعم والمساندة الذي تتلقاه المدينة طوال أشهر السنة وليس فقط في شهر رمضان الفضيل، داعية لمساندة حملة الزكاة المستمرة حتى ال 10 من يونيو 2019، كواحدة من المصادر التي تعتمد عليها لتسديد أقساط الطلبة الذين لا تسمح الحالة المادية لأولياء أمورهم أن يسددوا بعضاً أو كامل المستحقات المترتبة عليهم. وذكرت في حديث ل «الخليج»، أن 80% من طلبة المدينة مُعفَون من الرسوم استفاد قسم كبير منهم من أموال الزكاة، وبلغ عددهم في السنوات الخمس الماضية 1833 طالباً وطالبة تم تسديد رسومهم الدراسية التي تتراوح بين 30 و40 ألف درهم سنوياً بمبلغ إجمالي قارب ال 46 مليون درهم. حول مضامين شعار الحملة «زكاتكم لتعليمنا» الذي يركز على صرف أموال الزكاة على تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة قالت مدير عام المدينة: تبنت حملة الزكاة للعام الثاني على التوالي شعار «زكاتكم لتعليمنا» عنواناً وغاية لها في تأكيد واضح لا لبس فيه على المصرف الشرعي الذي ستصرف فيه أموال الزكاة والتي ستخصص لسداد أقساط الطلبة الذين لا تسمح الحالة المادية لأولياء أمورهم أن يسددوا بعضاً أو كامل المستحقات التي تتراوح ما بين الثلاثين والأربعين ألف درهم للطالب الواحد في العام الدراسي، وتوفير أحدث التقنيات المساندة لتعليمهم بالطريقة التي تناسبهم.وأوضحت أن خدمات المدينة كانت متاحة للأشخاص من ذوي الإعاقة منذ تأسيسها وحتى وقت قريب بأقل التكاليف، واستمرت لسنوات تقدم خدماتها مجاناً، تلتها فترة طويلة قدمت فيها الخدمات برسوم رمزية إلا أن الإعفاءات كانت كثيرة، وحتى قبل سنوات قليلة وعندما فرضت رسوم على أساس من التكلفة الفعلية، بقيت الإعفاءات كثيرة وما زالت على حالها بدليل أن أكثر من 80% من المستفيدين من خدماتها مُعفَون من الرسوم الدراسية، ويتم الإعفاء بناء على دراسة حالات أولياء الطلبة المحتاجين التي ترتكز عليها لجنة الزكاة لاعتماد الحالات المستحقة شرعاً.وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من أموال الزكاة في السنوات الخمس الماضية 1833 طالباً وبلغ إجمالي الدعم المقدم لهم من أموال الزكاة وفق المصارف الشرعية الإسلامية خمسة وأربعين مليوناً وتسعمائة وتسعة وستين ألفاً وسبعمئة واثني عشر درهماً.التعليم والدمج والتوظيف وعن أهم الإنجازات التي حققتها المدينة والتي تنسجم مع شعار حملتها «زكاتكم لتعليمنا» ذكرت أن إجمالي أعداد الطلبة المستفيدين من خدمات المدينة للعام الدراسي الماضي بلغ 2132 مستفيداً «828 مواطناً و1304 من الجنسيات المقيمة في الدولة» التحق 1068 طالباً منهم بخدمة الفصول والإرشاد الأسري فيما بلغ عدد المستفيدين من خدماتها من الحالات الخارجية 1064 شخصاً من ذوي الإعاقة، يقوم على خدمتهم كادر متخصص يضم أكثر من 631 موظفاً وموظفة.ومن المناسب أيضاً الإشادة بالتجربة الناجحة لمدرسة وروضة الأمل للصم في التعليم الثانوي ودعم التعليم الجامعي للطلاب والتي شهدت حتى العام الدراسي الماضي تخرج 66 طالباً اجتازوا بنجاح امتحان الشهادة الثانوية، 23 طالباً منهم التحقوا بالجامعات، تخرج منهم 12 طالباً وطالبة والتحقوا بوظائف ثابتة تتلاءم مع مؤهلاتهم والباقي يواصلون دراستهم الآن، بالإضافة إلى اعتماد مدرسة الأمل للصم للسنة الرابعة على التوالي كمدرسة نموذجية من قبل شركة مايكروسوفت العالمية، نظراً لاتّباعها سبل التعليم الحديث وتركيزها على استخدام التكنولوجيا في تطوير العملية التعليمية. الدمج التربوي وبالنسبة للدمج فقد أسهمت المدينة خلال الفترة من 2006 إلى 2017 وبالتعاون مع المدارس الحكومية والخاصة والجامعات في دمج 461 طالباً وطالبة من مختلف الإعاقات العقلية والسمعية والبصرية والتوحد، أما وحدة الدمج التي تأسست عام 2017 فقد قامت حتى الآن بدمج 17 طالباً ذا إعاقة في 15 حضانة ومدرسة حكومية وخاصة دمجاً كلياً وستعمل خلال الفترة القادمة على دمج ما يقارب العشرين طالباً في العديد من المدارس والروضات الدامجة. وفي مجال التوظيف وإيجاد فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة تضيف الشيخة جميلة القاسمي، فقد نجحت المدينة في تأسيس مركز الإنتاج والتدريب الإعلامي الذي وفر فرص عمل ل 4 من الأشخاص ذوي الإعاقة والكفاءة، وبلغ عدد الذين وظفهم مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع للمدينة حتى العام الدراسي الحالي 331 شخصاً من ذوي الإعاقة خارج المدينة بالإضافة إلى 50 موظفاً من ذوي الإعاقة يمثلون ما نسبته 8.6% من إجمالي أعداد موظفي المدينة البالغ عددهم 631 موظفاً وبهذا يصل إجمالي عدد الأشخاص الذين تم توظيفهم 381 شخصاً من ذوي الإعاقة.وفي المجال ذاته حققت المدينة إنجازاً جديداً من خلال افتتاح مزرعة الزاهية الذكية في فرعها في خورفكان، حيث تعد هذه المزرعة المشروع الطموح الأول من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة والذي يعتبر بكل المقاييس نقلة جديدة في استخدام تقنيات جديدة في المزارع الذكية، الهدف منه هو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصادياً بالإضافة إلى تدشين المشتل الزراعي ضمن حدائق بلدية الشارقة الذي يديره ويشغله أشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية.وفي مجال الكشف المبكر عن الإعاقات فقد توسعت المدينة في تطبيق برنامج المسح والكشف المبكرين عن الإعاقات في مراكز الأمومة والطفولة والحضانات ورياض الأطفال على مستوى الإمارة، حيث شمل البرنامج منذ انطلاقته قبل أكثر من عشر سنوات 5563 طفلاً في الشارقة و1233 طفلاً في المنطقتين الوسطى والشرقية، وبالفعل تم الكشف بشكل مبكر عن حالات التأخر في النمو أو الإعاقة وإرشاد بعض الأسر إلى ضرورة تلقي الخدمات المناسبة. تقليص قوائم الانتظار وعن قوائم الانتظار وهل يستطيع جميع طالبي الخدمة ومن هم بحاجة إليها الحصول عليها؟، أكدت أنه في ظل تزايد الطلب على خدمات المدينة وتعاظم ثقة الأسر بجدواها وأهميتها، كل هذا أدى إلى وجود الكثير من الأسماء على قوائم الانتظار تحتاج المدينة معها إلى المزيد من الدعم والمساندة لزيادة قدرتها الاستيعابية والتوسع في مبانيها، خصوصاً ونحن ماضون قدماً لاستكمال مبانينا الجديدة وبكلفة إجمالية قدرها 500 مليون درهم بعد أن منحنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قطعة أرض في ضاحية البديع لإقامة المشروع بلغت مساحتها 575 ألف متر مربع، سوف تؤمن بإذن الله بعد انتهاء المرحلة الأولى منها بيئة تعليمية وتدريبية أفضل لطلابنا وخدمات متميزة وفق أعلى المعايير وبأحدث التقنيات ذات الجودة العالمية. والشكر هنا واجب لمبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والتي ساهمت ب 80 مليون درهم لإنشاء وتطوير المنشآت الأساسية للمدينة. إيصال حقوقهم للمسؤولين وتقول في هذا الصدد: ليست المباني والمبادرات التي يستفيد منها المجتمع والأشخاص ذوو الإعاقة هي الوحيدة شغلنا الشاغل، بل إن إيصال الحقوق إلى أصحابها هو ما يشغلنا دائماً ويلهمنا، من أجلهم نوظف كل مشاريعنا وخططنا المستقبلية، برامجنا ومبادراتنا وأنشطتنا ومؤتمراتنا التي نستعد لتنظيمها، ونحن نحضر الآن لتنظيم مجموعة من الأنشطة النوعية مع مطلع عامنا الدراسي المقبل من أهمها: القمة العالمية للمناصرين الذاتيين في سبتمبر، مؤتمر صعوبات التعلم في أكتوبر القادم، المهرجان السابع للكتاب المستعمل في فبراير ومؤتمر ببساطة عن الكتب الدامجة الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة في مارس.وعن كيفية صرف أموال الزكاة على مستحقيها أجابت: تحرص المدينة على أن تصرف أموال الزكاة على طلبتها المستحقين من ذوي الإعاقة ومدى حاجتهم إلى تغطية رسوم خدمات التعليم والتدريب والتأهيل والوسائل المساعدة والمعينات، وتقوم لجنة متخصصة بدراسة الحالة الاقتصادية لأسرة الشخص المعاق وتحدد بدقة من يدخل في فئة الفقراء المحتاجين بسبب عدم قدرتهم على الكسب أو تلبية الاحتياجات الضرورية، حينها تقوم المدينة باعتبارها مؤسسة أهلية بالإنفاق على تعليم هؤلاء الأشخاص ذوي الإعاقة والاهتمام بهم وإذا لم تستطع تغطية أعبائها المالية، جاز لها أن تأخذ من الزكوات لأنها تدخل بذلك ضمن فئة الغارمين، والغارم إما أن يكون غارماً لمصلحة نفسه أو لمصلحة غيره.وتضيف أن حملة الزكاة بابٌ مشرَعٌ لممارسة المسؤولية المجتمعية ومناسبة طيبة تعمل المدينة على توظيفها لتوعية المجتمع برسالتها وأهدافها من خلال تحقيق المزيد من التواصل مع كل فئات المجتمع لتصبح التوعية بالإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة والخدمات المقدمة لهم جزءاً من ثقافة المجتمع، معبرة عن امتنانها لحجم الدعم والمساندة الذي تتلقاه طوال أشهر السنة، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.
مشاركة :