تعيش الكرة الأفريقية حالة من التخبط بسبب كثرة الصراعات داخل الاتحاد الأفريقي «كاف»، برئاسة الملجاشى أحمد أحمد، حيث أظهرت مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا الذي جمع بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربى تأخر الكرة الأفريقية بشكل كبير. وشهد اللقاء الذي جمع الفريقين التونسي والمغربي، أزمة تحكيمية بعد إلغاء هدف للوداد بداعي التسلل، رغم وجود تقنية «VAR» وهو ما أدى لتوقف اللقاء لمدة 90 دقيقة، وتحديدًا من الدقيقة 62، وكانت المفاجأة أن تقنية الفيديو «VAR» مُعطلة لا سبيل لاحتساب الهدف الملغي.وألغى الحكم الجامبي بكاري جاساما، هدف التعادل لفريق الوداد المغربي في الدقيقة 59 بعد عرضية داخل منطقة الجزاء تحولت برأسية إلى الشباك لكن تم إلغاء الهدف دون الاحتكام لتقنية الفيديو.رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد وقيادات «كاف» نزلوا إلى أرض المباراة في محاولة لاحتواء الأمر، وبعد إيقاف المباراة لأكثر من ساعة ونصف، أعلن الحكم بكاري جاساما بقرار من «كاف» فوز الترجي واعتبار الوداد منسحبًا.الفضيحة التحكيمية التي وقعت في الملعب الأوليمبى برادس يبدو أنها كانت مكتملة الاركان في ظل الشبهات التي تحوم حول سيطرت التونسي طارق البشماوي عضو المكتب التنفيذي لـ«كاف» والرجل الأقوى فى الاتحاد الافريقي، بجانب نطلاق المباراة بدون وجود تقنية «VAR».ومباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا أو الكونفدرالية دائما ما تثير حولها الشكوك بفعل التحكيم الذي وصل إلى مرحلة «اللارجعة»، وسط اتهامات بتقاضى بعض الحكام رشاوي. واستقر سعيد الناصري رئيس الوداد المغربى، على اللجوء للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بعد اعتبار فريقه منسحبًا، وقال في تصريحات صحفية: «فريقى لم ينسحب، مباراتى الذهاب والإياب تؤكد وجود سوء نية».وشدد «الناصرى» على أنه لن يستسلم وسيلجأ للمحكمة الرياضية الدولية، وسيتتخذ كل الإجراءات القانونية، وأوضح رئيس الوداد: «أخبرنا (كاف) أننا نريد لعب المباراة، لكن من الضروري الرجوع للهدف الذي سجلناه. كل هذا، يوضح أن هناك نية مبيتة سوف نتمسك بكل المساطر القانونية، وسنلجأ لمحكمة التحكيم الرياضي».وقال مدير الكرة بالترجي التونسي رياض بالنور إن ناديه ليس مسئولا عن تقنية الفيديو، واستحق تتويجه باللقب للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه.وأوضح «بالنور» لوسائل الإعلام أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم هو المسئول عن «VAR»، وقال إن الحكم هو الوحيد الذي يملك حق اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو، وليس من حق اللاعبين مطالبته بالعودة إلى التقنية.وأظهر اللقاء ضعف شخصية رئيس الاتحاد الأفريقي الذي فشل في احتواء الموقف نهائيًا مما أدى في نهاية الأمر إلى تتويج الفريق التونسى، وفي ظل التوقف ألقت الجماهير التونسية ألعاب نارية على أرض الملعب، ليطلب معين الشعباني، المدير الفني للفريق التونسي، من لاعبي الترجي الذهاب إلى المدرج لتهدئة الجماهير حتى لا يتطور الأمر إلى كارثة.وفي أول رد على تلك الأحداث، نشر «كاف» بيانا رسميا عبر موقعه الرسمي أكد فيه أن أحمد أحمد وجه الدعوة إلى أعضاء اللجنة التنفيذية لعقد اجتماع طارئ الثلاثاء المقبل.وأشار البيان إلى أن هذا الاجتماع يأتي لبحث الموقف عقب أحداث النهائي الأفريقي وما وقع في اللقاء من أحداث مؤسفة، وتحوم الشكوك الآن حول تتويج الترجي، خاصة وأن هناك أقاويل تشير إلى إمكانية إعادة المباراة، خاصة وأن هذا الأمر لم يحدث في تاريخ النهائيات الأفريقية من قبل.وسلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء، على مهزلة نهائي أفريقيا، حيث علقت صحيفة «آس» الإسبانية، على الواقعة قائلة: «هدف الوداد صحيح، لكن تعطل تقنية «VAR» حال دون إنصاف الفريق المغربى». وتحدثت صحيفة «ليكيب» الفرنسية، عن اللقاء قائلة: «تتويج الترجي بكأس الأبطال الأفريقية، جاء في ظروف غاب عنها البعد الرياضي»، فيما قالت وكالة «فرانس بريس»: «الوداد نجح في هز الشباك عبر الكرتي في الدقيقة 58، لكن حكم اللقاء بكاري جاساما رفض احتساب الهدف لسبب غير واضح».
مشاركة :