استعاد ليفربول الإنجليزي طعم الفوز بلقب دوري الأبطال بعد 14 عاماً من الغياب، عقب فوزه في النهائي أمام مواطنه توتنهام هوتسبر بثنائية نظيفة في اللقاء الذي احتضنه ملعب (واندا ميتروبوليتانو) السبت. سجل "الريدز" هدفا في كل شوط، حيث جاء الافتتاح بعد دقيقتين فقط من صافرة البداية من علامة الجزاء عن الطريق النجم المصري محمد صلاح. ثم قتل البلجيكي البديل ديفوك أوريجي الأمور تماما بهدف ثان في الدقيقة 87. وبهذا يعود "الريدز" لاعتلاء منصات التتويج في بطولة "الكأس ذات الأذنين" بعد غياب 14 عاماً وتحديداً 2005 عندما رفع آخر ألقابه في "ملحمة إسطنبول" التاريخية على حساب ميلان الإيطالي بركلات الترجيح. وفض الفريق الإنجليزي بهذا الشراكة مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، بعد أن أضاف كأسه "السادسة" ليأتي بلقب خلف ميلان الإيطالي، ثم صاحب المقام الرفيع في هذه البطولة، ريال مدريد، بـ13 لقب. ودخل "الملك المصري" بهدفه في النهائي التاريخ من الباب الكبير حيث بات ثاني لاعب عربي يسجل في نهائي البطولة الأعرق داخل القارة العجوز، وأيضاً الذي يرفع الكأس بعد الجزائري رابح ماجر. وسجل ماجر هدف تعادل فريقه بورتو في شباك العملاق البافاري في نهائي نسخة 1987 ، قبل أن يسجل الفريق البرتغالي هدفاً آخر اقتنص به لقبه القاري الأول. كما أن هذا هو اللقب الأول لـ"مو" صلاح مع ليفربول منذ انضمامه للفريق في صيف 2017. من جانبه، دشن الألماني يورجن كلوب سجل بطولاته مع "الريدز" منذ جلوسه على مقعد المدير الفني في أكتوبر/تشرين أول 2015 ، ليمحي مرارة خسارة اللقب مرتين الأولى مع بوروسيا دورتموند في 2013 أمام البايرن، والثانية العام الماضي مع ليفربول لحساب الفريق الملكي. في المقابل، يعتبر تأهل توتنهام للنهائي بمثابة إنجاز في حد ذاته، لاسيما وأنه النهائي الأول في تاريخ الفريق اللندني بالبطولة، وهو الأول أيضا للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في البطولة. وستكون الكرة الإنجليزية أمام فرصة إضافة لقب قاري آخر لها، عندما يضرب ليفربول موعدا في نهائي السوبر الأوروبي أمام تشيلسي، بطل الدوري الأوروبي برباعية في شباك أرسنال، منتصف أغسطس/آب المقبل في إسطنبول بتركيا. بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت حدادا على لاعب الوسط الإسباني خوان أنطونيو رييس، لاعب ريال مدريد وإشبيلية وأرسنال سابقا، الذي توفي السبت إثر حادث مروري. لم تكن هناك بداية أكثر روعة للقاء من تلك التي حدثت في اللقاء عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لليفربول هي الأسرع في تاريخ البطولة بعد 22 ثانية فقط عندما لمست كرة السنغالي ساديو ماني يد الفرنسي موسى سيسوكو داخل منطقة الجزاء. انبرى النجم المصري محمد صلاح لتنفيذ الركلة ليسددها بقوة من فوق يدي الحارس الفرنسي هوجو لوريس، ليعلن عن الهدف الأول في اللقاء بعد دقيقتين. توقع الجميع أن يسهم هذا الهدف في اشتعال الأجواء داخل المستطيل الأخضر، إلا أن العكس هو ما حدث، حيث لم تشهد الدقائق التالية أي محاولات هجومية تذكر للفريقين، وانحسر اللعب في أغلب الأوقات في منتصف الملعب. وأيقظ الإسكتلندي أندرو روبرتسون الجميع في الدقيقة 38 بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة أبعدها لوريس لركنية. مرت الدقائق المتبقية دون جديد ليطلق الحكم صافرة نهاية الـ45 دقيقة الأولى. كان ليفربول هو الطرف الأفضل مع بداية النصف الثاني، واستحوذ بنسبة أكبر على الكرة، ولكن التهديد الأول انتظر حتى الدقيقة 70 عندما سدد البديل جيمس ميلنر تسديدة أرضية من خارج المنطقة حادت بقليل عن القائم الأيسر لمرمى لوريس. مع دخول اللقاء في دقائقه العشر الأخيرة، بدأ لاعبو ليفربول في التراجع لمناطقهم، وهو ما سمح للاعبي "السبيرز" بتشكيل خطورة بالغة على مرمى البرازيلي بيكر. وكانت أخطر تلك اللقطات في الدقيقة 80 بفرصة مزدوجة عندما سدد الكوري الجنوبي سون هيونج مين كرة قوية تصدى لها بيكر بنجاح لترتد للبديل البرازيلي لوكاس مورا الذي سدد مرة أخرى ولكن كرة أرضية هذه المرة أمسكها بيكر بثبات. استمرت محاولات لاعبي توتنهام الحثيثة بحثا عن التعادل وهو ما كاد يتحقق في الدقيقة 84 عندما نفذ الدنماركي كريستيان إريكسن مخالفة من على حدود المنطقة من اليسار مباشرة نحو المرمى ولكن تألق بيكر وأبعدها لركنية. وفي الوقت الذي كان يسعى فيه "السبيرز" للعودة بهدف التعادل، أطلق البلجيكي البديل ديفوك أوريجي رصاصة الرحمة على اللقاء قبل 3 دقائق من نهاية الوقت الأصلي، بعد أن استلم كرة داخل المنطقة ليدد يسارية أرضية مرت على يسار هوجو لوريس داخل الشباك. لم تشهد الدقائق المتبقية أي جديد ليعلن الحكم عن تتويج "الريدز" بالكأس "السادسة" في تاريخهم.
مشاركة :