واشنطن تبدأ تحصيل رسوم على السلع الصينية القادمة عن طريق البحر

  • 6/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الولايات المتحدة في تحصيل رسوم جمركية أعلى تبلغ 25 في المائة على سلع صينية كثيرة وصلت إلى الموانئ الأمريكية صباح أمس في تكثيف للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ما أدى إلى فرض الصين تعريفات جمركية انتقامية. وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الزيادة في الرسوم على قائمة من السلع الصينية تبلغ قيمتها 200 مليار دولار في العاشر من أيار (مايو) ولكنه وافق على فترة سماح للبضائع المحمولة بحرا التي غادرت الصين قبل هذا الموعد ليتم تطبيق الرسوم السارية قبل ذلك وهي 10 في المائة. وفي 15 أيار (مايو) حدد مكتب الممثل التجاري الأمريكي الأول من حزيران (يونيو) موعدا نهائيا لهذه السلع التي تصل إلى الولايات المتحدة تبدأ بعدها هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية في تحصيل الرسوم التي تبلغ 25 في المائة في الموانئ الأمريكية. وتشمل زيادة التعريفة الجمركية مجموعة كبيرة من السلع الاستهلاكية والمكونات الوسيطة من الصين بما في ذلك خوادم الإنترنت والأثاث والمكانس الكهربائية ومنتجات الإضاءة. في المقابل، زادت الصين أمس الرسوم الجمركية على سلع أمريكية بقيمة مليارات الدولارات في وقت تستعد للكشف عن قائمة سوداء للشركات الأجنبية "غير الموثوق بها" التي يشير محللون إلى أن هدفها معاقبة الشركات الأمريكية والأجنبية التي تقطع الإمدادات عن مجموعة الاتصالات العملاقة هواوي. وتستهدف الخطوة الصينية سلعا أمريكية بقيمة 60 مليار دولار برسوم عقابية جديدة تراوح نسبتها من خمسة إلى 20 في المائة وتأتي للرد على رفع واشنطن الرسوم على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار إلى 25 في المائة. واستأنفت واشنطن وبكين معركة الرسوم بينهما في وقت سابق هذا الشهر بعدما انتهت المحادثات التجارية في الولايات المتحدة بدون اتفاق مع اتهام الجانب الأمريكي للمفاوضين الصينيين بالتنصل من التزامات سابقة. وتبادل البلدان حتى الآن فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة 360 مليار دولار، وخلال الأسابيع الأخيرة، طغى قرار واشنطن إدراج هواوي الصينية على قائمتها السوداء جراء مخاوف أمنية، في تهديد لطموحات المجموعة العالمية على حرب الرسوم بين البلدين. وفي 16 أيار (مايو)، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية مجموعة هواوي على ما يسمى "قائمة الكيانات" لأسباب مرتبطة بالأمن القومي، وهو ما يعني منعها من الحصول على المكونات أمريكية الصنع التي تحتاج إليها لمعداتها، لكنها منحتها لاحقا مهلة 90 يوما قبل بدء تطبيق الحظر. وردت وزارة التجارة الصينية بالإعلان أنها ستصدر من جهتها قائمة "كيانات غير موثوق بها" تفسخ عقودها التجارية وتتوقف عن إمداد الشركات الصينية. وقال المذيع كانج هوي في برنامج إخباري على محطة "سي سي تي في" الرسمية بثته عدة قنوات صينية أخرى الجمعة "بالنسبة لتدابير الصين المضادة، تتطابق أفعالنا مع أقوالنا"، وأضاف "إذا أردتم التحدث فبابنا مفتوح. وأما إذا اخترتم القتال، فسنقاتل حتى النهاية". وذكرت وزارة التجارة الصينية أنها ستكشف قريبا عن تفاصيل الإجراءات التي ستتخذ بحق الشركات المدرجة على القائمة، مشيرة إلى أنه سيتم إدراج الشركات الأجنبية التي تفسخ العقود وتقطع الإمدادات أو تتخذ إجراءات تمييزية أخرى ضد الشركات الصينية. وفي مقال رأي نشرته هيئة البث الصينية الرسمية، أوضح كونج كينججيانج الخبير القانوني الصيني أن قائمة الكيانات الصينية ستكون مشابهة لتلك التي أصدرتها واشنطن. وكتب أنه ما أن تضاف شركة أجنبية للقائمة "فستحتاج جميع السلع والخدمات والتكنولوجيا والبرامج الخاضعة لاختصاص وزارة التجارة الصينية إلى ترخيص قبل بيعها للكيان المدرج". وأضاف كونج: "قد تتحول إلى أداة مفيدة في التعامل مع الكيانات التي تخضع بسهولة لضغوط الحكومات الأجنبية المعادية للصين". وأكد خبراء أن شركاء هواوي الذين قطعوا الإمدادات سيكونون أولى الشركات التي تضاف إلى القائمة. ويرى أندرو بولك خبير الاقتصاد لدى "تريفيوم تشاينا" للأبحاث والخدمات الاستشارية "من الواضح أنها تستهدف على وجه الخصوص مزودي هواوي وهم إنتل وكوالكوم وإيه آر إم.. إنها تستهدف على الأرجح الشركات غير الأمريكية، بل الأوروبية والكورية الجنوبية واليابانية التي قد تكون تحاول اتخاذ قرار بشأن مدى الصرامة التي ستتبعها في تطبيق القرار الأمريكي". وأضاف أن الصين تسعى لجعل خيار قطع الإمدادات عن هواوي مسألة أكثر صعوبة، وقال بولك: "يحتمل أنها تضع الشركات في وضع يجبرها على الاختيار بين الولايات المتحدة والصين وهو أمر من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية عليها". وأفادت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الرسمية أن القائمة الجديدة ستشكل "رادعا لتشكيل حاجز يحمي الشركات الصينية". وذكرت الصحيفة القومية في مقال أن "الصين جاهزة لخوض حرب اقتصادية وتجارية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة". وحذّر مسؤولون صينيون سابقون الجمعة من أن الحرب التجارية قد تتواصل لسنوات، ويرى كريستوفر بالدينج الخبير في الشأن الصيني في "جامعة فولبرايت فيتنام" أنه "من الواضح جدا الآن أن هذا لم يعد نزاعا تجاريا وسيمتد بشكل أوسع بكثير ليتحول إلى إجراءات اقتصادية عقابية بإمكان كل طرف فرضها على الآخر.. وهناك احتمال كبير بأن تحدث أضرار جانبية كبيرة". وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر للدفاع والأمن في سنغافورة السبت، قال باتريك شناهان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة إن هواوي "مقربة كثيرا" من بكين وهو ما يحمل "الكثير من المخاطر". وأشار شاناهان إلى أن "التكامل بين الأعمال التجارية المدنية والجيش كبير جدا. لدى الصين سياسات وطنية وقوانين تقتضي تشارك المعلومات". وزاد ترمب بأكثر من الضعف الرسوم العقابية على منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار لتصبح نسبتها 25 في المائة وأطلق إجراءات تستهدف باقي الواردات من الدولة الآسيوية. وردت الصين بفرض رسوم السبت تراوح نسبتها بين 5 و25 في المائة على 5410 منتجات. وتشمل السلع منتجات التجميل والمعدات الرياضية والآلات الموسيقية والألماس والخشب والأقمشة والألعاب. ويبدو أن الرسوم الأمريكية أثّرت في أنشطة التصنيع الصينية التي تراجعت أكثر من المتوقع الشهر الماضي. وبينما يصر ترمب على أن الصين ستدفع رسوما بالمليارات، يشير خبراء إلى أن المستهلكين والمستوردين في الولايات المتحدة يتحملون العبء الأكبر من تداعيات الرسوم على المنتجات التي تدخل إلى البلاد. ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية عن وانج شوين، الذي كان ضمن فريق الصين المفاوض خلال المحادثات مع واشنطن قوله إن "الولايات المتحدة لا تزال سوق تصدير مهمة بالنسبة للصين لكن أهميتها تتراجع". وشدد على أن تداعيات الحرب التجارية على اقتصاد الصين "لن تخرج عن السيطرة"، مضيفا أنه "في حال أرادت الولايات المتحدة إجبار الصينيين على تقديم تنازلات عبر اتخاذ خطوات أحادية الجانب وفرض ضغوط شديدة، فهذا مستحيل".

مشاركة :