مسرح السلستان في مدنية ليون يستقبل العرض الإيطالي أصوات من الداخل. العمل من توقيع الممثل توني سرفيللو المعروف بأدواره المتميزة في السينما. أضواء السينما لم تنسه عشق خشبة المسرح. توني سرفيللو أخرج العمل ويؤدي دور البطولة. المسرحية كتبها بعد الحرب العالمية الثانية المؤلف النابوليتاني إدواردو دي فيليبو. يقول سرفيللو: المسرح أحد أشكال الفن التي تتيح التعبير عن الفرد وعن الجماعة، بنفس القوة والفعالية. الويل لنا إن لم يكن هناك أشخاص يهتمون بهذا البعد الحضاري. مقطع من مسرحية أصوات من الداخل في أصوات من الداخل، بطل العمل يرى حلماً أشبه ما يكون بالواقع، بأن أحد أصدقائه قتل على يد الجيران. الحقيقة تنكشف بعد حين عند ظهور الضحية المفترضة، بيد أن ذلك الحلم سيكشف طبيعة العلاقات بين جيران يتبادلون الاتهامات، وهشاشة مجتمع لا يميّز الحقيقة من الخيال أو الخطأ من الصواب. عن العمل يقول سرفيللو: إنه العمل الكوميدي الأكثر مرارة لإدواردو دي فيليبو. قدم نوعاً من البشر استساغوا الجريمة إلى حدّ اعتبارها سلوكاً عادياً. إنها قصة مجتمع أضاع البوصلة، ويعاني من خطر الوقوع في هاوية الانحراف الأخلاقي. مع الأسف الأمر مازال يعبر بطريقة أمينة عن مجتمعنا. سرفيللو كوّن أول فرقة مسرحية له عندما كان في عمر 18. منذ ذلك الحين الأداء على الخشبة يشكل نشاطه الأساسي. بداية العام ألفين بدأ يمثلُّ أدوراً للشاشة الفضية بشكل منتظم، على وجه الخصوص في فترة الاستراحة يقول عن التمثيل في السينما والمسرح: لا أعيش انفصام الشخصية. كل ما في الأمر أنني استفيد من الفرصة التي منحت لي بتأدية أدوارٍ على المسرح وفي السينما، أؤديهما بشغف. الأمر أتاح لي مواجهة نوعين مختلفين من الجمهور، وعدم التعامل مع المسرح كعمل عرضي، أو أسوأ من ذلك، كمحطة انتظار للانتقال إلى أدوار سينمائية. سرفيللو حاز على اعتراف دولي كنجم سينمائي من خلال نيله مجموعة من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل ممثل أوربي في عدة أفلام منها دوره في إل ديفو في العام ألفين وثمانية. ودوره في الجمال الرائع العام الماضي. الفيلم من إخراج باولو سورِنتينو، وقد نال أوسكار أفضل فيلم أجنبي في نفس العام. الإعلان الرسمي لفيلم الجمال الرائع خلال الصيف سيشارك سرفيللو في فيلم جديد، بينما تستمر عروض مسرحية أصوات من الداخل في عدة عواصم أوروبية كبودابست و وارسو، سرفيللو يقول إن أمامه الكثير ليتعلمه من الكاتب إدواردو دي فيليبو، إدواردو كرّس حياته كلها لعمل بصرامة أخلاقية وفاعلية وتفان، من خلال التعبير عن رؤية أخلاقية للحياة. لو كان العديد من صناع القرار يملكون تلك العزيمة والرغبة بتحقيق الأهداف التي كان إدواردو يمتلكها، لكان أداؤهم أفضل بكثير.
مشاركة :